تستضيف أنغولا يوم البيئة العالمي 2016، والذي ينعقد في الخامس من حزيران (يونيو) من كل عام، وقد لفتني تصريح لوزيرة البيئة في أنغولا تقول فيه، إن استضافة بلادها هذا العام ليوم البيئة العالمي يهدف إلى إيصال رسالة واضحة مفادها بأن تلك الممارسات المتعلقة بالأحياء البرية وتهديدها سيتم استئصالها قريباً، وقد اختيرت أنغولا لأن شعار الاحتفال بيوم البيئة العالمي هذا العام هو مكافحة الاتجار غير المشروع بالأحياء البرية، باعتباره يؤدي إلى تآكل التنوع البيولوجي، ويهدد بقاء الأفيال ووحيد القرن ويهدد النمو والعديد من الأنواع الأخرى، فضلاً عن إضعاف الاقتصاد والمجتمعات المحلية والأمن. ويحث شعار هذا العام على عدم التسامح إطلاقاً مع الإتجار غير المشروع بالأحياء البرية.
الواضح أن هذا البلد يسعى لاستعادة قطعان الفيلة والحفاظ على الحياة البرية والتنوع الحيوي لأفريقيا وحماية البيئة، في الوقت الذي يواصل فيه إعادة بناء نفسه في أعقاب حرب أهلية استمرت لربع قرن.
في قرية “رافاي” على مدخل “نهر تشينكو” في جمهورية أفريقيا الوسطى يقول شيوخ القرية “جميل أن تبحر في نهر تشينكو، لكن في مرحلة معينة من واجبك الأخلاقي أن تفعل شيئاً”، وقد كان السكان القبليون الأصليون يسمون هذا النهر البني اللون الداكن بنهر الأفيال، لأن عشرات آلاف الأفيال كانت تمرغ فيه، وتتقاسم المياه مع التماسيح وأفراس النهر، لكن فيما كان العالم غافلاً عما يجري خلال السنوات السابقة، أخذ الصيادون غير الشرعيين يتوغلون في المنطقة خلال مواسم الجفاف عبر الحدود الشرقية من السودان، ويقدر العلماء أن حوالي 95 بالمئة من الحيوانات البرية في منطقة تشينكو قد انقرضت.
بشكل عام يعتبر اليوم العالمي للبيئة هو احدى وسائل الأمم المتحدة لنشر الوعي في جميع أنحاء العالم بهدف تحسين البيئة، وقد جاء شعار العام الماضي 2015 “سبعة مليارات حلم على كوكب الأرض”، فلنستهلك بعناية لأن خيرات الأرض لا تكفي هذه السبعة مليارات، واليوم ثمة صرخة عالمية لمكافحة الاتجار غير المشروع بالحياة البرية، ويعد يوم البيئة العالمي بمثابة فرصة للجميع لإدراك المسؤولية الخاصة برعاية الأرض ولتصبح عاملاً من عوامل التغيير.
كلمة أخيرة، نرجو الاسراع بمعالجة هذا الأمر في أنغولا، لأن العلوم البيئية وجدت لتعالج المشاكل من المصدر إلى المصب “من بداية الأنبوب إلى مصبه”، عل وعسى تكون استضافة أنغولا ليوم البيئة العالمي بداية معالجة المشكلة من مصدرها.
