أطلقت بلدية حاصبيا ورشة اعادة ترميم محطة تكرير المياه المبتذلة الواقعة عند الطرف الغربي لبلدة حاصبيا، تمهيدا لإعادة تشغيلها من جديد بعد توقفها عن العمل لفترة ثلاث سنوات، وذلك من ضمن خطة تهدف لرفع التلوث عن مجرى نهر الحاصباني وحمايته من المياه الآسنة وزيبار الزيتون.
وجال رئيس البلدية لبيب الحمرا واعضاء من البلدية، برفقة فريق فني على المحطة، مطلعين على اوضاعها، ومتفقدين اقسامها من مختلف النواحي، ليتبين ان توقفها الطويل انعكس سلبا على معداتها التي لحقت بها الكثير من الأضرار، خصوصا وان كميات كبيرة من المياه المبتذلة تجمدت داخل خزاناتها، وباتت بحاجة لعملية تنظيف، ناهيك عن اصلاح العديد من المعدات، كما انها بحاجة لخط كهربائي على مدار الساعة، وتزويدها بمحول كهربائي.
تقدر كميات المياه الآسنة التي تصب في الحاصباني وحوضه سنويا بحوالي 980000 م3 من المياه المبتذلة، و47000 م3 من زيبار الزيتون، ما يعني ان الحاصباني يعاني من نسبة تلوث كبيرة، في ظل توقف المحطات الناجم عن الأعطال، وعدم تشغيل اخرى بسبب كلفة التشغيل المرتفعة، بحيث تحولت عن مسارها لتصبح مصدر تلوث بيئي كبير في نقاط اقامتها المحاذية للقرى، ليطاول الضرر البيئي لكل منها دائرة يصل قطرها الى حوالي 1,5كلم انطلاقا من موقعها، وذلك لعدة اسباب كما يشير رؤساء البلديات والجهات التي عملت على اقامتها، ومن بينهم المهندس سعيد زاهر المسؤول سابقا في” مؤسسة ميرسي كور”، والذي اشرف على اقامة العديد من هذه المحطات، وقد حدد اسباب تعطيلها على النحو الآتي:
-وقف الصيانة الدورية لهذه المحطات والتي انيطت حسب اتفاق بين الـ (ميرسي كور) والجهات المحلية بالقرى والبلديات بشكل خاص، علما بأن ميرسي كور كانت قد اجرت دورات تدريبية عبر فنيين تابعين لها لموظفين في البلديات، على ان يتابع هؤلاء اعمال الصيانة اليومية، لكن هذه الصيانة توقفت خلال فترة قصيرة والحجة العجز في ميزانيات البلديات، وعدم التمكن من دفع اجور العمال.
-توجه المؤسسة الى النوع الميكانيكي المعقد في اقامة المحطات الجديدة، وهذا النوع كلفة تشغيله مرتفعة، وهو بحاجة الى تيار كهربائي دائم غير متوفر في لبنان كما هو معروف، والبلديات تعجز حتما عن توفير الميزانية المرتفعة للتشغيل بهذه الطريقة.
المهندس زاهر اشار الى ان “محطات التكرير هذه تفاوتت كلفة الواحدة منها ما بين الـ 50 ألف والـ 500 ألف دولار اميركي، وذلك حسب سعتها وقدرتها ،بحيث تجاوز المبلغ المصروف على اقامة المحطات في حاصبيا حدود ال 1،5 مليون دولار، وكانت محطة حاصبيا الأفضل بشهادة فريق فني اميركي قام بالكشف عليها، لكن الإهمال وعدم الصيانة ساهما في تعطلها وبعد فترة قصيرة من تدشينها.
