أكدت الحملة الدولية التي قادتها “آفاز” Avaaz لمنع إنتاج واستخدام مبيد الأعشاب الأكثر إثارة للجدل، “غليفوسات” Glyphosate، أن بالإمكان التصدي لاحتكارات اللوبيات الاقتصادية والمالية، ومن بينها شركة “مونسانتو” Monsanto المتعددة الجنسيات، وهذا إنجاز لم تحققه “آفاز” فحسب، وإنما لكل من دعم حملتها، من منظات أهلية وبيئية دولية، وسياسيين (أحزاب وزارء بيئة وغيرهم) ووسائل إعلام وناشطين، ونحو مليون ونصف مليون وقعوا على عريضتها الضخمة من مختلف أنحاء العالم.
وقد أحدثت العريضة صدعا في هذه القضية، من شأنه أن يُنضجَ قرارا يقضي بمنع استخدام الـ “غليفوسات” إلى الأبد، في معركة تراكمية بلغت مرحلة متقدمة، خصوصا بعد أن “صوت الاتحاد الأوروبي مؤخراً ضد تجديد رخصة المنتج الرئيسي وحجر الأساس في إمبراطورية مونسانتو: مبيد الأعشاب غليفوسات، والذي يشتبه في تسببه بمرض السرطان”، بحسب بيان “آفاز”، وجاء فيه: “اعتقدت مونسانتو بأن مسألة تجديد الرخصة قضية مضمونة، ولكن بعد مشاركة مليوني عضو من مجتمعنا في أكبر عريضة عالمية ضد الغليفوسات في التاريخ، والضغط الشعبي الذي رافقها، بات مستقبل النموذج الذي تقدمه شركة (مونسانتو) موضع شك أكثر من أي وقت مضى”.
وقالت: “بعد أن كان تجديد رخصة الغليفوسات لمدة 15 عاماً مجرد إجراء شكلي، سوياً جعلنا من هذه القضية مثار جدل سياسي، انتهى باجتماع للتصويت على تجديد الرخصة بشكل طارئ لمدة 18 شهرا. وهذا الأسبوع رفضت الدول الأوروبية الموافقة على هذا الطرح أيضاً”.
قال النائب في البرلمان الأوروبي بافل بوك مؤخراً: “لا شك بأن آفاز كانت القوة الدافعة في المعركة من أجل حظر الغليفوسات”.
وعرضت “آفاز” لسلسلة نشاطاتها في هذا المجال، فقالت في بيان: “التقى فريق عمل آفاز العام الماضي مع مسؤولين في المفوضية الأوروبية، وتلقى وعداً منهم بإدارج الدراسة التي أجرتها الأمم المتحدة، وخلصت فيها إلى احتمال تسبب الغليفوسات بالسرطان، ضمن المناقشات الأوروبية. وقال الأسبوع الماضي، أحد كبار المستشارين في المفوضية الأوربية إن الضغط الذي مارسناه لعب دوراً رئيسياً في هذه النقاشات، وأرسل أكثر من مئة ألف عضو من أعضاء آفاز في أوروبا رسائل إلى المسؤولين الأوروبيين، أو اتصلوا بهم هاتفياً لمطالبتهم بحظر الغليفوسات، ما أدى إلى تعليق التصويت في مناسبتين سابقتين، ظهرنا خلال العام الماضي في معظم وسائل الإعلام الأوروبية، لنؤكد على الرفض الشعبي القاطع لتجديد رخصة الغليفوسات”.
وعزز أعضاء آفاز من موقف الحكومة الفرنسية، من خلال إظهار دعم شعبي هائل لها، وقام فريق عمل آفاز بتسليم عريضتنا مع الشكر إلى فريق عمل وزيرة البيئة، وأرسلوا سيلاً من الرسائل إلى الوزارات الألمانية على مدى أشهر عدة لمطالبتهم بدعم حظر الغليفوسات، وبحسب البيان إلى أن “بعض أفراد فريق عمل المستشارة الألمانية وبعد العدد الهائل من الرسائل أثار اهتمام ميركل بالقضية”.
