مع حلول فصل الصيف، تزداد مخاطر التعرُّض للجفاف Dehydration، ولا سيما عند الأطفال. فمن جهة، ترتفع حرارة الجو، ويزادد التعرُّض للشمس ويزداد التعرُّق، ومن جهة أخرى، تزداد مخاطر التعرُّض للإسهالات والإضطرابات المعويَّة المترافقة أحيانا بالتقيُّؤ، مع ارتفاع إحتمال التعرض لسوائل وأغذية ملوَّثة. حالة الجفاف ليست مسألة صحيَّة بسيطة، بل من شأنها أن تؤدي إلى اضطرابات جدِّية في عمل الأعضاء والأجهزة، وإلى حالات خطرة تستدعي تدخُّلا طبيا سريعا.
يحصل الجفاف عندما يخسر الجسم كمية كبيرة من المياه دون تعويضها الفوري، ويؤدي ذلك إلى اضطراب في سلامة وظائف الجسم.
من المعروف أن الماء يشكِّل حوالي ثلثي الجسم، ويصل إلى 70 بالمئة لدى الرضع. يسمح الماء للجسم بأن يقوم بوظائفه العادية، ويؤمِّن ليونة حركة المفاصل والعيون، وسلامة الجلد، ويساعد على التخلُّص من السُّموم عبر الجلد، ويسهِّل العمل الطبيعي للجهاز الهضمي.
عند خسارة كمية من مياه الجسم لأي سبب كان، وبأي طريقة كانت، هناك حاجة ملحَّة لتعويض هذه الكمية، كي لا يؤدي هذا النقص إلى اختلال توازن الأملاح، وكذلك السكَّريات في الجسم. فالتوازن بين الأملاح والمياه في الجسم، أي تراكيز تلك الأملاح، هو حيوي جدا لعمليات الأيض، حيث أن الأملاح تساعد على المحافظة على التوازن الأيوني (الإلكتروليتي) بين داخل الخلايا وخارجها.
إذا خسر الجسم ما يقارب من 1 إلى 2 بالمئة من محتواه المائي نبدأ بالشعور بالتعب، وهذا مؤشر لضرورة تعويض كمية السوائل التي خسرناها، بشرب الماء أو العصائر.
تتفاقم أعراض الجفاف تدريجيا، فمن الشعور البسيط بجفاف الفم والنعاس والتعب، إلى جفاف الجلد وآلام الرأس، وكذلك الإمساك، وصولا إلى الشعور بالدوخة أو الدوار، وانخفاض كمية البول، وكذلك التشنُّجات العضلية، والشعور بالعطش الشديد والتهيج والاضطراب، وانخفاض ضغط الدم وتسارع ضربات القلب وتسارع التنفس أيضا، مترافقا بارتفاع درجة حرارة الجسم، ونقص حاد بكمية البول وتحوله إلى اللَّون الداكن، وفي حالات الجفاف الأكثر خطورة يمكن أن يحصل الإغماء وفقدان الوعي.
الرضَّع والأطفال أكثر عرضة للجفاف
يؤثر الجفاف المزمن chronic dehydration على كثير من الأعضاء والوظائف، ويؤدي إلى تكوين الحصى في الكليتين، وإلى تفاقم مشاكل الدهون في الدم، وإلى صعوبات هضمية وإمساك، وكذلك إلى تخريبات في الكبد والمفاصل والعضلات.
من الضروري التعويض الفوري لأي خسارة من السوائل في الجسم عبر شرب الماء. وفي الحالات المَرَضِيَّة المترافقة بالإسهال الحاد والتقيؤ والحرارة، هناك ضرورة للحصول على مساعدة طبية متخصِّصة.
الإسهال الحاد والتقيُّؤ والتعرُّق المفرط وكذلك مرض السكري والتبوُّل المفرط هي العوامل الأساسية المساعدة على الجفاف وفقدان الماء من الجسم. ويعتبر أكثر الناس عرضة لخسارة المياه من أجسامهم، وبالتالي للجفاف، هم سكَّان المرتفعات والأعالي، والرياضيون والرضَّع والأطفال وكبار السن ومرضى الكليتين والسكري والغدة الكظرية، وكذلك المدمنون على الكحول.
يمكن للجفاف أن يهدِّد الحياة، ولكن يمكن تفاديه بتعويض فوري لخسارة السوائل من الجسم، وذلك بأخذ كميات كافية من المياه أو العصائر. فالمياه مكوِّن أساسي لأجسامنا، وتلعب دورا حيويا في وظائفه.
لتفادي الجفاف ومخاطره علينا الإستجابة لحاجات الجسم، وأن نعطيه الماء دون تأجيل عندما نشعر بالعطش.