أنهى المؤتمر الختامي لـ “مشروع منارات البحر المتوسط في لبنان – مدفار” في مدينة صور فعالياته اليوم، في قاعة “قصر المملوك” في المدينة، بحضور المنسق الوطني من مكتب ادارة المشاريع بمجلس الوزراء لبرنامج التعاون المشترك عبر حوض البحر الابيض المتوسط IEVP CT محمد شريف، رئيس بلدية صور حسن دبوق وأعضاء المجلس البلدي، منسقة المشروع في صور سارة السوقي وممثلين عن شركاء المشروع من تونس وايطاليا ولبنان، وممثلين عن “جمعية حماية الطبيعة في لبنان” SPNL.
واستعرض المشاركون مراحل مختلفة من المشروع وما تم انجازه حتى الآن، وقدموا عرضا مصورا عن المراحل المختلفة وما تم التوصل اليه وطريقة عمل كل شريك والمشاكل التي اعترضت المراحل كافة، فضلا عن الاضاءة على اهمية هذه المنارات خلال الفترات التاريخية المختلفة، وضرورة الاستفادة من النتائج التي اثمر عنها المشروع، ولا سيما منها دور بلدية صور الشريك المستضيف للمؤتمر الختامي لمشروع “مدفار”، إضافة إلى ورشة عمل مختصة بكتابة قصة لمنارات المتوسط، تركز على اهمية التراث البحري المبني، وتستهدف الفئات العمرية بين 8 الى عشر سنوات.
جمعية حماية الطبيعة في لبنان
أما “جمعية حماية الطبيعة في لبنان” SPNL فكان دورها مختلفا عن دور الشركاء الآخرين الذين تقع المنارات تحت إشرافهم، فقد تضمنت مشاركتها تحضير الدليل الخاص بلبنان، وتحضير “حقيبة تدريبية” للقيام بدورات تنظم لاحقا، وسوف تتوجه إلى طلاب الجامعات الذين لديهم الإهتمام بإدارة الأبنية البحرية، بالإضافة إلى ممثلين عن البلديات والوزارات المعنية.
ورشة عمل فنية وتفاعلية
وشهد المؤتمر ضمن فعالياته المقررة، إقامة ورشة عمل فنية وتفاعلية حول اهمية منارات المتوسط، ولا سيما منها منارة صور، تم تنفيذها ضمن سلسلة نشاطات تثقيفية بمشاركة الدول الشريكة وطلاب الجامعة الاسلامية، وبإشراف الدكتور عباس مكي، وكانت عبارة عن جدارية تفاعلية، ومعرض صور يشمل منارات المتوسط وزود المعرض بالصور اشرف نصرالله ومحمد ابي سالم، وركز المشاركون على عرض النتائج الخاصة بالمواقع الـ 9 المختارة ضمن مشروع “مدفار”، بالاضافة الى الادوات الترويجية الخاصة بمنارة صور، ومنبينها كتيب باللغتين العربية والفرنسية من اعداد وتنفيذ منسقة البرنامج سارة السوقي يشرح دور المنارة وتاريخها، كذلك المراحل التي سيتم العمل بها من اجل ترميم المنارة كليا، تشمل الاعمال الترميمية، إعادة إضاءة المنارة، وبناء درج خارجي للوصول الى المنارة فضلا عن تأمين الانارة الخارجية والداخلية.
مشاريع ناجحة
محمد شريف المنسق الوطني لبرنامج التعاون المشترك عبر الحدود البحرية للمتوسط في مكتب ادارة المشاريع بمجلس رئاسة الوزراء قال لـ greenarea.info “اننا كمكتب ادارة مشاريع منتدبين لمتابعة البرنامج وانه لدينا اعضاء فريق لاختيار المشاريع وهذا المشروع سمي ENPI CBC MED كان من تاريخ 2007 الى 2013 ممولا من الاتحاد الاوروبي، بقيمة 173 مليون يورو بمشاركة 14 دولة متوسطية، ولبنان شريك بـ 59 مشروعا في اكثر من مؤسسة وجمعية وبلدية ووزارة، مجمل عددهم 95 مؤسسة، وكانت قيمة الهبات للفريق اللبناني 24 مليون يورو”.
ولفت شريف إلى ان “المشاريع جميعها كانت ناجحة ولم يخلُ الامر من بعض العقبات”، وختم: “نحن الآن في ختام جميع المشاريع، وهناك برنامج جديد يمتد من 2014 حتى 2020 سيوقع من كل الدول مع نهاية هذا العام، وستكون قيمة البرنامج 209 مليون يورو، لذلك نحاول تشجيع كل المؤسسات في لبنان والوزارت والجمعيات والبلديات على تقديم مشاريعهم”.
بلدية صور
وأكد رئيس بلدية صور حسن دبوق والمسؤول عن تنفيذ المشروع لـ greenarea.info أن “هذا المشروع هو احد مشاريع التراث المتوسطي الممولة من الاتحاد الاوروبي، للاضاءه على التراث المتوسطي المشترك لبلدان حوض البحر الابيض المتوسط، وهو يعتبر نافذه مهمه للتعريف على مدينة صور بشكل خاص ولبنان بشكل عام”، ولفت إلى أن “المشروع يجمع بلدانا متوسطية تتبادل من خلال نشاطاته الخبرات والتجارب ويساهم في الترويج الاعلامي للمدينة”.
وأضاف دبوق: “انها تجربه فريده وغنيه خاصة في الظروف الحاليه للبنان، وهي فرصة للاضاءه على مكنونات تراثنا المنسية في بعض الاحيان، والتي لا يتم الإضاءة عليها غالبا رغم اهميتها، وكذلك هي فرصه لنرى تراثنا من خلال عيون الآخرين”.
وختم قوله: “بتواضع، ان لبنان بتراثه الغني يبهر الآخرين اكثر مما يبهر مواطنيه، والواجب ان يتم تدريس هذا التراث والاضاءه عليه محليا في المناهج التعليمية الوطنية، فهو تراث يبعث على الفخر، ويدل على الغنى، ويعزز الشعور بالانتماء والفخر لدى اللبنايين، ويدفعنا الى التمسك به والمحافظة عليه والسير قدما في سبيل المحافظة على تراث الاجداد”.