في خطوة تشجيعية كبيرة لنشر الطاقات المتجددة واستثمارها من قبل القطاع الخاص، نشرت وزارة الكهرباء في سوريا على موقعها في صفحتها الرسمية القرار رقم 1763 تاريخ 31/5/2016 القاضي بتحديد أسعار الكهرباء المنتجة من الطاقات المتجددة، فحددت سعر الكيلوواط الساعي من الكهرباء المنتجة بالطاقة الشمسية بـ 56-63 ليرة سورية، بينما حددت سعر الكيلو للطاقة المنتجة من الرياح 43 ليرة سورية، أما الكهرباء المنتجة من الكتلة الحيوية فقد حددت بـ 53 ليرة سورية.
واعتمدت وزارة الكهرباء ، العمله الاجنبية (اليورو) في تحديد أسعار الكهرباء المنتجه من الطاقات المتجددة، التي يمكن للقطاع الخاص انتاجها وبيعها لوزارة الكهرباء على أن يتم التسديد بالليرة السورية بتاريخ الاستحقاق، وذلك وفقاً لنوع التكنولوجيا المستخدمة، مما قد يخفف نسبة المخاطرة لدى المستثمر بسبب تقلبات أسعار صرف الليرة أمام العملات الأجنبية.
إنها خطوة جبارة تقوم بها دولة مثل سوريا تمر بأزمة فريدة من نوعها، والهدف من هذا الخبر هو تشجيع الاستثمار الخاص في مجال الطاقات المتجددة، علما بأن سعر الكيلو للمستهلك المنزلي لا يتعدى 3 ليرات سورية فقط لا غير للكهرباء المنتجة من الطاقات التقليدية، مثل (الفيول والغاز)، أما للمصالح التجارية والصناعية فقد تصل إلى 32 ليرة سورية، وذلك بالطرق التقليدية الخاصة بإنتاج الكهرباء. وفي 14/6/2016 عقد اجتماع في وزارة الكهرباء نشرته “سانا” على موقع الوزارة، يهدف إلى تحديد الآلية التنفيذية لتطبيق القرار والتعرفة الجديدة، بما يضمن تقديم تسهيلات للمستثمرين وإعداد الآلية الفنية لتنفيذ هذه المشاريع.
برأينا هناك الكثير من الإجراءات الواجب اتخاذها لوضع هذا القرار موضع التنفيذ، وأهمها التوعية والإعلام، وهناك حاجة إلى حملة إعلامية مكثفة، تهدف بشكل أساسي إلى تعريف المنتجين والمستهلكين من كافة الفعاليات بالجدوى الاقتصادية للأسعار التشجيعية الجديدة، وأثرها على الاقتصاد الوطني حيث سينخفض الطلب على الوقود الأحفوري اللازمين لإنتاج الكهرباء.
يلاحظ أيضاً من القرار أنه تشجيعي للمنتجين، لأن سعر الكيلوواط الساعي حدد على أساس ثابت مرتبط بسعر اليورو، والتسديد بالليرة السورية، بحيث لا يتأثر بتذبذبات سعر الصرف، وذلك وفقاً لنوع التكنولوجيا المستخدمة (لواقط كهروضوئية ، مزارع رياح، طاقة كتلة حيوية) وهذه ميزة جيدة للمستثمرين.
ويمكن تلخيص الفائدة من تطوير مصادر الطاقات المتجددة بأربع نقاط، هي: الاستدامة وحماية البيئة وتنوع المصادر والاقتصاد، وهي تأتي في وقتها المناسب عندما نتحدث عن إعادة الإعمار، وبخاصة بعد الدمار والتلوث في الهواء والماء والتربة الذي حصل، والذي نحتاج إلى الكثير من فرق العمل المتخصصة والأجهزة اللازمة لدراسة هذه الملوثات وتراكيزها، والفترة الزمنية اللازمة لتنقيتها، بحيث تستعيد حيويتها وقدرة هذه المصادر على تجديد نفسها.
ملاحظة: حتى لو كان السعر الابتدائي عالٍ لمنظومات الطاقة المتجددة مقارنة بأسعار منظومات الطاقة التقليدية، لكن إذا قسم على عدد سنوات الاستثمار فإنه يشكل رقما صغيراً جداً.