بات المرشح الرئاسي دونالد ترامب يمثل ظاهرة مثيرة للجدل في سباق الرئاسة الأميركية، فالرجل بمنظره الخارجي يوحي بالكوميدية، ويفكر بصوت عال، متجاهلا الدبلوماسية السياسية، فضلا عن مواقفه التي يحاول من خلالها أن يوسم نفسه بسمة الفروسية، لا سيما في خطابه الأخير، عندما فسر في خطاب الطاقةفي عاصمة ولاية نورث كارولينا North Dakota مدينة بسمارك في Bismarck كيف سينفذ شعاره، منذ أن بدأ بالسباق الرئاسي، وتحديدا منذ 10 أشهر لنجعل أميركا عظيمة مرة ثانية، وهاجم المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون كعادته وفي معظم مواقفه، مطلقا عليها لقب هيلاري الملتوية” Crooked Hillary، في إشارة إلى مواقف مبهمة وغامضة كعادته بإطلاق الألقاب على جميع المرشحين، ولا يمكننا أن ننكر أن ترامب صاحب المواقف الصادمة: ضد المرأة، ضد المهاجرين، ويتهمه الكثيرون بالعنصرية والتعصب الأبيضwhite bigotry، وخصوصا موقفه لجهة بناء جدار فاصل (كربيبة أميركا إسرائيل)، إلا أن ترامب يحمل شعارا رنانا، بينما كلينتون لم تأت بأي شعار أسوة بحملة الرئيس أوباما نعم نستطيع” Yes, We Can، وجمع ترامب في خطابه نقدا لكلينتون، ودغدغة لأحلام فقراء وعنصريي أميركا وهجوم على الناشطين البيئيين، وعلى سياسة أميركا الخارجية، ما يستحق الوقوف عنده.

وعلى الرغم من التشكيك بعقلانية ترامب، من قبل كثيرين، وتصرفاته غير الدبلوماسية التي لا تليق برئيس أقوى دولة في العالم، إلا أن المقاربة العقلانية إلى حد ما حول الطاقة والبيئة، وحقيقة أنه على مدى عقود، طغت مخاوف علمية سيئة حول ارتفاع درجة حرارة، وعلى الرغم من ذلك، فإنه لم يتم حظر أي شيء في الواقع، فصناعة التكسير Fracking لا تزال مستمرة، ولا تزال الولايات المتحدة تستورد الفحم من الصين، إلا أن هذا الخطاب يعد بالكثير، لدرجة أنه غير قابل للتصديق، لذا أعاد ترامب جملة صدقونيفي خطابه عشرات المرات، كما تمحور خطابه على الهجوم على هيلاري كلينتون، مطلقا عليها صفة الملتويةمرات عدة.

المؤتمر الصحافي قبل الخطاب

قبل البدء بالخطاب رد ترامب على أسئلة الصحافيين، ومنها بأن الرئيس أوباما ذكر في آخر مؤتمر صحافي، أن معظم دول العالم منزعجة من إمكانية وصوله، أي ترامب إلى الرئاسة، وقال ترامب ان هذا جيد، فإن الدول منزعجة لأنها كانت تستغلنا، وهذا سيتوقف، وسنوقف علاقاتنا مع هذه الدول، وهذا يبين عن ضعف أوباما وعجزه عن حل مشاكل عدة، وأنه أي ترامب سيحلها، وسريعا! وأنه اتهمه بالجهل بالأمور الدولية وبالأداء الشبيه بالفرسان، وأنه لن يستطيع الحفاظ على أمن أميركا، فرد ترامب أنه أمر غريب فأوباما يذْكُرني في كل مؤتمر صحافي، هو رئيس سمح للدول باستغلاله، وقام بعمل سيء للغاية خلال رئاسته والكل متفق على هذا، وهذا متوقع، والغريب أنه يذكرني دوما، لذا عليه أن يعبر عن فشله والصعوبات التي يعاني منها وعليه أن يقول أي شيء، وأضاف اليوم لدينا كلمة حول الطاقة، وسأفسر أمورا هامة وأتطلع للقيام بها، خصوصا وأن أوباما جعلنا أمة ضعيفة ومقسومة وسنحل هذه المشاكل جميعها“.

وقال ردا على سؤال حول دور المرأة والأقليات بأنه لا نوظف أحدا لأي سبب محدد، ولكن نبحث عن الكفاءة، وأتوقع أن يكون للعديد من النساء مراكزا في مواقع هامة في السلطة، ولم يجب حول الأقليات!

