لا بد من التوقف حول نوعية الاغذية الواجب تناولها في شهر رمضان المبارك، خصوصا عند مرضى السكري، فضلا عن الحفاظ على النوعية الجيّدة من الاطعمة، ومعرفة كيفية شراء المواد الغذائية من الأسواق المحلية، ومن ثم هل من ارشادات عملية من ذوي الاختصاص في مجالي الصحة والريجيم؟ هذا ما حاولنا في greenarea.info أن نلقي الضوء عليه، تجنبا لتداعيات صحية قد تطرأ فجأة على المرضى خلال فترة الصوم؟

حاج: الأغذية المتوازنة

“أهم ما يجب معرفته ان الطب العلاجي لمرضى السكري قد تطور، وصار بإمكان المرضى الصوم مع وجود أدوية متطورة تحميهم”، هذا ما أعلنته الاخصائية في الغدد والسكري الدكتورة تريز حاج لـ greenarea.info.
وأضافت حاج: “أهم ما يجب معرفته هو اختيار الأغذية الضرورية الواجب تناولها، فعلى سبيل المثال يجب تخفيف كمية النشويات حسب تعليمات الطبيب، واختيار الجيد منها، مع الابتعاد عن المعجنات والحلويات لانها ترفع من نسبة السكري في الدم، ومن الافضل تناول الفواكه التي فيها الكثير من المياه للمحافظة على الفيتامينات في الجسم، ولكن الأهم تناول الطعام بطريقة متوازنة، والتواصل الدائم مع الطبيب لتعديل الادوية، واذا كان لا بد من تناول الحلويات، فيجب تناول تلك الخاصة بالريجيم”.

صليبا: الابتعاد عن الملح

أما الاخصائي في الطب الغذائي الدكتور انطوان صليبا، فشدد على ضرورة تخفيف الملح في فترة الصوم، لانه يزيد العطش، والاكثار من المياه والسوائل مع التركيز على التمر او الخوخ أو الفواكه المجففة والحساء الذي يحتوي على الخضار والالياف والاملاح المعدنية”.
وقال لـ greenarea.info: “يجب عدم تناول الطعام بسرعة ودفعة واحدة، تجنبا لعسر الهضم، لان المعدة تكون خاوية بعد الصوم، ومن الافضل شرب المياه مع الابتعاد عن العصير، خصوصا في السحور لأنها تزيد من العطش، والابتعاد عن المشروبات الغازية”.

