أشارت الدراسات إلى وجود عينات من مبيد الأعشاب السام غليفوساتGlyphosate في دمائنا، وقد يسبب التعرض إليها الإصابة بمرض السرطان، وما من دليل حول متى وأين بدأ البشر بالتعرض لهذه المادة.

هذا ما أكدته آفازAvaaz (منظمة عالمية أطلقت عام 2007، تناضل من أجل قضايا البيئة وحقوق الإنسان وحرية التعبير) يوم أمس الخميس، في حملتها العالمية أربعة أيام لإيقاف مونسانتو، وهي شركة (Monsanto) متعددة الجنسيات، تمارس الضغط لسنوات عدة على الحكومات الأوروبية لترخيص استخدام هذا السم، بحسب ما أشارت آفازفي حملتها الهادفة إلى وقف استخدام الـ غليفوساتGlyphosate، وأكدت أن مجتمعنا استطاع التصدي لها، وسيجري تصويت نهائي حول هذه القضية خلال أيام قليلة، وتعمد جماعات الضغط التابعة لشركات الصناعات الكيميائية الضخمة إلى تذليل جميع العقبات أمام حصولها على هذا الترخيص“.

جمعينا معرضون للخطر

ورأت آفاز أن حظر استخدامها، لأول مرة في التاريخ بات ممكناً اليوم، بفضل حملتنا الضخمة التي أطلقناها في وقت سابق. لكن الضغط الذي يمكن للرأي العام ممارسته قادر على إلحاق الهزيمة بهم، ولدينا فرصة كبيرة في ربح هذه القضية رغم جميع الصعاب التي تواجهنا“.

وقالت: “لدينا أقل من أربعة أيام حتى موعد التصويت، ودعت إلى التوقيع على العريضة العاجلة الآن، لافتة إلى أنه إذا استطعنا حظر استخدام هذه المادة في أوروبا، ستكون سابقة يبنى عليها لحظر استخدام الغليفوسات في جميع أنحاء العالم، سيتم عرض عدد الموقعين على العريضة على شاشة كبيرة أمام مقر الاجتماع مباشرة“.

واعتبرت أننا جمعينا معرضون للخطر، وهو ليس مجرد تهديد لصحتنا، حيث تنتج الصناعات الكيميائية ثلث الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري في كوكبنا، والتي تدمر النظم البيئية الضرورية لاستمرارية الحياة على كوكب الأرض، ولفتت إلى أنه كلما أسرعنا في حظر استخدام مادة الغليفوسات، كلما كان ذلك أفضل لصحتنا وبيئتنا، إن استطعنا مواجهة هذا التحدي، فسوف يلعب حراكنا دوراً رئيسياً في حل واحدة من أهم القضايا في عالمنا اليوم“.

المستحيل ممكن

تجدر الإشارة إلى أنه كان من المفترض أن يعاد ترخيص استخدام مادة الغليفوسات بشكل رسمي خلف الأبواب المغلقة، إلا أن العريضة الضخمة لـ آفازوتفاعل أعضاء مجتمعنا معها، من خلال إجراء العديد من الاتصالات مع حكومات دول الاتحاد الأوروبي، وإرسال آلاف الرسائل والتغريدات إليهم، فضلاً عن تنظيم بعض المظاهرات، كل هذا جعل من المستحيل ممكناً، نحن الآن أمام أيام مفصلية بالنسبة لهذا الحراك“.

وإذ أكدت اننا مستعدون لمواجهة واحدة من أكثر الشركات نفوذاً في العالم، لفتت آفازإلى أن مادة الغليفوسات تعتبر بمثابة حجر الزاوية في امبراطورية مونسانتو، وتدر عليها أرباحاً بمليارات الدولارات سنوياً، لذا يجب عليناً جميعاً التحرك لنؤكد لصانعي القرار بأن الرأي العام العالمي يطالبهم بأن يجعلوا من صحتنا وحماية بيئتنا أولوية على المال والأرباح، ودعت إلى التوقيع على العريضة.

تغيير قواعد اللعبة

وبحسب آفازأيضا إن استطعنا حظر استخدام الـــ غليفوسات Glyphosate في أوروبا، فسنكون قد قطعنا شوطاً مهماً وكبيرا نحو التخلص من هذه المادة نهائياً في جميع أنحاء العالم“.

وقالت: “نحن نواجه النظام السخيف الذي سمح باستخدام هذه المادة سابقاً، كما نواجه أيضا سطوة الشركات الكبرى على القرار السياسي، واعتبرت أن نجاحنا سيعني أننا بدأنا عملياً في تغيير مستقبل غذائنا نحو الأفضل في جميع أنحاء العالم، ورأت أن الفرصة سانحة أمامنا الآن لتغيير قواعد اللعبة، فلنقم باستغلاها كما يجب“.

تدمير التنوع البيولوجي

وفي سياق متصل، أظهرت استطلاعات الرأي بأن ثلثي الأوروبيين يريدون حظر استخدام هذه المادة الكيميائية، وقد صنف علماء مستقلون تابعون للأمم المتحدة هذه المادة على أنها ثاني أكثر مادة مسرطنة، كما كشفت الدراسات عن وجود عينات منها في دمائنا، وأظهرت الدراسات أيضاً أنها تساهم في خلق أعشاب مقاومة للمبيدات وتؤدي إلى تدمير التنوع البيولوجي، فهل تستمع الحكومات الأوروبية الرئيسية إلى تحذيرات العلماء المستقلين وإلى مطالب الرأي العام؟

من الممكن عدم الاعتماد على الغليفوسات، حيث تعمد بعض المدن في مختلف أنحاء العالم إلى حظر استخدامه، وقد لجأ المزارعون إلى حلول بديلة. كما أشارت الدراسات الحديثة إلى أن الفجوة الانتاجية بين الزراعات الصغيرة وبين الزراعات التابعة لشركات الصناعات الزراعية باتت أضيق من ذي قبل.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This