وعند سؤاله عن اتهام المرشحين الآخرين بـ جمع الأموال Fundraising على الرغم من اتهامه لهم بأنهم يتأثرون بالمانحين أو الـ donors، وهذا يجعل المرشحين الآخرين دمية بأيدي من يعطونهم الأموال، وكيف التأكد انه لن يصبح دمية؟، فقال أنه ليس دمية بل أنه يجمع الأموال حاليا للحزب الجمهوري“.

ولدى سؤاله عن التحقيق حول الضرائب الذي طاوله مؤخرا، قال عن مصلحة الضرائب أنها مهنية بشكل كبير، وقد دفعت ضرائبي ولكننا نقوم بعملية التدقيق، وحالما ننتهي ستقوم مصلحة الضرائب بعملها المهني، وآمل أن تحصل قبل الإنتخابات الرئاسية، وأنا من أكثر الأشخاص الذين يتابعون عملية التدقيق ودفع ما يتوجب عليهم من ضرائب ومنذ أكثر من 15 سنة“.

وحول التحقيق الذي طاول كلينتون حول استخدام البريد الإلكتروني الشخصي بدلا من الرسمي، والذي كشفته ويكيليكسفي وقت سابق، وفقا لتقرير المفتش العام الإتحادي الذي انتقد استخدامها لبريد إلكتروني خاص أثناء توليها منصب وزيرة الخارجية، وأنها لم تلتزم بسياسات وزارة الخارجية بشأن السجلات الخاصة والرسمية، ورغم إعلان كلينتون، وكذلك وزارة الخارجية، في آذار (مارس) الماضي، بأن الرسائل الإلكترونية لم تحتو على أية معلومات مصنفة بأنها سرية للغاية، وأنه لم يتم اختراق بريدها الإلكتروني أبدا، إلا أن هذا قد يجعلها معرضة للاستبعاد من السباق الرئاسي، أجاب: “على العكس، فأنا بطريقة ما أحب أن انافسها في هذا السباق، فلديها حكم سيء على الأمور، ان كل هذا عبارة عن حكم سيء والتقرير بحقها مدمر، ولنعد للتاريخ، نجد أن حياتها السياسية هي سلسلة من الأحكام السيئة ويعود الأمر إليها إن كانت ستستمر بالسباق الرئاسي أم لا، في معظم خطابه نقد لكلينتون دون الإشارة للمرشح الرئاسي الآخر بيرنارد بيرنيساندرز Bernard “Bernie” Sanders ، وقد انسحب ترامب من مواجهته 4 مرات، ولا يمكننا إنكار أن ساندرز، كان من المرشحين القلائل، في حملته بشعار إنها ثورةالذي أتبع مقاربة مغايرة للرئاسة ومخالفة لكل من سبقه من الحزبين، فلم يعتمد على المنح من الرأسماليين، وبالتالي فهو أكثر المرشحين استقلالا من تأثيرات اللوبيات المتحكمة بالمرشحين السابقين والحاليين.

خطاب الطاقة

بدأ ترامب كلمته بتوجيه تحية للمزارعين وعملهم المميز في كارولينا الشمالية، وحيا عمال المناجم الذين عوملوا بطريقة سيئة في الفترة السابقة، مؤكدا أن إدارة ترامبستعاملهم بشكل جيد، وعاد للإستهزاء من كلينتون، مؤكدا أنه موجود في معقل ثورة الطاقة الجديدة في انتاج النفط والغاز، وانتقد عمل الرئيس أوباما وحكومته بتخفيض انتاج النفط والغاز الى النصف، وقال: “كنا نعتقد أن هذا الأمر لن يتم لعقود، وهذا ما جعل الحياة صعبة لولاية كارولاينا الشمالية، ولن يختلف الأمر إن وصلت (هيلاري الملتوية) إلى الرئاسة، صدقوني، وراقبوا مسيرتها في هذا المجال، ولن ندع كل هذا يحدث، خصوصا تعديلات كلينتون بخصوص حيازة السلاح، ما سيدمر ملايين فرص العمل، ويجعلنا نخسر تريليونات من الدولارات، وقد وصلني دعم منظمة البنادق الوطنية” The National Rifle Association of America (NRA)، وأؤكد لكم أننا سنعمل على زيادة ثروات الشعب والعمال“.

