آخر ما طالعتنا به صحيفة “الدايلي ميل” البريطانية، نقلاً عن وزارة الصحة اللبنانية ظهور ما يقارب 1033 حالة إصابة جديدة بالليشمانيا في لبنان، وأن 96 بالمئة من هذه الحالات كانت بين النازحين السوريين، وبعد شيوع الخبر، بدأت مواقع التواصل الاجتماعي تناقل ما أوردته الصحيفة البريطانية وسط تساؤلات حول تداعيات هذا المرض.
وحيال هذا الواقع راجع موقعناgreenarea.info المعنيين في مجال الصحة العامة، لنتبين دقة وصحة انتشار الليشمانيا ومدى خطورتها، وصولا إلى سؤال: هل من علاج فعال للحد منها؟
ذبابة الرمل
من اهم ما ذكره تقرير “الدايلي ميل” البريطانية أن مخيمات النازحين المؤقتة قد تزيد من فرص انتشار الليشمانيا بسبب سوء التغذية، وسوء المسكن، ونقص المنشآت الطبية واكتظاظها، وذلك بجانب توافر المناخ المثالي المفضل لدى “ذبابة الرمل” التي تعيش في المناطق ذات المناخ الرطب، والتي تتراوح فيها درجات الحرارة ليلاً بين 27 إلى 28 درجة مئوية، وخير مثال على ذلك تلك التقارير الواردة من الجانب التركي، والتي تفيد بوجود مئات الإصابات بهذا الوباء داخل مخيم نيزب للاجئين الذي يقع جنوب تركيا.
الجدير ذكره أن أول شخص رأى طفيلي الليشمانيا هو الطبيب البريطاني كانينغهام في مقاطع من آفات جلدية في 1885، وقد اعتبره من الفطريات، وكان تفسيره للمشاهدات غير دقيق. وأول وصف دقيق للطفيلي قدمه الطبيب العسكري الروسي بيوتر بوروفسكي الذي اكتشفه في الآفات الجلدية في طشقند في 1898.
الهراوي: لا وجوب للهلع
في هذا السياق، أوضح الاخصائي في الامراض الجرثومية الدكتور الياس الهرواي لـ greenarea.info أن “الليشمانيا او ما يعرف بـ (حبة حلب) ليس مرضاً معدياً، ولا ينتقل من مريض الى آخر بالاحتكاك المباشر، بل من خلال ذبابة الرمل الحاملة للمرض، وهذه الذبابة غير موجوة في لبنان”. واضاف ان “الليشمانيا ليس جديداً بل هو معروف منذ زمن بعيد في سوريا، حيث تتواجد ذبابة الرمل الناقلة للمرض هناك، ووزارة الصحة، حسب ما علمنا مؤخرا، استطاعت القضاء على الداء بين النازحين فلا وجوب للهلع”.
الليشمانيا نوعان
أما الاخصائي في طب الجراثيم الدكتور بيار ابي حنا فقال لـ greenarea.info أن “المهم في الامر ان مرض الليشمانيا غير موجود في لبنان، وثمة نوعان منه، الأول يتسبب بتشوهات جلدية خصوصا عند الاطفال في منطقة الوجه والانف، والنوع الثاني خطير ويصيب احشاء الجسم، لكنه قليل جدا، اي اصابة واحدة في كل مئة حالة جلدية”.
وتابع ابي حنا: “ان العوامل الطبيعة والظروف المناخية جميعها تزيد من ارتفاع الليشمانيا في سوريا، عكس ما هو عليه الحال في لبنان، فالطقس يرحمنا لجهة عدم ازدياد المرض، كما انه من المهم جدا لزيادة الاطمئنان، ان ترصد الدولة اكثر عدد الحالات المرضية، على الرغم من اننا علمنا ان وزارة الصحة قامت بالتدابير اللازمة للحد من تفشي المرض بين اللبنانيين، والاسراع بإعطاء الدواء للنازحيين المصابين”.
وزارة الصحة: قضينا على الليشمانيا
أمام هذا الواقع، اوضح مدير عام وزارة الصحة الدكتور وليد عمار لـ greenarea.info ان “الليشمانيا طفيلية تصيب الجلد، ولا سيما الوجه وتحدث تشوهات، وهذه الطفيلية تنقلها ذبابة الرمل، او ما تسمى (حبة حلب) الموجودة في لبنان، وتحديدا في البقاع، الا انه ليس هناك من مناخ ملائم لتكاثرها، حيث سجلت في الفترة الاخيرة حالات قليلة في لبنان، كما وانه منذ سنوات عاد انتشار المرض مع وجود النازحين السوريين، وللحال تحركنا بسرعة خوفا من نقل المرض الى اللبنانيين، حيث احضرنا علاجا للمصابين بالحقن ودربنا الاطباء في كل المراكز الصحية مع تأمين التكاليف العلاجية مجانا”.
الا ان اهم ما توقف عنده الدكتور عمار انه “في سنة 2013 كان لدينا 1030 حالة بين النازحين، وسنة 2014 انخفضت الاصابات الى 600 حالة، وسنة 2015 سجلت 30 حالة، واليوم وصلنا الى 6 حالات، فقط، وبهذه الطريقة استطعنا ان نمنع انتشار الليشمانيا في لبنان، حيث سجلت اصابة فتاة لبنانية واحدة في لبنان وعالجناها، وننصح المصابين بالمرض بالتوجه الى اي مركز صحي في المستشفيات الحكومية للعلاج مجانا”.