لم تغب “قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان” United Nations Interim Force in Lebanon الـ UNIFIL)) عن يوم البيئة العالمي، وخصصت لهذا اليوم العديد من النشاطات في أماكن تواجدها، إلا أن نشاطاتها الأهم، تبقى متمثلة بما أنجزت وما تزال من مشاريع تلحظ الاستدامة، ويبقى أهمها شبكات الإنارة العاملة على الطاقة الشمسية، وحملات التشجير، فضلا عن مساعدة المجتمع المحلي في مجالات عدة، تربوية، ثقافية، صحية، تنموية واقتصادية.
لكن أكثر ما استوقفنا في هذا السياق، مشروع أنجزته الكتيبة الهندية العاملة ضمن الـ UNIFIL، هو عبارة عن خيمة خصصت للزراعات المحمية، تم تصنيعها بالكامل من المخلفات، وغلفت بدلا من النايلون بعبوات البلاستيك، فضلا عن استخدام الحديد الصدىء في بناء هيكلها الخارجي.

رسالة من الكتيبة الهندية لـ Green Area

555

444

هذا المشروع، برمزيته هو أقرب ما يكون إلى رسالة ودعوة للمجتمع المحلي، تقول أن هناك إمكانية لاستعادة كميات من النفايات الصلبة وإعادة استخدامها في قطاعات إنتاجية، فضلا عن اعتماد مبدأ التخفيف في موضوع النفايات، وتمكنا من الوقوف على هذا المشروع من خلال رسالة وصلتنا من الرائد في الكتيبة الهندية أنكيت أغاروال Ankit Aggarwal قال في مستهلها، “لقد لفتنا اهتمام موقعكم greenarea.info بالبيئية والاستدامة، ما يشجعنا على القيام بالمزيد من الأنشطة وإنجاز المزيد من المشاريع مستقبلا”.
وأشار إلى أنه “في مقاربة لأزمة النفايات التي يواجهها لبنان منذ سنة تقريبا، شيدت الكتيبة الهندية دفيئة (بيت بلاستيك) مصنوعة من عبوات البلاستيك والنفايات التي يمكن الاستفادة منها من جديد، في مبادرة من شأنها حل جانب، ولو صغير من أزمة إدارة النفايات في لبنان، من خلال الاستفادة من الزجاجات البلاستيكية المستعملة من جهة، وزيادة الإنتاجية الزراعية من جهة ثانية”.

الحاجة أم الاختراع

222

111

وأشار أغاروال إلى أن “الحاجة أم الاختراع، فقد تعرف أفراد الكتيبة الهندية على ثمرة الأفوكادو في لبنان، وأحبوها، وأرادوا أن يأخذوا أغراسا منها إلى بلادهم، وكون موقع الكتيبة موجود على ارتفاع 1366 مترا، فقد كان من المتعذر علينا استنبات بذور هذه الثمرة، واعتبرنا الأمر تحديا، وبما أن رجال الكتيبة الهندية، ينفذون ما يعزمون عليه فقد تم الجمع بين حلين، استنبات البذار على هذا الإرتفاع بهدف أخذ الغرسات معهم إلى الهند، وحل جزئي لمشكلة النفايات أيضا”، وأضاف أغاروال “أتت فكرة بناء البيت الأخضر من النفايات، لحل هذه المشكلة، وهو دفيئة لزراعة النباتات، صنع هيكله بالكامل من بقايا الأخشاب، وسقفه من الألواح الصدئة، أما فكرة إلصاق العبوات البلاستيكية فأتت لسد الفجوات في هيكل البناء، وبعد دراسة للنواقص الموجودة، تم بناء الجدار الخارجي باستخدام ما يقرب من 1200 عبوة بلاستيكية وهو بأبعاد (6X 7 أقدام أو 1،8 X2)، وتم جمعها من جميع قطاعات الكتيبة الهندية، فضلا عن الاتصال بالمجتمع المحلي من بلدتي كفرشوبا وكفرحمام، وجمعت العبوات ووضعت بحيث يمكن أن تصمد أمام تقلبات الطقس”.
وبعد انجاز الهيكل الخارجي، كانت ثمة مشكلة رئيسية لجهة إمكانية الإستفادة القصوى من أشعة الشمس ودرجة الحرارة لإعطاء تأثير وفوائد الدفيئة، وقال أغراوال “قمنا باستخدام صفائح التنك لإعطاء القوة للبناء، فضلا عن خيار الاستبدال في حالة وقوع أي أضرار، وتم قطع الصفائح إلى أجزاء أصغر، وسُمِّرت من الداخل باستخدام علب من الكرتون المقوى، بهدف إعطاء حماية للهيكل من الرياح القوية، كما أعطي الهيكل دعما إضافيا من الخارج باستخدام أسلاك، وثبت بالأرض بالحبال والأوتاد”.

المشروع التجريبي المبتكر

666

333

وأضاف أغراوال أن “درجة الحرارة المسجلة داخل البيت الأخضر كانت حوالي 16 إلى 20 درجة مئوية عندما كانت درجة الحرارة في الخارج حوالي 10 درجات مئوية، مع عدم وجود ضوء الشمس، وارتفعت درجة الحرارة إلى 40 درجة عندما كانت درجة الحرارة خارجه حوالي 25 درجة مع ضوء الشمس الساطع، ما مكننا استخدامها لزراعة الشتول على مستوى قريب من بيوت الدفيئة المصنعة من النايلون”، وأضاف “حتى الآن لدينا 24 غرسة أفوكادو، بالإضافة إلى النعناع والكزبرة والخردل داخل الدفيئة، وأعطي هذا الإبتكار اسم (المشروع التجريبي المبتكر) لقوى الأمم المتحدة لحفظ السلام تحت رقم UNP 4-31 وهو رقم كتيبتنا، ويمكن ان ينفذ مثل هذا المشروع في كافة المناطق التي تعمل فيها هذه القوى، حيث لا يشترط استخدامها كدفيئة فحسب، بل يمكن أن تستعمل كحجرة عمل، أو منطقة تخزين صغيرة، أو ملجأ مؤقت الخ…”.
وختم أغراوال “يفخر الجنود الهنود من كتيبة قوى الأمم المتحدة لحفظ السلام بهذا الإنجاز، وستكون نباتات الأفوكادو عبارة عن هدايا تذكارية التي سيحملوها إلى وطنهم، وستذكرهم دائما بالوقت الذي قضوه في لبنان بعيدا عن وطنهم، بالمقابل، فإنهم سوف يتركون وراءهم مساهمة ضئيلة تجاه تحسين وطنهم الثاني لبنان، عن طريق ابتكار هيكل صديق للبيئة من النفايات، وهو دليل على أن الأفكار الصغيرة عندما تقترن بالمشاعر العميقة، وحسن النية وبذل بعض الجهد يمكن أن تنتج ابتكارات مفيدة”.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This