يبدو أن الخيانة ليست سمة خاصة بالإنسان، وهذا ما كشفه العلماء في دراسة حديثة توصلوا فيها إلى أن عصفور “الدوري الذكر ” male sparrows، يعلم إن كانت أنثاه تخدعه أم لا، وعندما يكتشف ذلك فإنه يبادر إلى معاقبتها، وذلك بحسب ما أشارت صحيفة “الدايلي ميل” البريطانية، علما أنه لا يمكن التعميم حتى في مجتمع الطيور، خصوصا بالنسبة للبجع، فهي طيور يضرب بها المثل في بالوفاء، فالذكر والأنثى يمضيان حياتهما معا، ونفوق واحد يعني ضياع الآخر الذي لا يمكن أن يتزوج أبدا.
والأمر كذلك بالنسبة لأنواع كثيرة من الطيور، إذ غالبا ما يكتفي العصفور بزوجة واحدة مثل البشر، إلا أن الأنثى ربما تتزاوج مع أكثر من ذكر، وتتمثل وسيلة العقاب في قيام العصفور الذكر بتوفير كمية أقل من الطعام إلى أسرته، لاعتقاده بأنه ليس الأب لجميع العصافير الصغيرة في العش.
الإناث غير المخلصات
وبحسب الدراسة تبدأ شكوك عصفور الدوري الذكر عندما تقوم الأنثى برحلات طويلة خارج العش، وهذا ما يدفعه إلى الشك في أنه ليس والد جميع صغاره، وذكرت الدكتورة جوليا شرودر Julia Schroederمن “قسم علوم الحياة في كلية امبريال كوليدج” Department of Life Sciences at Imperial College في لندن أن “الذكر يغير سلوكه وفقا لشريكته، فعندما يتحول الذكر من أنثى مخلصة الى أخرى غير مخلصة فإنه يقدم كمية أقل من الطعام لصغاره، وعندما ينتقل الصغار إلى عش فيه أنثى مخلصة يبذل الأب جهدا شاقا لتوفير الطعام لصغاره“.
وتضيف شرودر أنه “لا توجد وسيلة للذكر لتحديد أن الصغار أبناؤه مثل الرائحة، وبدلا من ذلك يعتمد على سلوك الأنثى أثناء فترة خصوبتها، من خلال الوقت الذي تقضيه بعيدا عن العش“.
وفحص الباحثون 200 ذكر و194 أنثى من العصافير في جزيرة لاندي Lundy في “قناة بريستول” Bristol Channel على مدى اثني عشر عاما، وقاموا بتسجيل عينات الحمض النووي DNA بكل طائر وتتبعوا تاريخ العائلة، وبهذه الطريقة نجح الباحثون في تحديد الإناث غير المخلصات.
وأضافت شرودر: “تعد جزيرة لاندي مختبرا طبيعيا فريدا من نوعه، لأنه يكاد يمثل نظاما مغلقا، حيث يغادر القليل من العصافير الجزيرة قبل أن تصل إليها من البر الرئيسي، وخلال 12 عاما هاجر 4 طيور فقط إلى لاندي ربما على متن قارب“.
ونشر البحث في مجلة The American Naturalist، ويعتقد الخبراء أن العصافير الإناث تميل إلى خداع مع ذكور أكثر قوة وأفضل من الناحية الوراثية للحصول على ذرية أقوى.