بعد حوالي السنة على أزمة النفايات في لبنان، نظّمت شركتا “سوكلين” و”سوكومي” يوماً إعلاميا داخل مراكز الفرز والمعالجة في الكرنتينا وموقع الطمر الصحي في الناعمة – عين درافيل، المبادرة دفعت العديد من المراقبين الى التساؤل عن اسباب هذه الجولة وخصوصاً لجهة فتح مطمر الناعمة أمام الاعلاميين، وفي هذا التوقيت تحديداً. أما الردّ، فكان للمدير التنفيذي للشركتين انطوني قربان، حين قال ان “الشركة أرادت ان توضح الصورة التي شوهها الاعلام حول كيفية الفرز والمعالجة والطمر، خصوصاً في ما يتعلّق بمطمر الناعمة”.

نرمي الكثير من الطعام!

بدأت الجولة في معمل الفرز في الكرنتينا، الذي يعمل على مدى 24 ساعة يومياً ويستقبل 1800 طنا في اليوم. هناك، قدم مدير المعمل يحيى دوماني شرحا مفصّلا عن آلية العمل، واللافت للانتباه كان وجود كميات كبيرة من النفايات العضوية، التي كانت لتحل جزءاً كبيراً من أزمة طمر النفايات من خلال عملية التسبيخ لإنتاج مادة محسنة للتربة بدلاً من التخلص منها عن طريق الطمر. آلية العمل داخل المعمل، تسير عبر 5 خطوط و3 مكابس وآلة ممغنطة، بحسب ما شرح دوماني.
وهذا عرض لمراحل المعالجة داخل المعمل:
-إحضار النفايات الى الغرفة المعدة لهذه الغاية.
-يتم جرف النفايات لبدء عملية الفرز.
-يتم فرز كامل كميات النفايات الواردة الى مركزي الكرنتينا والعمروسية آليا، بواسطة خطوط الفرز الميكانيكية التي تتضمن ماكينات فتح أكياس النفايات وغربلة المواد لفصل المواد العضوية عن غير العضوية.
– تلتقط المقصات المواد القابلة للتدوير.
-تلتقط سيور ممغنطة المواد المعدنية وغرابيل التنعيم الأولي للمواد العضوية وماكينات التصويب والتغليف يدويا.
-يقوم الجهاز البشري باستخراج المواد القابلة للتدوير من كرتون وورق وزجاج ومواد بلاستيكية والمنيوم وخشب وإطارات وغيرها”.

IMG_5939

ثلاثة أطنان خشب في اليوم

بعدها انتقلنا إلى مركز الصلبيات والتخزين في برج حمود، وعرض المدير المسؤول باسم بعيون، الطرق المعتمدة في إعادة استخدام المواد المفرزة، وشرح كيفية إعادة تدوير وتأهيل الخشب ليصبح حطبا ويتم تسليمه الى البلديات، ويستلم المركز القناني ويوضبها، ثم الدواليب حيث يتم ارسالها الى بصاليم، واعتبر بعيون ان “المواد القابلة للتدوير التي تنتج عن عملية الفرز في معملي الكرنتينا والعمروسية يتم نقلها الى مركز الصلبيات، والمواد القابلة للتدوير في برج حمود تتم عملية إعادة فرزها لاستخراج الشوائب منها، وتحسين نوعيتها وفرمها، أو توضيبها تمهيدا لتسويقها الى معامل إعادة التدوير في لبنان”.
من جهته، اعتبر المدير التنفيذي انطوني قربان انه “يتم انتاج 3 أطنان في النهار من الخشب على شكل حطب، وتستغرق فترة اشتعاله بين 20 و25 دقيقة”.

معمل التسبيخ والتخمير

أما معمل التسبيخ والتخمير في برج حمود، فيستقبل 300 طن من النفايات العضوية المفرزة في معملي الكرنتينا وبرج حمود. وفي ذلك الموقع، تستخدم “سكومي” طريقة التسبيخ الهوائي من خلال وضع النفايات العضوية على شكل اثلام يتم تقليبها وتهوئتها باستمرار لفترة 70 يوما. بعدها تنقل النفايات الى قسم التنعيم، وهو معمل من خطين لانتاج السماد الزراعي، وهو يوزع مجانا على المزارعين بعد تعقيمه من البكتيريا”.

من مطمر… إلى مساحة خضراء تديرها الدولة!

