مع غياب الرقابة على خبز الحمية الغذائية Diet أو “الريجيم”، ثمة شكوك بدأت تثار حول مكوناته، خصوصا بعدما تبين حسب معلومات جمعية حماية المستهلك، أن “60 بالمئة من هذا الخبز لا يحمل المواصفات المطلوبة ليكون خبزا للريجيم، بحيث تضاف إليه بعض الملونات ليكتسب اللون الأسمر”.
وتحدد مؤسسة المقاييس والمواصفات اللبنانية “ليبنور” في مواصفة تحمل الرقم ٢٤٠ صادرة في العام ٢٠١٠ مواصفات الخبز اللبناني. وتشمل الخبز الأبيض والاسمر وخبز النخالة والخبز المصنع من القمح الكامل.
ولا تحدد هذه المواصفة فئة خاصة لخبز الحمية الغذائية، وهي بالتالي تترك الباب مفتوحاً بأن يضاف إلى الخبز اللبناني السكر، والحليب المركز أو المبخر أو المكثف المحلى أو المجفف، ودقيق فول الصويا ودقيق البقوليات وفق ما يتناسب مع ممارسات التصنيع الجيد. كذلك يسمح باضافة بروبيونات الكلسيوم و/أوالصوديوم، لمقاومة العفن، على ألا يتعدى مجموعهما 0.3%.
وتقع المسوؤلية بالدرجة الاولى على مصلحة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد، تليها اجهزة الرقابة المعنية في وزارة الصحة ومصالح الصحة التابعة للمحافظين والقائمقامين في تشديد الرقابة على هذ النوع من الخبز، وتسطير محاضر ضبط بحق المخالفين وصولاً الى الاغلاق النهائي.
وهنا لا بد من طرح سؤال مهم: كيف نضمن أن ما يتناوله اللبنانيون تتوافر فيه الشروط الصحية في ظل غياب الرقابة؟

برّو: لا رقابة!

في هذا السياق، اكد رئيس جمعية المستهلك زهير بّرو لــ greenarea.info أن “ليس هناك رقابة فعلية من قبل الدولة على الخبز الاسمر”، وأشار إلى حالة من الفلتان “حيث يتم تلوينه بمادة السكر ليعطي اللون الداكن، وذلك استنادا لدراسة علمية صادرة عن جامعة LAU، تبين فيها أن 60 بالمئة من الخبز الاسمر Diet لا يخضع للرقابة من ناحية المواصفات العلمية المطلوبة، كما وانه ايضا غير دقيق في محتوياته، لا سيما من ناحية وجود (القمحة الكاملة)”. أما بالنسبة للخبز الابيض، فقال برو: “لا يحمل مواصفات الغذاء الكامل، اذ يحتوي فقط على النشاء والسكر، خلافا لما نجده في بعض البلدان العربية المجاورة كمصر وسوريا، حيث هناك رقابة فعلية على المواد الغذائية، وايضا على نسبة الرطوبة وسائر محتوياته، عكس ما هو عليه الأمر في لبنان، فالمواصفات العلمية المطبقة تعود الى سنين طويلة، منذ 60 سنة تقريبا ولم يحدث اي تعديل في شأنها”.

زعرور: مطلوب الاعتدال!

اما أخصائية التغذية مونيكا باسيلا زعرور، فشددت على “أهمية تناول الخبز مهما كان نوعه بشكل معتدل”، وقالت لـ greenarea.info: “ان الخبز الاسمر اللبناني أفضل خبز، فهو عبارة عن مياه وطحين أسمر وقليل من الملح، أما بالنسبة لخبز الشوفان فأحيانا لا يحتوي 100 بالمئة من الشوفان، ومن المحتمل ان يضاف إليه السكر المحروق لتلوينه، أو طحين قمح، لكن هذا لا يثير المخاوف، إنما الذي يثير قلقنا فهو الخبز الذي يحتوي على اعشاب، كونه يزيد من حالات الاسهال، كما ان الخبز يحتوي على الغلوتين، ويجب التنبه إلى محتوياته كي لا يلحق الاذى الصحي للذين يعانون من حساسية الغلوتين.
تؤكد زعرور ان “لا مشكلة في تناول الخبز باعتدال، لان الافراط يزيد من البدانة في ظل غياب الرقابة وعدم فحص العينات”.

الطفيلي: التشديد على نوعية المحتويات

أما الخبير في علوم الغذاء الدكتور عماد طفيلي فنبّه إلى ضرورة “التأكد من محتويات الخبز قبل شرائه. ويوجد في السوق المحلي خبز قليل الملح، ولكن هل هو قليل الملح فعلا في ظل غياب الرقابة؟ في سائر الدول هناك تقيد بالمواصفات المطلوبة على الخبز، وهي مدروسة بدقة، خصوصا في خبز الريجيم، عكس مما هو عليه الأمر في لبنان، إذ يكتب انه خبز للسكري، فيما هو يحتوي على السكر، وما من أحد يحدد ذلك، فالمستهلك لا يعرف ماذا يأكل في ظل غياب التوعية لجهة معرفة تحديد كميات السكر والنشويات، ولذلك يجب التنبه من العبارات التي تستخدم للترويج عند شراء الخبز، والتي تكون غير علمية، فخبز الشعير على سبيل المثال الموجود في السوق من غير الممكن ان يخفض الكولستول، والامر ذاته بالنسبة للخبز المخصص لمرضى السكري الذي يحب ان يكون خاليا من السكر، و كذلك خبز النخالة، كل ذلك بسبب غياب الرقابة على نوعية الخبز”.

الفتى: معرفة المصدر

بدورها، نبهت أخصائية التغذية ميرنا الفتى إلى الاضرار الصحية التي يسببها خبز الريجيم، وقالت لـ greenarea.info: “هناك قلة توعية عند الناس حول الخبز مهما كان نوعه، فكم من المرات نجد أن خبز الشوفان لا يحمل المواصفات الغذائية المطلوبة، والامر ذاته بالنسبة للخبز الاسمر، فأحيانا يكون مغشوشا بطحين ابيض مصبوغا بالشاي أو الدبس كخدعة وعملية غش، اما (خبز القمحة الكاملة) فكلما كان حجم الخبز صغيرا ويتفتت يعني أنه صالح للاستهلاك والامر ذاته بالنسبة للنخالة، واذا اردنا ان نعرف اذا كان الخبز مغشوشا، فما علينا الا ان نضعه على النار، اذا احترق بسرعة يعني انه يحتوي على الكثير من السكر وليس على النخالة. وعلى سبيل المثال كم من المرات نجد المصابين بالسكري ضحية الخبز الخالي من السكر في الاعلان، انما في الحقيقة فهو يحتوي على الكثير من السكر”.
وأضافت: “أنصح الناس بالخبز الصاج كونه الافضل صحيا، كما يجب الانتباه الى ان هناك اشخاصا لديهم حساسية على القمح، وبالتالي يصابون بنفخة في الامعاء، من دون ان ننسى ان هناك الكثير من الغش في خبز الاعشاب والطحالب، لذلك نشدد على شراء الخبز من مصدر آمن”.

ناصر الدين: لا مختبرات تكشف وتدقق

بدورها أكدت أخصائية التغذية الدكتورة لارا ناصر الدين لـ greenarea.info أن “ليس هناك من التزام فعلي حول مدى تطبيق المواصفات العلمية المطلوبة للخبز في ظل غياب الرقابة من المراجع الرسمية، وايضا المختبرات العلمية غير المتوفرة للكشف على نوعية العينات من الخبز الموجود في السوق المحلي”.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This