بهدف تعزيز الوعي حيال تحديات المناخ وتأثيره السلبي على قطاعات التنمية، وحصر وتوثيق الجهود والمبادرات والمشاريع التي تقام في مجال التكيف مع تغير المناخ او التخفيف من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، من أجل تضمينها في التقارير الوطنية المقدمة إلى الاتفاقيات والبروتوكولات الدولية المعنية، أطلقت وزارة البيئة والشؤون المناخية في سلطنة عُمان الدورة الأولى من مبادرة مناخ أفضل لمستقبل أخضر“.

التكيف والتخفيف

وتهدف المبادرة إلى تعزيز وتشجيع الشراكة والتعاون بين القطاع الحكومي والمؤسسات العلمية والبحثية وشركات القطاع الخاص، وأفراد المجتمع، من أجل جمع وحصر المبادرات والمشاريع والأفكار التي قامت بها تلك الجهات خلال الفترة الماضية، أو ما تخطط للقيام به في المستقبل، من أجل التكيف والتخفيف من آثار التغيرات المناخية.

وقامت وزارة البيئة سابقا، بالتنسيق والتعاون مع جامعة السلطان قابوس، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، بتنفيذ مشروع الاستراتيجية الوطنية للتكيف والتخفيف من التغيرات المناخية بالسلطنة، فضلا عن البدء في إعداد تقرير البلاغ الوطني الثاني، وبذل الخبراء والمختصون في الوزارة وجامعة السلطان قابوس وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة والجهات الحكومية المختصة، جهوداً كبيرة من اجل تحقيق أهداف المشروع المذكور، والذي أظهر حتى الآن نتائج مهمة عدة، منها على سبيل المثال تحديث التشريعات الخاصة بإدارة الشؤون المناخية، وإعادة هيكلة قطاع الشؤون المناخية بالوزارة والاختصاصات الوظيفية، لتتناسب مع تطورات علوم تغير المناخ والمستجدات الوطنية والإقليمية، وكذلك للوفاء بالتزامات السلطنة في الاتفاقيات الدولية المعنية بالشؤون المناخية، ومنها اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ وبروتوكول كيوتوKyoto Protocol الملحق بها، وإعداد تقرير السلطنة للمساهمات المحددة وطنياً بشأن التكيف والتخفيف من تغير المناخ الذي تم تقديمه إلى أمانة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في 15 تشرين الاول (أكتوبر) من العام المنصرم 2015، أسوة ببقية الدول الأطراف في الاتفاقية، وإعداد تقارير فنية عن تأثيرات تغير المناخ على قطاعات التنمية الشاملة بالسلطنة، ومنها قطاع الزراعة والثروة السمكية، قطاع الصحة العامة، قطاع موارد المياه، قطاع البنية الأساسية وقطاع السياحة، وتمت إحالتها إلى الجهات الحكومية ذات العلاقة لمراجعتها وإبداء ملاحظاتها عليها، تمهيدا لاعتمادها وتمكين الخبراء والمختصين لصياغة استراتيجية السلطنة في التكيف مع التغيرات المناخية، وتحديث البيانات والمعلومات الواجب تضمينها في فصل الشؤون المناخية في دراسات تقويم التأثيرات البيئية للمشاريع، وفقاً للمنهجية الدولية المتبعة في هذا الشأن، وتوفير المستلزمات الأساسية لتشغيل وحدة النمذجة المناخية، ومنها جهاز حاسب آلي فائق السرعة وشاشة عرض خاصة به، بالإضافة إلى بعض أجهزة الحاسب الآلي وبرامجها التشغيلية، حيث سيتم تدشينها خلال فعاليات المبادرة، بالإضافة إلى إنشاء نظام إلكتروني لجرد انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المنبعثة من المشاريع والمنشآت الصناعية، والذي سيتم أيضاً تدشينه لاحقاً خلال هذا الاحتفال.

جامعة السلطان قابوس

ومع ما يواجه العالم اليوم من تحديات كبيرة خصوصاً تلك المتعلقة بالغذاء والمياه والطاقة والبيئة، تبنت جامعة السلطان قابوس محاور الأبحاث الأربعة الاستراتيجية، وانطلاقاً من ذلك، يعمل علماء الجامعة في مختلف التخصصات على قدم وساق في محاولة لفهم المخاطر والتحديات المرتبطة بتغيرات المناخ من أجل الخروج بحلول مبتكرة ومستدامة.

وتعمل الجامعة حالياً على الحصول على الاعتماد المالي من الصندوق الأخضر للمناخGreen Climate Fund، لتنفيذ مشروع استعداد السلطنة لمجابهة تحديات التغيرات المناخية، بالتعاون مع وزارة البيئة والشؤون المناخية، كما نظمت العديد من الفعاليات المشتركة، كالمؤتمر الدولي للأعاصير المدارية، وتستعد الجامعة لتنظيم المؤتمر الدولي حول السياسات والاستراتيجيات المناخية في الدول النامية، وسبل تطبيق اتفاقية الأمم المتحدة الحادية والعشرين بشأن تغير المناخ، وذلك خلال الفترة الممتدة من 12 إلى 14 اذار (مارس) 2018، ويأتي تنظيم هذا المؤتمر الدولي في ضوء تأكيد المجتمع الدولي على ضرورة التعاطي العاجل مع قضية التغير المناخي، والإسهام في تحقيق أهداف اتفاقية الأمم المتحدة الحادية والعشرين بشأن تغير المناخ.