معرفة اختيار الغذاء

في هذا الاطار أعد قسم مراقبة وسلامة الغذاء في جمعية المستهلك سلسلة من الارشادات من الضروري الاخذ بها خلال فترة الصوم، ومنها:
عند التسوق: تبدأ مسؤولية المستهلك في عملية سلامة الأغذية من لحظة التسوق وشراء المواد الغذائية، إذ عليه ان يعرف الكيفية الصحيحة لاختيار المواد الغذائية عند التسوق، وعلى هذا الأساس ينبغي ان نبدأ بشراء الأغذية التي لا تحتاج الى درجة حرارة منخفضة للحفاظ عليها والتي لا تتلف بسرعة، مثل الحبوب والمعلبات والسكر والطحين والزيوت والملح والخضروات والفواكه، وتأجيل شراء الأغذية سريعة التلف، والتي تحتاج الى درجة حرارة منخفضة للحفاظ عليها الى نهاية جولة التسوق، مثل الحليب واللحوم والأسماك والأغذية المجمدة والمبردة والحليب والزبدة .
وعند شراء أي مادة غذائية، فيجب ان يكون المستهلك ملما بالمواصفات الصحيحة للمادة الغذائية التي تجعله يقرر شراءها، فمثلا عند شراء الحبوب عليه ان يتأكد من سلامة الكيس المعبأة فيه، وعدم وجود أي إصابات حشرية أو نمو فطري، أما عند شراء المعلبات فعليه الانتباه جيدا الى تاريخ الصلاحية واستبعاد أي معلبات مشوهة الشكل، المنبعجة أو المنتفخة من احد أو من كلا الطرفين، أو التي يظهر عليها الصدأ أو يوجد بها أي ثقب أو فتحة، وهنا يجب ان يركز المستهلك جيدا على قراءة بطاقة البيان التي تعطي تفاصيل مكونات المادة الغذائية الموجودة داخل العلبة، خصوصا إذا ما كان يعاني من حساسية غذائية تجاه إحدى المكونات الغذائية (مثلا الحساسية تجاه الغلوتين – الحساسية تجاه اللاكتوز).
وعند شراء الخضروات والفواكه، يجب اختيارها تبعا ذات للقوام والمظهر والرائحة الطبيعية وتجنب المخدوشة، أو المشوهة أو التي يلاحظ عليها أي نمو فطري والذي يمكن ان يكون بألوان متعددة، فمثلا يظهر بعض أنواع الفطر بلون اسود أسفل قشرة البصل إذا ما تم تخزينه بشكل سيء في اماكن رطبة، وهناك نمو فطري يظهر بلون بني في التفاح ويفرز هذا الفطر مادة سامة تدعى الباتشولين، لذلك ينبغي تجنب أكل التفاح المصاب به نهائيا، وأيضا عند شراء البطاطا ينبغي تجنب الحبات غير الناضجة والتي يظهر عليها اللون الأخضر، لان هذا علامة على وجود مادة سامة تدعى السولانين.
أما عند شراء اللحوم فينبغي التأكد من تاريخ الصلاحية وتفحص رائحتها جيدا، لان تبدل رائحة اللحم هي العلامة الأولى لفساده، والأكثر أهمية في الحكم على صلاحيته للاستهلاك كما ينبغي، ان يكون ملمس سطح اللحم ملمسا عاديا غير لزج، ولون اللحم طبيعيا لا يحتوي على ألوان غريبة سوداء، خضراء وزرقاء.
وعند شراء الأسماك، ينبغي التفريق بين الأسماك الطازجة والفاسدة، حيث تتميز الأسماك الطازجة بان أعينها صافية ولامعة وخياشيمها حمراء، وإذا ضغطنا على جسم السمكة يكون مرنا ويعود الى مكانه، أما حراشف السمكة فلا يمكن نزعها بسهولة، أما الأسماك الفاسدة فتكون أعينها مكدرة غير صافية وخياشيمها بنية قاتمة اللون، وسطحها لزج وجسمها غير مرن لا يعود الى وضعه الطبيعي عند الضغط عليه، كما ان حراشفها تكون سهلة النزع، أما رائحتها فتكون رائحة منفرة وغير مستحبة.
أما عند شراء لحوم الدواجن الطازجة فيجب الانتباه جيدا الى تاريخ الصلاحية، وان تكون رائحتها طبيعية وشكل الجلد ولونه طبيعيان، ولا يوجد أي ألوان غير طبيعية (احمر داكن يميل الى البني.
وعموما يجب تغليف اللحوم الحمراء ولحوم الأسماك والدواجن، ووضعها بأكياس تعزلها بشكل جيد عن بقية المواد الغذائية الموجودة في عربة التسوق، كي لا تتسرب عصارات هذه اللحوم إليها فتلوثها.
وعند شراء البيض يجب تجنب شراء البيض المكسور أو المتسخ وقراءة تاريخ الصلاحية، وعند شراء المجمدات في نهاية جولة التسوق ينبغي، على المستهلك ان يختار الأغذية المجمدة ذات القوام الصلب والموجودة ضمن أكياس سليمة، والتأكد من عدم وجود علامات التذويب وإعادة التجميد والتي تتلخص بوجود قطع ثلجية متجمدة متجمعة في احد جوانب الكيس، وتحتوي شيئا من عصارة المادة الغذائية المجمدة.
وبعد الانتهاء من شراء المواد الغذائية ينبغي التوجه فوراً إلى المنزل، وإذا كان الطريق طويلا، فينبغي إحضار “مبردة” يوضع فيها قطع من الثلج لحفظ الأغذية المبردة، والمجمدة حتى الوصول إلى المنزل.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This