وأشار ترامب إلى أن كارولينا الشمالية، تؤكد أن التنقيب واستكشاف مصادر الطاقة يؤدي إلى الإزدهار وتقاسم الثروات، ويخلق تمويلا أكثر للبنى التحتية، والذي نحتاجه في كل أنحاء بلدنا، وبالنتيجة مدارس أفضل، ورواتب أعلى، وبطالة أقل، وهي أمور افتقدناها لفترة طويلة، وعلينا الخيار بين الثروة والإزدهار وبين الفقر الذي تعدنا به هيلاري كلينتون،

وأضاف لا تصدقوني، لكن تأملوا في كلمات كلينتون بحق العمال، فقد قالت في أوائل هذا العام أنها ستوقف العمل في مناجم الفحم وتوقف عمل عمال مناجم الفحم، وكان توقيتها في هذا البيان سيئا، لأنها ذهبت في الأسبوع التالي إلى فيرجينيا الغربية، ولم توفق جيدا في هذه الولاية، لكني أحب أهل فيرجينيا الغربية، وسكان بينسيلفانيا، وهي لم توفق جيدا هناك أيضا، وقال: “إن أقفلت هيلاري المناجم، فإنها ستسرح الكثير من العمال وبشكل نهائي، كما أنه من المهم الإشارة إلى استهانة الرئيس أوباما بأزماتنا، والطبقة المتوسطة في بلادنا، وذلك بقيامه بالعديد من التعديلات والضرائب والعقوبات بالتعاون مع وكالة حماية البيئة EPA، ما أجبر منتجو الطاقة في هذه الولاية على دفع مليارات الدولارات كضرائب، وهذا قبل إقرار عقوبات بحقهم، وهو أمر لا يقبل التصديق“.

وأضاف ترامب: “رفعت الحكومة قضايا بحق 7 شركات نفط في كارولينا الشمالية، بأنها تسببت بوفاة 28 طائرا، بينما مشاريع طاقة الرياح تقتل سنويا أكثر من مليون طائر، كما تمنع الحكومة التنقيب عن النفط بحجة حماية الثروة البحرية، وتسعى حكومة أوباما لوضع ضريبة 10 دولارات لكل برميل نفط ينتج رغم انخفاض سعر النفط، ولكن بفضلنا توصلنا اليوم إلى سعر 50 دولارا للبرميل، وأضاف مازحا أريد نسبة 10 بالمئة من هذا الربح“.

وقال ترامب: “بينما يرفع الرئيس أوباما العقوبات عن إيران، فإنه يضع المزيد من العقوبات على الشعب الأميركي، وقد توصل بسياسته إلى وصول إنتاج أميركا من النفط إلى أقل مستوى منذ العام 1999، ما نتج عنه تسريح آلاف من العمال، ما يبقي إمكانات وقدرات أميركا لجهة الطاقة غير مستغلة، إنه أذى ذاتي وجرح كبير ننوي معالجته، وأضاف برئاستي سننجز استقلالا ذاتيا كاملا للطاقة الأميركية، وأكد على كلمة كاملعدة مرات مع تشجيع من جمهوره وسنفوز بالرئاسة، لأن أوباما قام بكل ما في وسعه لجعلنا نتكل على الغير، وتفكيرنا مغاير، ودعوني أعطيكم قائمة بمشاريع للطاقة قتلها أوباما، فقد رفض مشروع Keystone XL pipeline، مع أن هذا المشروع يوفر 42 ألف فرصة عمل، وقد انخفض انتاج النفط والغاز أكثر من 10 بالمئة، كما اوقف 87 بالمئة من انتاج البترول من الجرف القاري الخارجي Outer Continental Shelf، واستعدوا لسماع التالي فهذه المناطق كان يمكن أن توفر 280 ألف فرصة عمل، و23،5 مليار دولار من العوائد، وقد أدخل الولايات المتحدة وحيدا ودون إذن من الكونغرس إلى مؤتمر باريس، وهو ما سيجعل البيروقراطيين الأجانب يتحكمون بما ننتج ونستهلك من طاقة هنا في أميركا في وطننا، لا مجال، No way”، وقال إن هذه التصرفات حرمت الأميركيين من الطاقة الموجودة تحت أقدامنا، والتي لم نعلم بوجودها منذ خمس سنوات، هذه ثروتكم، وهذا ما أضعف أمننا بالإعتماد على المصادر الأجنبية للطاقة، ولن يطول الأمر أصدقائي، إن وصلت للرئاسة“.