المحطة الأخيرة، كانت في المطمر الذي شغل اللبنانيين على مدى الفترة الماضية، وأدى إلى العديد من الاحتجاجات، سألنا المعنيين في شركة “سوكومي” عن رأيهم فيها، خصوصا ان أهالي البلدات المجاورة يشتكون من الأضرار.
وفي هذا السياق، أجاب مدير المطمر عبد الرحمن طرابلسي على أسئلة الصحافيين، من خلال سؤال: “هل تشمّون أي ريحة؟”، تأكيداً منه ان “المطمر صحي، والطبقات التي يتم فيها العزل الصحي تخفّف من نسبة المخاطر الصحية والبيئية”.
إلا ان greenarea.info سأل المعنيين في شركتي “سوكومي” و”سوكلين”، ومنهم عبد الرحمن عن العلاقة ما بين خطر الروائح الكريهة في المطمر وخطر غاز “الميثان” المنبعث، والذي يعدّ من أكثر الغازات خطورة، كونه بلا رائحة وبلا لون، فردّ طرابلسي ان “الشركة تولّد الكهرباء من الغاز المنبعث بنسبة 2/1 ميغاوات، ونعطي 3 بلدات: بعورته، عين درافيل وعبيه”.
أما الأنظمة التي يتكوّن منها المطمر، بحسب طرابلسي، فهي خمسة أساسية:
-نظام العزل الصحي (ويتألف من 6 طبقات أساسية).
وقال طرابلسي: “في البداية تم تجهيز الأرضية من التراب الناعم جدا، ومن ثم نحدله ونفرشه على المطمر، وبعدها نضع بسماكة متر واحد الـ GCL وهي مادة كيماوية، ومن ثم الـ HDP وهي طبقة البلاستيك التي تعزل المطمر بشكل كامل عن المياه الجوفية، ثم الحماية وهي قماشة بيضاء تحمي البلاستيك، ثم مادة تحمي البلاستيك والقماشة للفصل بين الرمل والحجر على كامل المطمر وجميعها ضمن مواصفات دولية”.
-بعد التخمير ينتج بقايا وغاز وسوائل النفايات السوداء، ومن الغاز يولّد 2/1 ميغا وتزوّد الشركة 3 بلدات: بعورتا، عين درافيل وعبيه.
-فحص المياه الجوفية والنهر قبل المطمر وبعده، ويتم التأكد من عدم تلويث البيئة.
كل هذه الطبقات وطبقة التراب الناعمة ثم حماية liner ثم مياه الأمطار تتجه الى مكان معين، وطبقة التراب الزراعي لنزرع العشب الأخضر”.
وقال طرابلسي أيضا ان “المطمر في البداية كان كسارة، ما أحدث حفرة كبيرة، ثم استملكت الدولة الأراضي فقمنا بتحسينها، وسنزرعها بالعشب الأخضر، وكما تلاحظون فلا يوجد اي رائحة”.

المطمر ما بعد إقفاله… وإلامَ سيتحوّل؟

أفاد مدير المطمر ان “الشركة توقّفت عن استقبال النفايات، وبدأت بالطبقة الأولى، وهي طبقة من التراب بشكل كامل”، مضيفاً ان “آبار الغاز موجودة على أماكن معينة لتوليد الطاقة، ويجهز مشروع لتوليد 7 ميغاوات”.
وختم ان “الشركة تكمل بطبقات التراب والبلاستيك، ثم العشب الأخضر، وبعد سنتين ونصف السنة سنغلقه ويصبح مساحة خضراء رائعة، تكون ملك الدولة”، مضيفاً ان “العمل يجري فقط في فصل الصيف، ويستمر انتاج الكهرباء لمدة 10 أو 15 سنة”.
وفي حين يصر المواطنون القاطنون على مخاطر المطمر الصحية، يفيد الخبراء الذين يعملون لمدة 10 ساعات يوميا في المطمر منذ 18 سنة، انهم لم يتعرّضوا لأية مخاطر صحية. وتؤكد الشركة عبر مدير الموقع عبد الرحمن طرابلسي “اننا عملنا خلال 20 سنة الماضية حسب المواصفات الدولية ولدينا فحصا دوريا لكل الأمور المحيطة بالمطمر، والمراقبة تتم من قبل وزارة البيئة ومجلس الإنماء والإعمار”.

“الإنماء والإعمار”

ورداً على سؤال حول الأثر البيئي لمطمر الناعمة، بحسب التقارير الواردة من الاستشاريين، قال المهندس في إدارة المشاريع بمجلس الإنماء والإعمار بسام فرحات في مقابلة مع greenarea.info، ان “هناك استشاريين على عملية الجمع والكنس، واستشاريين على عملية المعالجة وآخرين على الطمر الصحي”.
وأضاف ان “التقارير الشهرية الصادرة عن الاستشاريين، تبيّن ان العمل يسير بحسب الشروط المطلوبة، والتقارير تقدّم لوزارة البيئة ولوزارة الداخلية والبلديات، وهما على علم بكل ما يجري”.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This