يبدو أن ما يواجه السلاحف البحرية من مخاطر لا يقتصر على لبنان فحسب، وإنما يطاول بلدانا كثيرة من دول حوض البحر الأبيض المتوسط إلى البحر الأحمر ودول الخليج، فقد أكد خبراء وناشطون معنيون برصد السلاحف وحمايتها في دولة الكويت يوم أمس الأول، على ضرروة التصدي لما تواجهه هذه الكائنات البحرية من أخطار، خصوصا وأن الشواطىء الكويتية شهدت في الآونة الأخيرة زيادة كبيرة في أعداد قناديل البحر Jellyfish، ما استدعى دق ناقوس الخطر للعمل والحؤول دون اندثار سلاحف البحر وكائنات بحرية أخرى.
وأجمع الخبراء العاملون في حماية البيئة البحرية في الكويت على ضرورة الإسراع في إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الكائنات النادرة التي تعيش وتزور الكويت سنويا، لا سيما منها السلاحف، خصوصا وأنها باتت على شفا الانقراض لأسباب كثيرة، ومنها بشكل خاص تلك المرتبطة بالنشاط الانساني والعمراني، وعدم مراعاة البيئة الطبيعية للسلاحف ما يؤثر سلبا على سائر النظم الايكولوجية البحرية.
وفي هذا المجال، أطلقت الخبيرة والمحامية المتخصصة بشؤون البيئة في مجال مشروع حماية سلاحف الكويت نانسي باباثانسوبويلو تحذيرا من الأخطار التي تتعرض لها السلاحف في البيئة البحرية الكويتية، فضلا عن حماية الجزر والشعاب المرجانية وهي من البيئات المتميزة التي تعتبر عاملا مهما لاستقرارها وتكاثر صغارها.
ولفتت باباثانسوبويلو إلى أن تقارير الرصد الخاصة بحياة السلاحف في الكويت، أظهرت أن تلك الكائنات تزور الجزر والشواطئ الكويتية الجنوبية، لا سيما جزيرتي “قاروه” و”أم المرادم”، نظرا لتمتعها بالحرارة والأجواء المناسبة التي تعينها على الاستقرار والتكاثر، وتقوم بوضع بيوضها على رمال شواطئها الحارة، بحسب صحيفة “القبس”.
الحفاظ على موروث الجزر والسواحل
والمشكلة بحسب باباثانسوبويلو تتمثل في الاعتداءات المستمرة على حياة الجزر والكائنات البحرية التي تساهم بشكل مباشر في تقليل تواجد السلاحف وانقراضها، ولا سيما من بعض السواحل والشواطئ التي كانت تزورها بشكل مستمر على مدى عشرات آلاف السنين، ومن ابرز الاعتداءات ما يطاول الشعاب المرجانية من تدمير، وهي تعتبر مصدرا لنمو غذاء جيد للسلاحف من قبل الزائرين للجزر ورميهم لمراسي القوارب فوق المرجان، إضافة إلى تسرب الزيوت المتكرر، وهذا ما يستدعي التحرك السريع للحفاظ على موروث تلك الجزر والسواحل، من أجل أن تكون محطة مهمة لاستقبال الكائنات، الأمر الذي من شأنه أن يزيد من عملية التنوع البيولوجي المهم للبيئة البحرية.
ومن أهم وأبرز التحديات التي تواجه السلاحف بحسب دراسة استمرت ثماني سنوات هي ما تعتبر مصادر إزعاج بأنواعها من الضوضاء، وإلقاء النفايات، فضلا عن حفر الرمال واشعال الحرائق فيها التي تشكل خطرا حقيقيا على حياتها، ما يستدعي التدخل العاجل لتنفيذ خطط لإنقاذها.
وترى باباثانسوبويلو أنه من خلال هذه التعديات نكون قد تسببنا بانقراض هذا النوع من السلاحف المهددة، وخلق بيئة صاخبة ومنفرة للسلاحف من قبل زوار الجزر في موسم وضع البيض الذي يصادف موسم استمتاع الناس بهذه الجزر، وأشارت إلى أن هناك احتمالا قويا ان تنقرض “السلحفاة الخضراء” Green Turtle بسبب سوء تصرف الناس تجاه هذه البيئة، وعزوف هذه السلاحف العام الماضي عن المجيء إلى جزيرتي “قاروه” و”أم المرادم”.
تجدر الإشارة إلى أن السلاحف الزائرة في الكويت تلد وتتكاثر كل عامين أو ثلاثة، بحسب تقارير الخبراء، حيث تعبر آلاف الأميال قادمة من المحيطات لتستقر على سواحل الشواطئ الجنوبية للجزر التي تتمتع بالشعاب المرجانية والأصداف.