وأضاف: “إن كان أوباما قد اختار إضعاف أميركا، فقد قام بأحسن عمل حتى الآن، إلا أنه على الرغم من أن الرئيس أوباما سيء للغاية، إلا أن هيلاري كلينتون أسوأ، وأضاف ستُصَّعِد هيلاري الحرب ضد العمال الأميركيين إلى مستويات أعلى، وضد مصادر الطاقة الأميركية، وستزيل القيود عن منظمة حماية البيئة، لتسيطر على كل ناحية وجانب من حياتنا، وكل جوانب الطاقة، سيجعلون الحياة مستحيلة للعامل ولصاحب العمل، وقد أعلنت بأنها ستوقف العمل في مناجم الفحم ومصادر الطاقة الأحفورية، وقالت أنه في الوقت الذي أصل فيه إلى السلطة، فلن نجد في أميركا مكانا تتم فيه عملية التكسير Fracking لاستخراج النفط هل تصدقون هذا؟ إن توقيف (شل) سيمنع مليوني فرصة عمل خلال سبع سنوات، ما الذي تفعله بالضبط؟ فبينما تمنع إنتاج النفط في أميركا، فهي تشجع الطاقة من الخارج، هذا ما قالته عندما كانت في منصب وزيرة الخارجية للصين، بأن الخبراء الأميركيين والصينيين سيعملون معا لإنتاج الغاز الطبيعي في الصين، إنها ستعمل مع الصين، الكل يعمل مع الصين، ولا يعملون لصالحنا، ماذا لو تعمل معنا، ولصالحنا؟“.

وأردف أن أولويات هيلاري كلينتون معكوسة، ولكننا سنغير كل هذا، وسنجعل كل شيء صحيحا، صدقوني، وبسرعة، فإن مشروع إدارة ترامب للطاقة هي أميركا أولا، وسنعمل لتعود أميركا عظيمة مرة أخرى، فسيطرة أميركا على موارد الطاقة سنعتبره هدفا استراتيجيا اقتصاديا للسياسة الخارجية، فلدى أميركا مرة ونصف من احتياطات النفط المثبتة لمجموع دول الأوبك، ولدينا كميات من الغاز الطبيعي تفوق مجموع ما في الصين، إيران، قطر والسعودية، ولدينا ثلاثة أضعاف كمية الفحم مما في روسيا، وتقدر احتياطات الغاز والنفط على الأراضي الفيدرالية بخمسين تريليون دولار، نحن أثرياء، ولم نكن نعلم كم نحن أغنياء، نحن أغنى منهم جميعا، وعلينا الإعتزاز بهذا الغنى والمحافظة عليه، وسنمنع سيطرة كارتيل الأوبك علينا، أو أي دولة عدائية تجاه مصالحنا، وسنعمل مع أصدقائنا في الخليج لاستراتيجية ايجابية للقضاء على الإرهاب وسنقضي على داعش“.

