شهد مقر “مجلس الانماء والاعمار” اجتماعين أمس لمجلس الإدارة بحضور مفوض الحكومة لدى المجلس وليد صافي، الاجتماع الاول استمر ثلاث ساعات، نوقش خلاله تقرير لجنة فض العروض المالية لمناقصات المطامر، وقدم رئيس لجنة المناقصات يوسف كرم نتائج فض العروض والتفاصيل المتعلقة بلائحة الأسعار التي قدمتها “شركة خوري” لمناقصة انشاء مركز مؤقت للطمر الصحي في منطقة برج حمود – الجديدة – البوشرية – السد، وناقش المجلس بحسب بيان صادر عنه “الخيارات المتاحة” أمامه والمتعلقة بمناقصة انشاء مركز مؤقت للطمر الصحي في موقع “الكوستابرافا” في الشويفات ( مصب نهر الغدير).
وبحسب المعلومات التي توفرت لموقع greenarea.info، فإن المجتمعين قرروا إثر فشل التوصل الى قرار في الاجتماع الاول الذي عقد قبل ظهر امس، عقد اجتماع ثانٍ مساءً، دون التوصل الى نتيجة ايضاً، وبناء عليه قرر مجلس الادارة إبقاء إجتماعاته مفتوحة لاستكمال البحث وإتخاذ القرارات المناسبة في شأن هاتين المناقصتين. ومن المقرر ان يعقد اجتماع ثالث ظهر اليوم.
تركيبة مجلس الادارة الحالي تعكس المحاصصة السياسية بين مختلف أطراف السلطة، وتضم رئيس المجلس نبيل الجسر وهو شقيق النائب في “تيار المستقبل” سمير الجسر، والمستشار السابق للرئيس فؤاد السنيورة. فيما يحتل منصب نائب الرئيس ياسر بري، شقيق رئيس مجلس النواب نبيه بري، أما غازي حداد فهو من حصة الرئيس ميشال المر، ومالك العياص محسوب على النائب وليد جنبلاط، ويحيى السنكري محسوب على الرئيس الراحل عمر كرامي.
وكان مفوض الحكومة لدى المجلس وليد صافي، القيادي البارز في “الحزب التقدمي الاشتراكي” قد اتخذ قراراً برفض توقيع عقد الترسية النهائية ومباشرة الاعمال مع “شركة الجهاد للمقاولات” التي فازت بالمناقصة، وفق ما أعلنت لجنة المناقصات في “مجلس الانماء والاعمار” في جلسة عقدت بتاريخ 18 أيار (مايو) 2016.
وبحسب المعلومات المتوفرة، فإن غالبية اعضاء مجلس الادارة قد أيدوا الاقتراح بأن يتم التفاوض مع “شركة جهاد العرب” لتخفيض السعر المقدم بنسبة عشرة بالمئة، اي أن تصبح قيمة المناقصة 57.5 مليون دولار أميركي بدون الضريبة على القيمة المضافة. لكن هذا الاقتراح لم يتم إقراره خلال اجتماعات يوم أمس، بسبب امتناع العضو ياسر بري عن التصويت لصالح هذا الاقتراح، وإصراره على إعادة إطلاق مناقصة جديدة، وهو ما عبر عنه خلال الاجتماع الاول، ولم يتراجع عن موقفه في الاجتماع الثاني الذي عقد مساء، ويبدو أن قرار بري لن يتغير، إلا في حال إجراء مشاورات بين الرئيس تمام سلام والرئيس نبيه بري، وهو ما لم يحصل حتى لحظة كتابة هذه السطور.
وفي مقابل طرح بري إلغاء مناقصة “الكوستابرافا”، طرح خلال الجلسة تسوية تقضي بإعادة مناقصة برج حمود ايضاً، وهو طرح يؤيده بقوة وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، لكنه لا يحظى بقبول بقية أعضاء مجلس الادارة.
وتؤكد المعلومات المتوفرة، أن الاتجاه الذي يرجح أن يفوز في النهاية، هو الطلب من إدارة “مجلس الانماء والاعمار” التفاوض مع “شركة الجهاد للبناء” لخفض السعر، والسير بمناقصة برج حمود وفق السعر المقدم من قبل “شركة خوري للمقاولات”، لأن إعادة إطلاق المناقصة سوف يؤدي الى المزيد من التأجيل في ترسية مناقصة إنشاء المطمر الصحي لشهر اضافي على أقل تقدير، في وقت بدأ الموقع في “الكوستابرافا” يستنفد طاقته لجهة التخزين المؤقت لأكثر من الف طن من النفايات تصل إليه يومياً، علماً ان نفس المشكلة تواجه موقع التخزين المؤقت في برج حمود، لكن ليس بنفس الحجم، إذ يمكن لهذا الموقع ان يصمد أمام المزيد من التخزين المؤقت لفترة شهر اضافي.
وكان مجلس الوزراء قد اتخذ قراراً بتاريخ 12 آذار (مارس) 2016 تضمن الموافقة على إنشاء ثلاثة مطامر صحية لمحافظتي بيروت وجبل لبنان ما عدا قضاء جبيل، على أن توزع كمية النفايات بالتساوي بين المطامر الثلاثة، وعلى أن تفصل عقود الكنس والجمع عن عقود الفرز والمعالجة والطمر الصحي، وترك لـ “مجلس الانماء والاعمار” خيار تحديد المناطق الخدماتية (بيروت وكسرون والمتن وبعبدا وعاليه والشوف)، ليتبين لاحقاً ان مجلس بلدية بيروت قد اتخذ قراراً بالخروج من مناقصة الكنس والجمع، وفق استراتيجية تفضي إلى الانسحاب النهائي من الادارة المركزية للنفايات المنزلية الصلبة في العاصمة.
وكان من المقرر ان يعلن “مجلس الانماء والاعمار” أسماء الشركات التي تقدمت إلى مناقصتي الكنس والجمع، امس، لكنه قرر يوم السبت الماضي تأجيل الموعد لغاية 11 تموز (يوليو) المقبل، أي بتأخير يزيد عن 35 يوماً عن الموعد المحدد مسبقاً، أما مناقصة المعالجة، وهي تضم مختلف المناطق بما فيها بيروت، فإن موعد فتح المغلفات التقنية والادارية قد تم تأجيله ايضاً من يوم الإثنين في 4 تموز (يوليو) 2016، لغاية يوم الإثنين في 25 تموز (يوليو) 2016.