كشفت دراسة حديثة قام بها عدد من علماء الأحياء الاميركيين، عن وجود أكثر من 3500 تسلسل حمض نووي في عينات المياه المتجمدة من بحيرة فوستوك Vostok في منطقة من القطب الجنوبي.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه فور قراءة هذه المعلومة: هل يمكن تفسير كيف تشكلت هذه البحيرة في القارة القطبية الجنوبية المغطاة بطبقة جليد بسمك 4000 متر؟ وتاليا، كيف بقيت مقطوعة عن العالم الخارجي لمدة تتراوح – بحسب الخبراء – بين 10 إلى 20 مليون سنة؟ وكيف أنها ما تزال موطنا للعديد من الحيوانات والكائنات البحرية؟
وفقا لمقال نشره علماء الأحياء في “جامعة بولينغ غرين ستايت” Bowling Green State University في في ولاية أوهايو الأميركية، فقد تم اكتشاف 3507 تسلسل حمض نووي DNA للعديد من الكائنات الحية المختلفة.
بكتيريا غامضة
بعد الاطلاع على الدراسة، اتضح ان الخطير في الموضوع يتمثل في أن تسلسل الحمض النووي آتٍ في الواقع من التلوث الناجم عن الحفر الحاصلة على الغطاء الجليدي الذي يغطي بحيرة فوستوك Vostok (حفر بحيرة فوستوك، بدأت في عام 1989 من قبل فريق من الخبراء الروسي، واكتملت في شباط/فبراير 2012). ولا يمكن ان ننسى أيضا البكتيريا الغامضة التي اكتشفت في آذار (مارس) 2013 في عينة أخذت من بحيرة فوستوك، والتي ثبت انها ناجمة عن التلوث الحاصل نتيجة عمليات الحفر.
هذا الاكتشاف توصل إليه عالم الأحياء يوري شتاركمان Shtarkman Yuri وزملاؤه في جامعة ولاية بولينغ غرين Bowling Green – United States، فما هي حقيقة هذا الاكتشاف؟
من خلال تحليل أربع عينات من المياه من البحيرة المتجمدة، اكتشف علماء الأحياء وجود 3507 تسلسل حمض نووي فريد من نوعه. وذكر واضعو هذا الدراسة أن 94 بالمئة من هذا الحمض النووي ينتمي للبكتيريا، و 6 بالمئة إلى حقيقية النواة (يشمل جميع الكائنات الحية وحيدة الخلية ومتعددة الخلايا التي لها نواة).
دراسات مستمرة
ومن خلال تحليل كل الحمض النووي، حدد العلماء من خلال استخدام قاعدة بيانات الكمبيوتر، ان عدد الكائنات الحية في البحيرة يصل الى 1623 نوعا، كما استطاعوا تحديد الجنس، وحتى في بعض الأحيان الأنواع.
ونشرت هذه النتائج في 3 حزيران (يونيو) 2013 في مجلة بلوس PLosone العلمية، إلا أن ما تم اكتشافه، ما يزال إلى الآن موضع دراسات متتالية ومعمقة، لتمكين العلماء من فهم هذه الظاهرة على نحو أكبر.