سنبني الجدار الفاصل بين أميركا والمكسيك

وقال ترامب: “سنستخدم الأموال الناتجة من مشاريع الطاقة لإصلاح طرقنا، فقد حان الوقت، لنبني البنى التحتية، والمدارس، والسدود، وسنعيد بناء بلدنا وبسرعة، لقد تم دفع 5 تريليون دولار في الشرق الأوسط، ولم نكسب شيئا بالمقابل، وأصبحنا بوضع أسوأ مما كنا عليه من 15 عاما، كما أن الطاقة الرخيصة ستدعم الزراعة الأميركية، وسيشمل عملنا في مجال الطاقة المستقبلية، تكنولوجيا الطاقة المتجددة من رياح وطاقة نووية وشمسية، ولكن دون استثناء أنواع الطاقة التي تعمل بصورة أحسن من هذه المصادر في الوقت الحاضر، على الحكومة إزالة العوائق لكي لا نبقى تحت رحمة الأسواق العالمية، وأضاف: “ستركز إدارة ترامب على التحديات البيئية الحقيقية وليس الزائفة، وسنرفض أجندة كلينتون للفقر، فهدفنا البيئي متمثل بالهواء والماء النظيف، وسيبني الأميركيون البنى التحتية لمياهنا النظيفة، وليس أشخاصا أجانب، هذه خطة العمل للمئة يوم الأولى من إدارتي، سنلغي كل ما قام أوباما لهدم سوق العمل، وسنلغي اتفاقية باريس للمناخ، نعم سنلغيها، وخطة المياه، إنه أمر لا يصدق! كما سنلغي دفع ضرائب الشعب الأميركي لبرامج تغير المناخ، وسننقذ صناعة إنتاج الفحم، وسننقذ هؤلاء العمال ونرفع الظلم الذي لحق بهم، أمام خطة كلينتون المتطرفة، وسنطلب من Trans Canada تجديد طلبها لـ The Keystone Pipeline، وسأطلب أرباحا إضافية منهم، وهو أمر منطقي، أليس كذلك؟ فخط الأنابيب يمر في أراضينا، وسنخفض بعض الضرائب، وسنرفع العوائق أمام تكنولوجيات التنقيب الجديدة، وهذا سيمكن من توفير ملايين فرص العمل بأقل بصمة بيئية، وهناك أمر إضافي، وهو أننا سنعمل ما في وسعنا لجعل أميركا غنية، وعلى أميركا أن تكون غنية لتكون عظيمة، لدينا مشاكل كبيرة فلا يمكننا متابعة إرسال الأموال إلى الخارج، وسنحافظ على الدولار ونهتم به ونبقيه في أميركا، وسنوفر الأعمال، ونحافظ على السكان المحليين مثلكم، وعلى كل قانون سياسي أو اقتصادي أن يخضع لامتحان، هل هذا القانون جيد للعامل الأميركي؟ ولن يكون ضمن هذا البريد الشخصي الكارثي لهيلاري كلينتون، وسيظل في تفكيرنا المحافظة على بيئتنا الجميلة ومحمياتنا ومصادرنا الطبيعية، ولن نسمح لمتطرفي البيئة بكتابة القوانين، فهذا ما يحدث الآن، فكلينتون لن تستطيع توفير فرص العمل والرواتب الجيدة، وقد وقع زوجها على اتفاقية NAFTA The North American Free Trade Agreement (اتفاقية شمال أميركا للتجارة الحرة)، وهي الأسوأ بتاريخ البلاد للنمو الإقتصادي، ولا يعرفون كيفية النمو الإقتصادي وأظن أنهم لا يريدون ذلك“.

