تأتي النفايات والمخلفات النفطية التي تتسرب عادة إلى البحار والمحيطات من مصادر عديدة، ويكون بعضها نتيجة خطأ ما يؤدي الى انسكابها وتسربها في المياه، ما يهدد النظم الإيكولوجية البحرية والثروات المائية، أو يكون نتيجة العادات المزمنة غير المسؤولة في استخدام المواد والمنتجات النفطية، أو ببساطة من جراء أفعال بعض الشركات التي لا تهتم بالبيئة ولا تتحمل مسؤولياتها الاجتماعية والبيئية والأخلاقية.
عند انسكاب النفط في المحيط، فإنه ينتشر في البداية في الماء، اعتمادا على كثافته النسبية وتكوينه. وقد تبقى البقعة النفطية متماسكة في نقطة محددة، أو تتفرق في حالة العواصف وهيجان البحر واتجاهات الرياح.
في الأشهر القليلة الماضية، اتهمت شركة الغاز “شل” SHELL بسفك ما يقارب الـ 90،000 غالون من النفط في “خليج المكسيك” Gulf of Mexico، وهذا العمل، ودون أدنى شك، سيؤثر سلبا على المحيط نفسه، وعلى الحياة البحرية فيه، مثل الشعاب المرجانية، الدلافين، الحيتان، أسماك القرش والحيتان، وهذه المشكلة كبيرة وقد تؤدي إلى عواقب وخيمة، ومع ذلك، يقول بعض النشطاء البيئيين أن الحكومة الأميركية لم تتخذ إلى الآن أي قرار، لأن هذه المشكلة، وهذا الانسكاب الكبير للنفط لم يصل حتى الآن إلى شواطئ الولايات المتحدة!
وتجدر الاشارة إلى أننا لا نستطيع أن نغفل حقيقة ان شركة “شل” SHELL كانت قد ساهمت بتسربت 20،000 غالون من النفط في ولاية كاليفورنيا في فترة زمنية تقل عن أسبوعين، وبعد أن سئلت الشركة عن الموضوع، فادعت أن السبب وراء هذا التسرب نجم عن كسر في خط الأنابيب، وقد تم إصلاحه، ولا تزال الشركة تقّيم الأضرار التي تسببت بها!
بغض النظر عن التفسيرات، فإن شركة “شل” SHELL مدينة للسكان بنظافة المحيط، وينبغي اتخاذ تدابير جادة من أجل تنظيف المناطق المتضررة، فالمحيط والحياة البحرية تضررا إلى حد خطير، وتخطي هذا الضرر سوف يستغرق الكثير من الوقت للقضاء على الآثار السلبية التي تسببت بها الشركة، دون أن ننسى خسارة 100000 غالون من النفط (مورد غير متجدد) قد فقدت دون الإفادة منها، لا بل لوثت وهددت مظاهر الحياة في المحيطات والبحار.
هذه المشكلة لم تذكر في الأخبار، ولم تتناولها وسائل الإعلام، ولا على وسائل التواصل الاجتماعي، وعلى الناس أن يكونوا على علم بما يحدث للبيئة بشكل عام. ويتردد أن الفساد في الشركة هو السبب وراء “غض نظر الحكومة” عن هذه المسألة.
