تعد ظاهرة التحلل من أهم الظواهر الطبيعية، فهي تلعب دورا رئيسيا في ما يعرف بالتوازن الطبيعي، أو توازن النظام البيئي بشكل عام، وهذه الظاهرة تتخصص بها الكائنات الحية الدقيقة، مثل البكتيريا والفطريات، ولهذه العملية أهمية كبيرة جداً في إعادة العناصر المعدنية للتربة ليستفيد منها النبات في نموه.
تتشابك المفاهيم بين البلاستيك الحيوي والبلاستيك المتحلل، فهما غير متشابهين، كونهما عبارة عن نوعين مختلفين تماماً، فالبلاستيك الحيوي هو مادة يتم الحصول عليها من مواد النبات الخام المتجددة، ويمكن أن تنتج من النشا والسللوز والسكريات والزيوت النباتية واللجنين (الخشبين) والبروتينات، أي يمكن انتاجها من الذرة والخشب والبطاطا والسكر . وهناك انتقادات كثيرة حوله ظهرت في الآونة الأخيرة، خصوصا مع قيام بعض الدول بزراعة المحاصيل بهدف إنتاج الوقود الحيوي أو البلاستيك الحيوي، وليس من أجل إنتاج الغذاء.
أما البلاستيك المتحلل، فهو عبارة عن مادة يمكن أن تتحلل بواسطة الكائنات الحية أو الأنزيمات، إلى عناصر ماء وثاني أوكسيد الكربون وميتان وكتلة حيوية، ولا علاقة لإمكانيه التحلل بالمادة الخام (البلاستيك)، بل العلاقة مع بنية المادة ذاتها، وبالفعل هناك أنواع من البلاستيك أساسها النفط وقابلة للتحلل.
السبب الرئيسي في رفض البلاستيك التقليدي، هو عدم تحلله، حيث أنه يقاوم عوامل التلف، وبالتالي يبقى في الطبيعة لمئات السنين دون تحلل، وعند حرقه للتخلص منه تنتج كميات كبيرة من الديوكسينات المسرطنة.
وقد ظهرت في الآونة الأخيرة مجموعة من المحفزات تساعد على تفكك البلاستيك عضوياً، مثل ما يسمى D2W أو مركبات OXO، باستخدام نفس الآلات والمعدات والعمالة في مصانع البلاستيك، بحيث لن يكون هناك أي تغيير في المواصفات. فمثلاً مادة D2W هي عبارة عن محفز مسرع للأكسدة، يعمل على فصل ذرات الكربون عن بعضها حتى تبدأ مرحلة التحلل البيولوجي والتي تتم خلال سنة واحدة. وهناك نظريات كثيرة ترفضها، خصوصا وأن تسويق هذه الطريقة (في الدول التي لا تملك إدارة متكاملة للنفايات) ستزيد من إنتاج هذه الأكياس بحجة تحللها، وبالتالي سيزيد من تراكمها في الطبيعة، لأن مفهومها يعتمد على إضافة محفزات في مراحل التصنيع، والذي يمهد لتغيير البيئة الجزيئية للبلاستيك بحيث تتوفر ظروف مناسبة لتحلل البلاستيك بمساعدة الأشعة فوق البنفسجية والأوكسجين، أي أنه في حال طمر الأكياس في المكبات ستبقى خاملة دون تغيير، لأن البلاستيك العادي لا يتحلل في الظروف اللاهوائية، وستقتصر عملية التحلل على الأكياس التي تلامس الأوكسجين الجوي أي التي على سطح المكب.
إن المنتجات صديقة البيئة ليست سوى الخطوة الأكثر جدوى والأكثر أمنا، لكن التركيز على هذا الجانب فقط سيبقي الناس يرمونها كيفما اتفق متذرعين أنها ستتحلل، وهكذا سيبقى التلوث البصري كما سيبقى البلاستيك مزعجاً حتى ولو كان عمره قصيراً. فالمشاكل البيئية الناجمة عن استخدام الأكياس البلاستيكية علاجها رهن بتوعية الناس لكيفية استخدامها بالشكل الأمثل وترشيدها، وهذا يحتاج إلى تعديل أنماط حياتهم من أجل معيشة مستدامة.