استمر مسلسل الحرائق المتنقلة في عدد من قرى وبلدات الجنوب، وتركز معظمها في قضاء صور، فبعد الحريق الكبير الذي طاول حرج بلدة العباسية قبل يومين وتسبب بأضرار طاولت عشرات الأشجار المعمرة، فضلا عن خسائر طاولت الأراضي الزراعية، نشب حريق واسع اليوم امتد من بلدة بافليه وجوارها، وتواصل فرق الدفاع المدني عمليات الاخماد وسط صعوبات ناجمة عم سرعة الرياح، وموجة الحر المستمرة التي ساهمت في تجفيف الأعشاب اليابسة بحيث تحولت وقودا للحرايق، فضلا عن ما صادفها من نفايات ومخلفات المتنزهين في الأحراج القريبة.
وتجدر الإشارة إلى أن الحرائق لم تتوقف طيلة اليومين الماضيين، إلا انها كانت حرائق صغيرة نسبيا، وتمكن الدفاع المدني من السيطرة عليها بحد أدنى من الخسائر، فيما الحريق الذي نشب قرابة الحادية عشرة قبل الظهر في بافليه، كان الأكبر حتى الآن، علما أن بلدة بافليه كانت قد تعرضت لحريق أيضا في الرابع عشر من الشهر الجاري.
المكبات – المحارق
وطرح الحريق اليوم الذي يكابد عناصر الدفاع المدني لمحاصرته منذ الصباح، كارثة المكبات – المحارق عند تخوم القرى والبلدات، حيث تتصدر هذه المحارق عددا من القرى، وأشار مصدر مسؤول في الدفاع المدني لـ greenarea.info أن سبب الحريق مكب النفايات في بلدة بافليه، ومنه امتدت النيران وتوسعت باتجاه القرى المجاورة بحسب اتجاه الرياح، حتى وصلت إلى بلدة سلعا شمعة، وتمكن الدفاع المدني من محاصرة النيران ومنع وصولها إلى محمية سلعا التي تضم كروم الزيتون، فضلا عن أشجار برية مختلفة، فضلا عن حماية المنازل القريبة التي كادت تأتي عليها النيران.
وأتى الحريق على مساحات واسعة من كروم الزيتون، قدرت بمئات الدونمات، إلا أن المواطنين أبدوا استياءهم مما آلت إليه أوضاعهم، ورفع أحد المواطنين نداء عبر greenarea.info قال فيها: “نموت ببطء من جراء مكبات النفايات المحترقة، واليوم تسبب مكب ساعدت حرارة الطقس على اشتعاله فامتدت النيران لتقضي على أراضينا الزراعية”، وطالب بإيجاد “حل لمحارق النفايات التي لا تجلب لنا الا الموت والأمراض”.
انقاذ محمية بلدية سلعا
وكان قد اندلع حريق أمس في بلدة الحمادية أتى على مساحات واسعة من الأشجار، قبل أن يسيطر عليه الدفاع المدني، ومع توسع دائرة الحريق في بافليه تدخلت سيارات الاطفاء في مراكز العباسية، دردغيا وجويا وساندت، ما ساهم في محاصرة الحرائق، وحال دون امتدادها إلى شريط القرى الممتد من دردغيا إلى جويا والشهابية والنفاخية.
وتركز عمل الدفاع المدني طوال ساعات عدة على منع وصول النيران إلى محمية تعود لبلدية سلعا تضم أشجار زيتون وأخرى برية معمرة، إلا أن أحدا لا يمكنه من الآن تقدير حجم الخسائر، بانتظار اهماد النيران لمعرفة وتقدير عدد أشجار الزيتون وغيرها من الأشجار، ولا سيما في منطقة الكسارة – سلعا وبين سلعا وبافليه.