تدهشنا الطبيعة كل مرة في ما يُكتشف من كائنات جديدة، تصنف للمرة الأولى في العالم، ما يؤكد أن كوكبنا غنيٌّ بالتنوع الحيوي أكثر مما عرفناه واكتشفناه إلى الآن، وهذا ما يضاعف مسؤوليتنا للحفاظ على هذا التنوع، والذود عنه بما يحمي موائل هذه الكائنات، ويؤمن ديمومتها واستمرارها، خصوصا وأن ما هو مكتشف حديثا، يتطلب دراسات علمية موسعة لمعرفة ماهية دورها في النظم البيئية، وتبعات اندثارها.
وفي هذا السياق، تناولت الدوريات العلمية بكثير من الاهتمام، ما اكتشفه عالم أحياء Biologist في مدينة سيدني الأسترالية، إذ قادته أبحاثه الميدانية إلى العثور على سبع فصائل جديدة من “عنكبوت الطاووس” Spider Peacock الذي يتميز بألوانه الزاهية والذي يجتذب أنثاه بالرقص.
ألوان زاهية ورقصات مدهشة
وتوصل يورغن أوتو Jurgen Otto بمساعدة زميليه ديفيد نولز David Knowles، والدكتور ديفيد هيل David Hill لأحدث الاكتشافات للحشرات الصغيرة، بينما كان يبحث عن عناكب أخرى في في مواقع مختلفة على امتداد الساحل الجنوبي لاستراليا الغربية في تشرين الثاني (نوفمبر). ومنح الفصائل السبع أسماء نشرت في صحيفة “بيكهاميا” Peckhamia العلمية الشهر الماضي أيار (مايو).
وقال أوتو لتلفزيون “رويترز” يوم الاثنين الماضي (6-6-2016) “إنها ملونة للغاية، وغالبا ما تكون ألوانها أشبه بقوس قزح، وتقوم بشيء مدهش للغاية، وهو الرقص لخطب ود الإناث وإثارة إعجابها“.
ومن يرى شرائط الفيديو سيفاجأ بهذه الأنواع المكتشفة من العناكب وقدرتها المذهلة على الرقص وأداء حركات متناسقة، فيما ألوانها الزاهية والرائعة، تضفي على رقصاتها نوعا من الاستعراض يثير الدهشة. وقد شبه العلماء أحد هذه الأنواع المكتشفة بالدبور WASP.
لا تمثل أي تهديد للإنسان
لكن من جهة ثانية، وعلى الرغم من أن مقاطع الفيديو التي يظهر فيها العنكبوت وهو يرقص حازت على شعبية كبيرة على الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن بعض إناث الـ “عنكبوت الطاووس” قد ينتهي بهن الأمر إلى التهام الذكور، خصوصا إذا لم تعجبهن الرقصات!
ويعني اكتشاف هذه الفصائل الجديدة، بحسب صحيفة “الدايلي ميل” البريطانية، أن هناك الآن 48 نوعا معروفا من العناكب توجد معظمها في جنوب أستراليا، وتتراوح في الحجم بين ثلاثة وخمسة ملليمترات.
وقال أوتو إن العناكب الراقصة لا تمثل أي تهديد للإنسان “إنها غير مؤذية وجذابة وملونة تذكر الناس بقططهم، وحيواناتهم تأليفة، وأنا غالبا ما أقارنها بالقطط الصغيرة لذا يشعر الناس حقا بالإثارة عند مشاهدتها“.