أكد خبير في الأمراض الفيرسية والبكتيرية في الثمانينيات من القرن الماضي، أن أكثر ما يهدد البشرية ليس السلاح النووي والكيميائي وغيرهما من أسلحة الدمار الشامل، حين أن أخطر ما يهددنا في المستقبل هو الفيرسات والبكتيريا، عارضا وقتذاك لتصوره في هذا المجال، بالاستناد إلى تجارب مخبرية، أكد خلالها أن البكتيريا ستكون قادرة على تطوير نفسها في مواجهة المضادات الحيوية على أنواعها.
ويبدو الآن، أننا الآن بدأنا نواجه مثل هذه المخاطر، مع ظهور ما بات يعرف علميا بـ “البكتيريا القاتلة” Deadly bacteria، أي تلك التي لا تستجيب لأي مضاد حيوي Antibiotic.
عالم ما بعد المضادات الحيوية
وفي هذا المجال، أبلغ مسؤولون بالقطاع الصحي في الولايات المتحدة الأميركية يوم أمس الخميس 26 أيار (مايو) 2016، عن أول حالة بالبلاد لمريضة بعدوى مقاومة لكل أنواع المضادات الحيوية، وعبروا عن قلقهم الشديد من أن ما يطلق عليها “البكتيريا القاتلة” Deadly bacteria قد تشكل خطرا كبيرا بالنسبة لأنواع العدوى المعتادة في حال انتشارها، بحسب “رويترز” والعديد من الدوريات العلمية المتخصصة.
وقال توم فريدن Tom Frieden مدير “المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها Centers for Disease Control and Prevention في الولايات المتحدة “نواجه خطورة لجهة الدخول في عالم ما بعد المضادات الحيوية”، وذلك في إشارة إلى عدوى بالجهاز البولي لامرأة في بنسلفانيا تبلغ من العمر 49 عاما ولم تسافر خلال الأشهر الخمسة الماضية.
بكتيريا مقاومة للعقاقير على نطاق واسع
وقال فريدن خلال مأدبة غداء نظمها نادي الصحافة الوطني في واشنطن العاصمة National Press Club in Washington إن العدوى لم تتم السيطرة عليها حتى بعقار “كوليستين” colistin وهو مضاد حيوي مخصص للاستخدام ضد ما يطلق عليها “البكتيريا الكابوس” Nightmare Bacteria.
وورد ذكر الإصابة يوم الخميس في دراسة نشرت في دورية تابعة لـ “الجمعية الأميركية لعلم الأحياء المجهري” American Society for microbiology، وقالت الدراسة إن البكتيريا نفسها أصيبت بجزء صغير من الحمض النووي DNA يطلق عليه اسم “بلازميد” Plasmid الذي يمر بجينوم يطلق عليه اسم “إم سي آر1” mcr-1 يمنحه مقاومة للكوليستين.
وقالت الدراسة “ينذر ذلك بظهور بكتيريا مقاومة للعقاقير على نطاق واسع”، وأجرى الدراسة “مركز والتر ريد الطبي العسكري” Walter Reed Army Institute of Research.
وأضافت الدراسة أيضا أنه “حسب علمنا هذا أول بلاغ عن “إم سي آر1” mcr-1 في الولايات المتحدة الأميركية، وشددت الدراسة كذلك على ضرورة وأهمية المراقبة المتواصلة من تحديد التكرار الفعلي لهذا الجين على صعيد الولايات المتحدة.