تجهد الحاجة سامرة العزي، النازحة من ريف ادلب إلى الهبارية احدى قرى العرقوب، في تأمين وإعداد إفطار العائلة المؤلفة من سبعة أشخاص، في شهر رمضان، وهي القاطنة منذ شهر في غرفة صغيرة قدمتها لها إحدى العائلات اللبنانية، فهذا “المنزل” الصغير خال من كل شيء، وتواجهها صعوبات في إعداد موائد الإفطار، فلا عدة مطبخ ولا غاز للطهي ولا براد لحفظ المواد الغذائية “انها اسوأ ايام تمر علينا” تقول سامرة، وتضيف “عند المساء ابدأ بتحضير ما تيسر من مساعدات المحسنين والجمعيات الخيرية، حملوا الينا صناديق كرتون تحوي العديد من انواع المعلبات مع سكر وشاي وملح وارز ومعكرونة وسمنة، افطارنا يقتصر في هذه الفترة على علب السردين والبيض والبطاطا، نستعمل في بعض الحالات غاز عائد لأصحاب المنزل لسلق البيض او البطاطا، نتدبر امرنا بما تيسر حتى يفرجها الله علينا”.
عائلة النازح من بيت جن حسن ابو النوري، ليست بأفضل حال، فهي وصلت حديثا من الشام، واتخذت من غرف احدى المدارس مأوى مؤقتا، على امل ان تتمكن من العودة إلى منزلها قريبا. يقول ابو النوري لـ greenarea.info: “الإفطار مشكلة بالنسبة لعائلتي المؤلفة من 8 اشخاص، ليس في الغرفة عدة لتحضير طعام الإفطار، أمس قدمت لنا احدى العائلات افطارا عبارة عن ارز مع الدجاج كانت فرحة عند اولادي، فمنذ فترة طويلة لم نتمكن من الحصول على مثل هذا الطعام، نجهد كل يوم انا وزوجتي لتأمين افطار العائلة عند المساء، نفكر الليلة بسندويشات فلافل بسعر دولار اميركي فقط، نسعى للتوفير، علنا نتمكن من تجاوز هذا الشهر الفضيل بأقل كلفة”.
“تعاون اهالي القرى المحيطة، حيث نقطن هنا في سهل مرجعيون”، يقول جاسم الحسني النازح من حلب “وقدموا لنا افطارا جماعيا، انها اصعب ايام نعيشها اليوم في هذا الشهر الفضيل، فالنسبة الكبيرة من النازحين في حالة عوز وفقر، هناك اكثر من جهة تحاول المساعدة في هذا الشهر، اننا نعيش على الحسنات ومثل ذلك لا يسد جوع”.
يقول النازح الستيني طلال ابو عودة من ادلب “نفطر سندويشات في بعض الأحيان، كما أن للبيض المسلوق دور اساسي في الفطور”.
“علبة سردين وبصلة لكل فرد خلال الإفطار”، تقول رانية حميد من ريف دمشق، وتضيف “لدي أربعة اطفال اضافة إلى والدتي العجوز، لا نملك مالا، نعيش على بعض المساعدات التي تصلنا بالقطارة، فعسى ان يرحمنا هذا الشهر ويعيدنا إلى ديارنا، هذا كل ما نطلبه من رب العالمين، فعيدنا الحقيقي في عودتنا إلى ارضنا نقبل ترابها ونعيش من خيراتها”.
