بعد أسبوعين من ارتفاع درجات الحراة في فيلادلفيا، في العام 2012، شاهد أخصائي المسالك البولية والعلم العيادة الويائي غريغوري تاجيان Gregory Tasian مريضين طفلين يعانيان من تكون حصوة كبيرة في إحدى الكليتين لدى كل منهما، وتزامن وصولهما إلى المستشفي في أقل من اثنتي عشرة ساعة، ما أثار لديه الشكوك، خصوصا وأن الطفلين (صبي وفتاة) ليس لديهما تاريخ مرضي.

هذه الواقعة حفزت غريغوري مع وفريق من الباحثين لإجراء دراسة علمية، شملت خمس مدن كبرى في الولايات المتحدة، فوجد أنه كلما ازداد معدل الحرارة اليومية، كلما ازداد خطر تكون حصى الكلىnephrolithiasis، ما يعني أن نتائج هذه الدراسة تشير، بحسب ما خلصت إليه من نتائج وأرقام، إلى ان تغير المناخ يؤثر بشكل مباشر على فيزيولوجية جسم الإنسان.

وفي هذا السياق، ومع استمرار ارتفاع درجات الحرارة وثباتها عند معدلات عالية، عاد الباحثون في الولايات المتحدة للتوسع أكثر في بحوثهم، وأوضحوا في دراسة مكملة نشرت قبل أيام، أن عامل الخطر الرئيسي وراء زيادة خطر تكون حصى الكلى من المرجح أن تضاعف في الأيام الحارة بسبب إرتفاع درجة الحرارة على كوكب الارض.

زيادة خطر تكوّن حصوات الكلى

ووجدت الدراسة التى نشرت في مجلة الصحة البيئية Journal of Environmental Health (JEH)، وجود صلة بين الايام الحارة وفرص تكون حصى الكلى بين أكثر من 60 ألف مريض مصاب بحصوات الكلى، وجميعهم تم فحص سجلاتهم الطبية في كل من: أتلانتا، شيكاجو، دالاس، لوس أنجلوس وفيلادلفيا.

وخلصت الدراسة أن ارتفاع درجات الحرارة بصورة يومية، يساهم في زيادة سريعة في احتمال التماس المرضى للعلاج من حصوات الكلى، كما لوحظ أن ارتفاع متوسط درجات الحرارة اليومى فوق 10 درجة مئوية، يرفع من زيادة خطر تكوّن حصوات الكلى في جميع المدن باستثناء لوس أنجلوس بسبب أن مناخها معتدل بالمقارنة مع سائر المدن التي شملتها الدراسة، ولم تشهد ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة.

وعند مقارنة متوسط درجات الحرارة اليومية من 10 إلى 30 درجة مئوية، وجد الباحثون ارتباط ارتفاع درجات الحرارة مع ارتفاع بنسبة 38 بالمئة لخطر تكون حصوات الكلى في مدينة أتلانتا، وخطر أعلى بنسبة 37 بالمئة في مدينة شيكاغو.

الارتفاع الأعلى منذ أكثر من 11300 عام

يقول غريغوري تاجيان أن المدن الخمس تمثل أشكال الطقس المختلفة في الولايات المتحدة، والدراسات المستقبلية ستكون واضحة كونها ستجرى على نطاق أوسع، خصوصا وأن هذه الدراسة لم تشمل الكثير من الأطفال، لذلك لا بد من التركيز على اصابة الاطفال في المستقبل“.

ولحظ معدو الدراسة أن الحرارة العالمية بين 2000 و 2009 كانت أعلى مع ارتفاع بنسبة الحرارة بمعدل 82 بالمئة، وهو الارتفاع الأعلى منذ أكثر من 11300 عام، بالإضافة إلى أن نسبة الانبعاثات الغازية من المتوقع أن ترتفع متوسط درجة حرارة الأرض“.

وخلص تاجيان إلى أن شيوع حصى الكلى وزيادة درجة الحرارة خلال الثلاثين سنة الماضية يمكن أن يستمر في هذا الاتجاه، إن على نطاق وأعداد أكبر، وإن على مساحة جغرافية أوسع مع زيادة درجة الحرارة اليومية، وأضاف أنه مع توقع أن تصبح درجات الحرارة المرتفعة كقاعدة في العالم، فإن الأطفال هم من سيتحملون وطأة نتائج تغير المناخ“.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This