وأشار البيان إلى “الضغط الهائل الذي مارسه أعضاء آفاز رفقة 44 منظمة إيطالية غير حكومية، غيرت الحكومة الإيطالية من موقفها، حتى أن رئيس فريق عمل وزير الزراعة اتصل بفريق عمل آفاز ليخبرنا بأنهم لم يتعرضوا يوماً لمثل هذه الضغوط، وأنهم سيستمعون إلى مطالبنا.
وخرج أعضاء آفاز في النمسا واليونان والبرتغال والسويد في مظاهرات للضغط على صانعي القرار، وحثهم على اتخاذ موقف صارم ضد تجديد رخصة الغلايفوسات. وخلال الأسبوع الماضي تلقى هؤلاء المسؤولون رسائل من مختلف أنحاء العالم، ما أكد لهم بأن الرأي العام العالمي مهتم بهذه القضية”.
وتحدث فريق عمل آفاز إلى بعض أعضاء البرلمان الأوروبي أثناء تسليمهم العريضة قبل التصويت مباشرة، لمطالبتهم بحظر استعمال الغليفوسات، وبخفض عددت سنوات الرخصة التي يعطيها الاتحاد الأوروبي من 15 عاماً إلى سبعة أعوام فحسب، وثم اجتمع أعضاء آفاز في بروكسل في تحرك شعبي قبل موعد التصويت في شهر أيار (مايو)، وكان ثمة تواصل مع الحكومات والوزراء وكبار المستشارين من أجل تسليم الرسائل إلى الدول الأوروبية الرئيسية.
وشكرت “آفاز” لعب العديد من الحلفاء، ومن بيهم “الأحزاب الاشتراكية والديموقراطية وحزب الخضر في البرلمان الأوروبي، الذين لعبوا دوراً مهماً في هذه القضية، ونخص بالذكر بارت ستايس وبافل بوك بسبب دورهم الفعال للغاية، وزيرة البيئة الفرنسية سيغولين رويال التي لعبت دوراً ريادياً في هذه المعركة، شبكة العمل المتعلقة بالمبيداتPesticide Action Network، تحالف عظيم مؤلف من شبكات عمل وطنية، لها تاريخ طويل في إطلاق الحملات حول الغليفوسات، منظمة السلام الأخضر Greenpeace، التي لطالما شكلت دفعاً قوياً في مثل القضايا، حيث ساهمت في الضغط الهائل على صناع القرار في تسليط الضوء الاعلامي على مخاطر الغليفوسات، منظمة كامباكت Campact التي أدارت حملة رائعة في ألمانيا ووجهت رسالة مفتوحة إلى الحكومة، فضلاً عن إجراء استطلاع للرأي العام، لتلعب بذلك دوراً مهماً في تغيير موقف الحكومة الألمانية من الغليفوساتـ والكثير غيرهم مثل HEAL، WeMove.eu، Global 2000 وتحالف المنظمات الإيطالية غير الحكومية”.
وختمت “آفاز”: “عندما قررنا المضي قدماً بهذه الحملة العام الماضي، قال الكثيرون إن النجاح ضرب من المستحيل. لذا فإن نتيجة التصويت هذا الأسبوع هي انتصار لمثابرة مجتمعنا، كما هي انتصار لسكان أوروبا وللأبحاث العلمية المستقلة، وخطوة إيجابية هامة في المستقبل الغذائي للعالم بأسره”، ورأت أن “على المفوضية الأوروبية أن تعمل بحذر في ظل غياب دعم دول الاتحاد الأوروبي لتجديد رخصة الغليفوسات. حتى إن قامت بتجديد رخصة الغليفوسات لمدة 18 شهراً ريثما يتم اجراء المزيد من البحوث العلمية، فسوف نستمر بالتحرك لضمان استقلالية هذه الأبحاث”.