أكثر من ثلث أنواع الطيور في أميركا الشمالية باتت مهددا بالانقراض، هذا ما خلص إليه تقرير “جمعية مبادرة الحفاظ على الطيور في أميركا الشمالية” The North American Bird Conservation Initiative، وزعته الحكومة الكندية يوم الاربعاء 18 أيار (مايو) من العام الجاري 2016.
وفقا للبيانات التي تضمنها التقرير الذي نشر في أوتاوا من قبل وزيرة البيئة كاثرين ماكينا Catherine McKenna، فإن 37 بالمئة من 1154 نوع من الطيور المسجلة في التقرير ستكون مهددة بشكل واضح بالانقراض، ما لم تتخذ “خطوات مهمة” للحفاظ عليها قريبا، و 49 بالمئة من الأنواع هي بدورها مهددة بالانقراض، لكن بنسبة اقل.
الأنواع المعروفة باسم “طيور المحيط”، والتي تشمل الطيور البرية، الطيور التي تعيش على الجزر وتلك التي تعيش في البيئة البحرية هي الأكثر تعرضا لخطر الانقراض. وعموما، فإن 57 بالمئة من هذه الأنواع هي، وبشكل أكيد، واقعة “في أزمة”، وفقا لبرنامج مراقبة جمع البيانات من كندا والولايات المتحدة والمكسيك.

الضغوط على النظم الإيكولوجية للمحيطات

يعكس وضع الطيور البحرية في أميركا الشمالية، التي تعيش في كندا إجمالا، الانخفاض الحاد الذي لوحظ على مستوى العالم، فالأبحاث الحديثة تشير إلى انحدار عدد الطيور البحرية في العالم بنسبة تقارب الـ 70 بالمئة منذ العام 1950، وهذه النتيجة “تظهر أن المحيط لدينا يتعرض لضغط كبير”، بحسب التقرير الجديد لمبادرة المحافظة على الطيور.
والأمثلة كثيرة على أنواع الحيوانات والطيور المتأثرة، وتتوزع على مناطق واسعة، ففي كيبيك Quebec (كندا)، كانت المخاوف واضحة، وبشكل خاص في السنوات الأخيرة لمستعمرة من “طيور الأطيش” Gannets من جزيرة بونافنتورا Bonaventura في غاسب Gaspé.
لذا يحث التقرير الحكومات في أميركا الشمالية لتنفيذ تدابير للحد من الضغوط على النظم الإيكولوجية للمحيطات، وفي هذا الصدد، فإن الحكومة الكندية بطيئة في عملها للامتثال لالتزاماتها الدولية، فمعدل الحماية البحرية، والذي ينبغي أن يصل إلى 10 بالمئة في عام 2020، يقف حاليا عند 1.3 بالمئة.
وقام الباحثون أيضا بتسليط الضوء على “الأزمة” التي تعاني منها الطيور الاستوائية وشبه الاستوائية، التي تواجه مشاكل مماثلة لتلك التي تواجهها الطيور البحرية، ولا سيما في ما يتعلق بالتدهور السريع لمساكنها.

هواجس

إلا أن هناك “تدهورا سريعا” في العديد من الأنواع التي تعيش في الموائل الساحلية، والمراعي والمناطق القاحلة والتي تعاني بدورها من هذا “التدهور السريع”.
وخلصت دراسة أجريت على مدى عدة سنوات من قبل منظمة بيئية في الولايات المتحدة “الجمعية الوطنية في أودوبون”، ونشرت في عام 2015 أيضا، أن التغيرات المناخية تمثل تهديدا خطيرا لأكثر من نصف أنواع الطيور التي تعيش في أميركا الشمالية.
ووفقا لبيانات نشرت في عام 2013 من قبل منظمة بريطانية، هي “منظمة حياة الطيور الدولية”، تم تأكيد ان 1313 نوعا من الطيور في جميع أنحاء العالم مهدد بالانقراض. بين الأنواع المحددة في الدراسة، 200 أصبحت مباشرة على حافة الهاوية (معرضة بشكل خطير للزوال).
بعد هذه الأرقام وما حملت من هواجس، يبقى ثمة أمل أن يساعد الناس والباحثون بطريقة أو بأخرى هذه الطيور على مواجهة الانقراض، ونحن بحاجة إلى المزيد من المؤسسات التي تعنى بنشر الوعي في البلدان النامية، ليتوقف الصيادون فيها عن قتل هذه المخلوقات المدهشة، فقط من أجل المتعة والاعتزاز! علنا نصل يوما إلى رعاية هذه الطيور التي تغنّي وتغرد لتضفي على الأرض سحراً وجمالا.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This