توصلت دراسة حديثة نشرت نتائجها مؤخرا في عدد من الدوريات العلمية، إلى أن نوعا من العناكب يعرف باسم “دينوبيس سيبيونوزا” Deinopis spinosa يستخدم أعينه المتسعه لصيد فريسته ليلاً، ومن المعروف أن معظم العناكب لديها ثمانية عيون تساعدها في استهداف الفريسة، إلا أن هذا النوع من العنكبوت تتسع عيونه بشكل غير طبيعي لالتقاط الفريسة، وتتميز هذه النوعية من العناكب بكبر حجم عيونها عن العناكب المعروفة، وللوهلة الأولى ثمة يعتقد أن هذه العناكب لديها عينان فقط، لكنها مثل بقية العناكب تمتلك ثمانية عيون، إلا أن ما يميزها، هو أن عيونها الوسطى تكون متسعة للغاية.
وكانت تراود الباحثين من مدة طويلة بعض الأسئلة لجهة أن هذه المخلوقات تستخدم أعينها في ساعات الظلام، ولكن لم تثبت صلة لهذا الأمر أبدا في السابق، وهذا ما قدمته الدراسة الحديثة التي أماطت اللثام عن ما خفي عن العلماء لسنوات خلت، بحسب ما أفادت صحيفة “الدايلي ميل” البريطانية.
نظام رؤية غير عادي
ووجدت دراسة جديدة أعدت في “جامعة نبراسكا لنكولن” في الولايات المتحدة الأميركية، أن هذه العيون الضخمة تسمح للعنكبوت باصطياد فريسته على الأرض ليلا، بينما تميل العناكب الأخرى إلى مطاردة فرائسها في الهواء، ونصب شباكها لاصطياد الفرائس الطائرة، ولكن بالنسبة إلى العناكب من نوع “دينوبيس سيبيونوزا” Deinopis spinosa، فإنها تصطاد الفريسة من المقدمة بمساعدة نظام الرؤية غير العادي الذي تتمتع به ويميزها عن سائر العناكب من أنواع أخرى، وبالنسبة للفرائس التي تعيش على الأرض مثل الصراصير وغيرها، فغالبا ما تكون أكبر حجما، فضلا عن قيمتها الغذائية العالية بالنسبة للعنكبوت، وتعد هذه النوعية من الفرائس بعيدة عن متناول معظم العناكب التي تبني شباكها.
دراسة ميدانية
وفي سياق الدراسة عينها، فقد خَلص الباحثون إلى أن عيون العنكبوت المتسعة تسمح لها بالبقاء نشطة في الليل، وتساعدها على تجنب العديد من الحيوانات المفترسة أثناء النهار، وتشمل الحيوانات المفترسة التي تعيش في محيط العنكبوت أثناء النهار الطيور المغردة والدبابير الطفيلية والعناكب القافزة، ويعتقد الباحثون أن خطر التعرض للافتراس من قبل الحيوانات المفترسة في النهار لعب دورا كبيرا في تطور هذه العناكب، وتم اختبار العناكب من خلال دراسة ميدانية، بالإضافة إلى تجارب البحث عن الطعام في المختبر.
وأوضح البروفسور جاي ستافستورم Jay Stafstrom عالم الأحياء في “جامعة نبراسكا لنكولن” University of Nebraska Lincoln وزملاؤه الذين أجروا البحث المنشور في مجلة Royal Society Biology Letters قائلا “لقد أظهرنا أن الحيوانات المفترسة الليلية استثمرت بكثافة في مستوى الرؤية منخفض الإضاءة، وذلك من خلال الهياكل الحسية التي تستفيد من هذه التخصصات في شكل محتمل للفريسة الجيدة“.