نظام قياس وإبلاغ للغازات الدفيئة

وتمكنت السلطنة من إعداد البيان الوطني الأول عن تغير المناخ، وتقديمه إلى سكرتارية الاتفاقية، وهي الآن بصدد إعداد البلاغ الوطني الثاني وتقرير التحديث كل سنتين، وبادرت السلطنة بتطوير استراتيجية وطنية للتخفيف والتكييف من تغير المناخ والتي يقترن إعدادها بتنفيذ العديد من الأنشطة والتجهيزات المؤسسية، التي تساعد الوزارة والجهات المعنية في التعامل مع آثار تغير المناخ، على سبيل المثال إنشاء نظام قياس وإبلاغ للغازات الدفيئة، تطوير نموذج مناخي للسلطنة ورسم خريطة التأثر والهشاشة عن تغير المناخ والتدريب وبناء القدرات الوطنية.

وقطعت الوزارة وبالتعاون مع جامعة السلطان قابوس شوطاً هاما في تنفيذ المشروع، وكدليل آخر على اهتمام السلطنة بما يمليه تغير المناخ من تحديات فقد قدمت تقرير المساهمات الوطنية قبيل مؤتمر باريس ووضعت أهدافاً رقمية واضحة وحقيقية يمكن قياسها للتخفيف بواقع خفض 2 بالمئة للفترة من 2020 إلى 2030، وأبرزت القطاعات التي تتأثر بتغير المناخ وتشمل الموارد المائية والسواحل والتنوع الحيوي والسياحة والزراعة.

نمذجة التغيرات المناخية

وفي إطار فعاليات المبادرة، دشن وزير البيئة والشؤون المناخية محمد بن سالم التوبي، وحدة نمذجة التغيرات المناخية بالمديرية العامة للشؤون المناخية بالوزارة، وهي وحدة تعمل على نموذج مناخي تم تطويره في ألمانيا، من قبل شبكة من الباحثين الدوليين تضم 250 باحثاً من 67 مركزاً بحثياً حول العالم، وهو برنامج معتمد من قبل الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، حيث تهدف وحدة نمذجة التغيرات المناخية إلى إجراء أبحاث عن التغيرات المناخية وتأثيراتها على قطاعات التنمية الشاملة باستخدام النماذج المناخية العالمية والإقليمية الحديثة على فترات زمنية طويلة المدى، قد تمتد إلى عقود عدة، بالإضافة إلى إعداد التقارير الخاصة بالتوقعات المعنية بالتغيرات المناخية قصيرة وطويلة المدى على قطاعات التنمية الشاملة متضمنة التوصيات الخاصة بإجراءات وسياسات التكيف مع تلك التأثيرات والتخفيف منها، ثم استخدام تلك التقارير والتوصيات في تحديث وإعداد الاستراتيجيات والخطط الوطنية والتشريعات المعنية بتغير المناخ، وحماية طبقة الأوزون والمساهمة في تطوير البحث العلمي في مجال الشؤون المناخية.

حلقات نقاش

وبعدها تم تقديم حلقة عمل فنية بحضور الخبراء المختصين من وزارة البيئة والشؤون المناخية وجامعة السلطان قابوس وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة ومعهد استوكهولم للبيئة، حيث ناقشت الحلقة أهم تحديات التغيرات المناخية وتأثيراتها السلبية على قطاعات التنمية الشاملة المناخية، والجهود المبذولة من الاتفاقيات الدولية المعنية بمواجهة تلك التحديات والخطط والاستراتيجيات الوطنية للتكيف مع تغير المناخ والتخفيف من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، حيث قدم الدكتور عبد المجيد حداد المنسق الإقليمي لبرامج تغير المناخ بمكتب غرب آسيا التابع لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة ورقة عمل عن الاتفاقيات الدولية المعنية بتغير المناخ.

ثم قدم إبراهيم العجمي ورقة عمل وزارة البيئة والشؤون المناخية عن جهود السلطنة لمواجهة تحديات تغير المناخ، وبعدها قدم الدكتور ياسين عبد الرحمن الشرعبي ورقة تناولت الاستراتيجية الوطنية للتكيف والتخفيف من التغيرات المناخية في سلطنة عمان، كما قدم الدكتور بل دوجرتي من معهد استكهولم للبيئة ورقة بشأن النتائج الاقتصادية لمؤتمر الأطراف (21).

وتم خلال حلقة العمل عرض تجارب بعض شركات القطاع الخاص في هذا المجال، مثل تجربة شركة كهرباء المناطق الريفية في تنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة (مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح)، وقدمت شركة غلاس بوينت سولارعرضاً عن مشروع مركزات الطاقة الشمسية لإنتاج البخار لتعزيز إنتاج النفط (مشروع مرآة)، فيما قدم عبدالله البلوشي عرضاً مرئياً عن تجربته كفرد في استخدام بعض التطبيقات الخضراء مثل ألواح الطاقة الشمسية في إنارة بعض المشاريع.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This