وقال طبقا لأبحاث معهد الطاقة The Institute for Energy، فإن رفع المعوقات عن مصادر الطاقة، سيخلق فرص عمل تقدر زيادة الايرادات بمقدار 700 مليار دولار خلال السنوات الثلاثين القادمة، وأكثر من ثلاثين مليار دولار زيادة سنوية خلال السبع سنوات القادمة، وهو ما لم يحصل خلال 18 سنة، وخلال العقود الأربعة القادمة، سيزداد النشاط الإقتصادي بأكثر من 20 تريليون دولار، وسينتج أكثر من ستة تريليونات دولارات ضرائب على النفط والغاز التي تدعم أكثر من 10 مليون فرصة عمل، وستوفر أكثر من 400 ألف فرصة عمل جديدة سنويا، وسيخدم الصناعة التي انخفضت بنسبة 50 وحتى 55 بالمئة في كثير من المناطق، أنهم يهدمون صناعاتنا، ويأخذون فرص عملنا، وقارنوا بين هذا وبين خطة (فنزويلا للفقر) التي تريدها هيلاري كلينتون التي لن توفر فرصة عمل واحدة، أو دولارا إضافيا ليوضع في جيوب العمال، إن أجندة كلينتون كما كانت أجندة زوجها هو هدم فرص العمل، بينما أجندتي هي خلق فرص العمل، وقال خلال فترة توليها وزارة الخارجية، أتاحت للصين فرصة سرقة تريليونات من الدولارات بتخفيض قيمة عملتهم ما أنتج عجزا تجاريا بأكثر من ثلاثين تريليون دولار، وهناك الغزو المتهور لليبيا، والذي سلم كل هذا النفط الثمين لداعش، وقراراتها المتهورة في الشرق الأوسط الذي أصبح أكثر خطرا نتيجة قراراتها، وأقل استقرارا مما كان عليه في أي وقت مضى، إن إرث سياسة هيلاري الخارجية هو فوضى عامة، كما فتحت حدودنا، ما جعل عمالنا أكثر فقرا، مع منافسة ملايين من ذوي الرواتب المنخفضة، ولا نعلم شيء عن هؤلاء من أين أتوا، هل هم خطرين، فخطتي هي تصحيحية عبر عدة خطوات، في مجال الطاقة وتهجير الأجانب لحماية عمالنا، وتصحيح القوانين التي ترسل العمل إلى الخارج وتحرم منه مواطنينا، وتوظيف العمال من مكاتب البطالة وليس من مكاتب الهجرة، وتصحيح التجارة بحيث تعود فرص العمل في المصانع، وسنسمح بقدوم الناس إلى بلادنا ولكن بشكل قانوني، ونعم سنبني الجدار (الفاصل بين أميركا والمكسيك) وستدفع ثمن الجدار المكسيك وبنسبة 100 بالمئة، وسنجعل حدودنا قوية، ونجعل أميركا عظيمة وثرية مرة ثانية، وثمة أمر مهم أخير، سنحافظ على أمن أميركا، فالجريمة هي ضريبة مسروقة من الفقراء، تقلل من قيمة ممتلكاتهم وتعرض الأميركيين للخطر، وهي تزداد بشكل غير مسبوق، ورسالتي إلى اولئك الذين يعيشون في الخوف، لا تخافوا، ستعيد إدارة ترامب الأمن والقانون إلى أميركا، فالأمن ليس مقتصرا على الأقوياء والأغنياء فحسب، بل يجب أن يكون للجميع، سنعيد الثروة والأمن للفقراء، الأميركيون من أصل أفريقي يعانون من بطالة تقدر بـ 59 بالمئة ماذا ستقدم لهم هيلاري؟ في شيكاغو مثلا ثلث الأميركيين من أصول أفريقية والربع من أصول إسبانية عاطلون عن العمل، لدي هذه الرسالة، إن السياسيين مثل هيلاري كلينتون خانوا ثقتكم، استغلوكم، واستغلوا ترشيحكم لهم لعقود، ولم يعطوكم شيئا، أنا سأعطيكم كل شيء، وعلى ما كنتم تبحثون عنه خلال الثلاثين، والأربعين والخمسين سنة الماضية، أنا الوحيد الذي سيفي بوعده لكم، سنضع الناس قبل الحكومة، وسنجعل أميركا تعمل، سنبني مدنا، وسنعمل على أمن مدننا وازدهارها، هناك خيار في تشرين الثاني (نوفمبر) بين وضع المانحين بالمرتبة الأولى أو خطتي بوضع أميركا بالمرتبة الأولى، هي خيار بين حكومة هيلاري وهي من وإلى الأقوياء، وبين حكومتي التي من وإلى الناس، وهو خيار بين انهيار أميركا وإحيائها، هناك تغيير وقد بدأ منذ 10 أشهر، فلم أدفع أكثر وربحت أكثر، أليس هذا ما تريدونه في رئيسكم؟ وأؤكد لكم إن استمريتم في دعم هؤلاء الذين تخلوا عنكم فستفشلون، سأعمل ما في وسعي للحصول لكم على ما تستحقون ومن واشنطن وأتطلع لذلك“. وختم قائلا سنجعل مدنكم آمنة مرة أخرى، أقوى مرة أخرى، سيداتي سادتي سنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى وشكرا“.

خلاصة

وكما ذكرنا في تحقيق سابق، فإنه وطبقا لخطاب ترامب، فإن وصوله يعتبر وأدا للجهود البيئية حول تغير المناخ ومساهمة أميركا القليلة فيه ماديا ومعنويا، ما يشكل ضربة لمشاريع الاستدامة العالمية بيئيا واقتصاديا، أما رد كلينتون على خطاب ترامب فكان بأنه لا يستحق الرد عليه، ومن المتوقع أن تلقي كلينتون كلمة خلال الأسبوع القادم، تتمحور حول الإقتصاد ومشاريعها المستقبلية، ومن المتوقع أن تنتقد خطابات ترامب المتعددة وأساليبه في التهجم عليها إنما بطريقة غير مباشرة.

وبنظرة موضوعية وبعيدا من منظور المرشحين الثلاثة لموضوع البيئة، فإن فرص وصول مرشح مستقل كساندرز، أو ترامب إلى الرئاسة أقل بكثير من كلينتون الموالية للمانحين من اللوبي الصهيوني والقوى البيئية ونسبة كبيرة من الديموقراطيين.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This