واصلت القافلة الجهوية (الجهوية REGIONALISME) الخاصة بالمؤتمر المتوسطي للمناخ “ميد كوب 2016” جولاتها على سائر الأقاليم في المغرب، تحت شعار “مناخ المتوسط أولا”، تحضيرا لهذا الحدث المتوسطي، وفي سياق استعداد مدينة طنجة لاحتضان هذا المؤتمر في شهر تموز (يوليو) المقبل، وتأتي هذه المبادرة في سياق تعريف فعاليات المجتمع المدني في المغرب بأهمية احتضان جهة طنجة تطوان الحسيمة لهذه القمة المتوسطية، وتحوُّلِها قِبلة لاستقطاب المختصين والمهتمين بمجال البيئة في حوض البحر الأبيض المتوسط.
وتشهد جهة طنجة تطوان الحسيمة منذ أسابيع عدة العديد من الأنشطة، ومن بينها تنظيم لقاء مفتوح احتضنته القاعة الكبرى لغرفة التجارة والصناعة والخدمات بمدينة تطوان، تم من خلاله استعراض تجارب حول المقاربة البيئية المعتمدة في تفعيل البرامج التنموية، استعرض خلاله مدير المصالح بجماعة المضيق حصيلة عمل الجماعة في هذا المجال، والمتمثلة أساسا في تنمية وصيانة المناطق الخضراء، حيث ستنتقل الجماعة من تقنية السقي عبر شبكة الماء الصالح للشرب إلى إبرام اتفاقية شراكة حول المحافظة على البيئة والتنمية المستدامة بمنطقة تمودا باي، وسيتم عبرها إعادة استعمال المياه العادمة وإعادة استغلالها في سقي المناطق الخضراء، إضافة إلى استعمال الغازات الناتجة عن التطهير في توليد الطاقة الكهربائية.
البرنامج الوطني لشواطئ نظيفة
كما عملت جماعة المضيق، بشراكة مع الجماعات المجاورة في إطار مجموعة الجماعات “الشاطئ الأزرق” على إنجاز مطرح عمومي مراقب للنفايات بعد إغلاق المطرح العشوائي سنة 2014.
وتنخرط الجماعة في البرنامج الوطني لشواطئ نظيفة الذي تشرف عليه مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة توجته بالحصول، في ثماني سنوات متتالية، على شارة اللواء الأزرق كواحد من أجمل الوجهات الشاطئية المغربية. وإعمالا للمقاربة البيئية في السياسات العمومية المحلية، انتهجت جماعة المضيق خطة إدماج هذا البعد في مخططات التعمير وبرامج التهيئة والبناء من خلال الاختصاصات التي أناطها المشرع للجماعات الترابية في هذا المجال، إضافة إلى إعمال هذه المقاربة ضمن مختلف مشاريع برنامج تأهيل المدينة الممتدة طيلة السنوات الماضية، والتي واجهت في هذا المجال محاربة السكن غير اللائق وإعادة تأهيل النسيج العمراني المتدهور، إنجاز برامج التشجير وتنمية المناطق الخضراء والمحافظة على النظافة وتدبير النفايات والتطهير السائل، وفي القريب العاجل ستنطلق دراسة خاصة بتشجير مدينة المضيق.
تجدر الإشارة إلى أن القافلة الجهوية للمؤتمر المتوسطي للمناخ ما زالت تجوب مختلف مدن جهة طنجة تطوان الحسيمة، بهدف الترويج لاحتضان عاصمة البوغاز يومي 18 و 19 تموز (يوليو) المقبل للقمة المتوسطية للمناخ، والتي تأتي كذلك في إطار استعداد المغرب لتنظيم القمة العالمية للمناخ “كوب 22” في شهر تسرين الثاني (نوفمبر) المقبل في مدينة مراكش.