غالباً ما تكون الاكتشافات عبارة عن أخبار سارة، تميط اللثام عن كائنات وأنواع نتعرف عليها للمرة الأولى، أو مواقع جميلة في أقاصي الأرض، أو أدوية وعلاجات من شأنها إنقاذ ملايين الارواح، وقلما تكون الاكتشافات غير سارة، في ما عدا انتشار فيروس وأمراض
وفي هذا السياق، اكتشفت إدارة الطيران والفضاء الأميركية ما يمكن توصيفه بالأخبار غير السارة على صعيد البيئة والمناخ، إذ قال باحثو الـ (ناسا) في كل من الولايات المتحدة الأميركية وكندا، أنهم رصدوا 39 مصدرا رئيسيا للتلوث في العالم، لم يتم الإبلاغ عنها من قبل، وتمكنوا من رصدها من خلال استخدام تقنيات جديدة يعتمد على الأقمار الصناعية.
تحليل بيانات الأقمار الصناعية
وقالت ناسا في بيان نشر يوم أمس الأول الأربعاء (1-6-2016) إن مصادر انبعاثات “ثاني أوكسيد الكبريت” Sulfur dioxide السام التي لم يتم الإبلاغ عنها، هي مجموعات من محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم والمصاهر، وعمليات النفط والغاز في الشرق الأوسط والمكسيك، إضافة إلى روسيا. واكتشفت هذه المصادر، بحسب بيان ودراسة لـ (ناسا) خلال تحليل لبيانات الأقمار الصناعية من عام 2005 وحتى عام 2014. وخلص التحليل أيضا إلى أن التقديرات بشأن الانبعاثات، والتي تستند إلى بيانات الأقمار الصناعية، كانت أعلى مرتين أو ثلاث مرات مما أبلغ عنه من المصادر المعلومة في هذه المناطق. وقال كريس ماكليندن Chris McLinden العالم في مجال الغلاف الجوي في “المركز العلمي للبيئة وتغير المناخ” Scientist with Environment and Climate Change في أونتاريو – كندا، في بيان إن “المصادر غير المبلغ عنها أو التي لم يبلغ عنها بشكل كامل، تمثل نحو 12 في المئة من كل انبعاثات ثاني أوكسيد الكبريت التي تسبب فيها الإنسان.
براكين خامدة تسرب الغاز السام ببطء
وذكر ماكليندن، وهو كبير الباحثين في الدراسة التي نشرت في نشرة “نيتشر جيوساينس” nature geoscience أن هذا الاختلاف قد يكون له “تأثير كبير على جودة الهواء في المنطقة”.
ووفقا لـ (ناسا) أيضا، فإن برنامج كمبيوتر جديدا وتحسينات في معالجة البيانات الخام من الأقمار الصناعية، ساعدت الباحثين في ناسا و”جامعة ماريلاند” University of Maryland و”كوليدج بارك” College Park و”جامعة دالهاوسي” Dalhousie University في “هاليفاكس” Halifax – كندا، و”مركز البيئة وتغير المناخ الكندي” على رصد التلوث.
كما رصد الباحثون أيضا 75 مصدرا طبيعيا، لثاني أوكسيد الكبريت في صورة براكين خامدة تسرب الغاز السام ببطء.