إذا كان شدوَ بلبلٍ واحد لا يأتي الربيع، فكذلك شجرة واحدة لا يمكن أن تشكل غابة، غير أن 90 مليون شجرة قادرة بكل تأكيد على تشكيل ليس غابةٍ واحدة فحسب، وإنما العديد من الغابات، ذلك هو الرقم المدون في سجلات الإحصاء الثالث لعامي 2011/2012 حول حجم الغابات في ألمانيا، التي تعد من بين أكثر بلدان “الاتحاد الأوروبي” European Union غنى بغاباتها الممتدة على مساحة 11,4 مليون هكتار.
ولا توفر الغابة حيزاً للحياة النباتية والحيوانية ومكاناً ليرفه الإنسان فيه عن نفسه فحسب، بل تعتبر أيضا مصدرا ثمينا للمواد الأولية، وعاملا مهما لحماية المناخ أيضاً، وبحسب موقع Deutschland الألماني، تعتبر مهمة حماية الغابة والحفاظ عليها من أولى مهام الناشطين في مجال حماية البيئة والطبيعة.

نباتات مفترسة

وتلك هي الحال أيضاً بالنسبة لـ “اتحاد الألمان المهتمين بالغابات”، الذي يقوم منذ أكثر من خمسة أعوام باختيار غابة في ألمانيا وتتويجها “غابة العام”. وفي عام 2016 أعلن فوز غابة “يوزِيدوم” Usedom الشاطئية بهذا اللقب. تقع تلك الغابة في شمال شرق ألمانيا على جزيرة “يوزيِدوم” وتبلغ مساحتها حوالي 5000 هكتار. ومن بين أنواع الأشجار التي تنبت في تربتها الخصبة المكونة من طبقات كلسية ورملية أشجار الصنوبر والزان، وكذلك أنواع متعددة من البلوط والقيقب.
أما ما توفره تلك الغابة من مناطق رطبة، وجزر مغلقة معتمة من الأشجار المعمرة، ومروج واسعة مضيئة، وبحيرات وجداول صغيرة، فيعد بيئة مثالية لعدد كبير من أنواع الكائنات الحية في الغابة مثل الصقور البحرية وطائر الكركي ثعلب الماء والنباتات المفترسة للحشرات والأوركيدات. ولذلك فإن حوالي ثلث مساحة هذه الغابة يعد محمية طبيعية.

واحة خضراء

وفي كل عام يحضر عدد كبير من السياح للقيام برحلة استكشافية ضمن دروب الغابة الصالحة أيضاً للتجوال والتعرف على أنواع النباتات والحيوانات المختلفة. كما يوفر جزء الغابة المرتفع المهيأ للتسلق بالقرب من مكتب مصلحة الغابات في “نوي پوداغلا” فرصة رائعة بالنسبة للسياح الذين لا يعانون من دوار المرتفعات، وذلك للتمتع بمنظر الغابة الخلاب من الأعلى وكأنها واحة خضراء. وفضلاً عن ذلك ترحب الغابة بمحبي التخييم ضمن مخيماتها الستة.
ويقول سفين بلومير رئيس مجلس إدارة مصلحة الغابات في مقاطعة “مكلنبورغ فوربومرن” Mecklenburg-Vorpommern، وهي إحدى ولايات ألمانيا الست عشرة: “لقد باتت غابة يوزِيدوم الشاطئية اليوم بالنسبة للجزيرة وسكانها وللسياح أيضاً أكثر قيمة من أي وقت مضى، وهي تشكل مثالاً يحتذى به بالنسبة للغابات الأخرى الواقعة على بحر البلطيق من حيث تنوع إمكانات الاستفادة منها وتنوع أشكال الحياة فيها”.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This