في سياق التغطية المستمرة للملفات البيئية ، تحول موقع greenarea.info من متابع لقضية معالجة وإزالة مكب النفايات المشتعل في بلدة الصرفند – قضاء صيدا، إلى “شريك” في حدود عملنا الإعلامي والعلمي، خصوصا مستشار موقع greenarea.info الخبير في كيمياء السموم الدكتور ناجي قديح سيكون مشرفا على مشروع التخلص من هذا المكب بوسائل وطرق علمية من موقع خبرته العلمية الطويلة، كأكاديمي وباحث وخبير.
وفي هذا الإطار، أبلغنا من “جمعية شعاع البيئة – الصرفند” أن هناك توجها لمعالجة هذا المكب نهائيا، والتخلص من تبعاته وآثاره على البيئة والصحة في الصرفند وجوارها، وأبدى مسؤولو الجمعية تخوفا من حدوث انفجار في المكب بسبب تراكم النفايات على مدى سنوات طويلة، وكان ثمة اتصال مع الدكتور قديح، الذي أبدى الاستعداد للمساعدة، وعقد لقاء ضمه ورئيس البلدية علي خليفة، على أن يستكمل التعاون في جولة تفقدية على المكب لاحقا، لإجراء تقييم ميداني على أساسه تحدد الخطوات الواجب اتخاذها، بشكل آمن ووفق طرق ووسائل تحول دون أن تكون ثمة تبعات خطيرة صحيا وبيئيا فضلا عن السلامة العامة.
الفرز من المصدر
وكان الناشط البيئي في “شعاع البيئة” سليم يونس قد اتصل بموقع greenarea.info، وابلغنا بأن بلدية الصرفند تنوي معالجة المكب الموجود في منطقة “ضهور الصرفند” لجهة الوادي وإقفاله نهائيا، وقال “لكن تحسبا لأي انفجار من الغازات المنبعثة من المكب والتي تراكمت بسبب تخمر النفايات على مدى 20 عاما”، طلب منا ان نرشده الى خبير بيئي يشرف على سير العمل، ويقدم النصيحة الافضل في معالجة هذا الموضوع.
وقال: “اجتمعنا مع رئيس البلدية وأبدينا له رغبتنا بالتعاون، خصوصا واننا كنا قد بدأنا قبل اكثر من عام بـ (مشروع ديلفري نفايات صلبة)”، منوها إلى أن “أهالي الصرفند أبدوا تعاونا، وتجاوب عدد كبير منهم ممن اصبح لديهم قناعة بأن الفرز من المصدر هو الوسيلة الوحيدة والـمُثـلى للتخلص من حرق النفايات”.
وأشار يونس إلى أن “البلدية الجديدة متعاونة جدا في القضايا البيئية، وقرارها إقفال المكب يأتي في سياق حرصها على السلامة العامة، وعبر ايجاد حلول مقبولة وممكنة”.
رئيس البلدية
رئيس بلدية الصرفند علي خليفة أكد لـ greenarea.info الاهتمام “بملف البيئة كأولوية ملحة”، وقال: “مع تسلمي مهامي في البلدية، ورغم تشكيل ودعم لجنة البيئة، قمت بتعيين لجنة لمتابعة اعمال المكب والتنظيفات”، موضحا أنه “لا مشكلة لدينا في متابعة اعمال التنظيفات انما المشكلة هي بوجود المكب الذي يشتعل وتزداد خطورته يوما بعد يوم، لذلك قمنا بالاتصال بمجموعة من الخبراء لنبدأ العمل على طمره بطريقة علمية، أو نقله الى مكان آخر”، وإذ أشار الى ان “المكب بعيد نسبيا عن اماكن السكن “، أشار إلى “اننا بدأنا مع جمعيات بيئية العمل واتصلنا بالدكتور ناجي قديح وسوف نباشر العمل بأقرب وقت”، وقال “نحن ندعم عملية الفرز من المصدر، ولو انها تحتاج الى ثقافة ووعي ووقت ايضا، لتشمل كل البيوت ولكن بالنتيجة لا حل بديل لنخفف من حدة وحجم التلوث والامراض”.
د. قديح: إدارة سليمة بيئيا لنفايات الصرفند
وأشار الدكتور قديح لـ greenarea.info إلى “اننا اجتمعنا مع رئيس البلدية علي خليفة بحضور الناشط من جمعية شعاع البيئة سليم يونس، ورئيس لجنة البيئة في البلدية حسين خليفة وقد عرضوا علي فكرة مشروع معالجة المكب العشوائي الموجود والذي يستقبل يوميا 20 طنا من النفايات، وهو بحالة احتراق دائمة، على ان يتم نقل المتبقيات من النفايات الموجودة فيه الى مكان آخر، بحيث يصار الى معالجتها بطريقة مقبولة تخفف قدر الامكان من الاضرار”.
وقال الدكتور قديح: “هناك مشروع حملة توعية وفرز من المصدر على مستوى الصرفند ستطلقها البلدية، توازيا مع المشروع الذي تعمل عليه جمعية شعاع البيئة (ديلفري الفرز)، ما يعني التخفيف قدر الامكان من العشوائية في ادارة ملف النفايات وتنظيمه، والسير قدما نحو المعالجة السليمة”، مضيفا “اتفقنا على زيارة اقوم بها في مطلع الاسبوع المقبل للموقع، أضع بموجبها خطة تقنية لانجاز اعمال المعالجة وسوف أقوم بالاشراف على كل الاعمال، مع مساعدة البلدية ايضا في وضع خطة فعالة للفرز من المصدر، والسير باتجاه الادارة السليمة بيئيا لنفايات الصرفند، بالتعاون بين البلدية والمجتمع المدني وجميع أهالي الصرفند”.