بهدوء وتواضع ينمان عن الثقة بالذات ويستحضران مداركه الواسعة وخبراته المتراكمة، تحدث الرئيس الفخري لـ “ليو بورنيت الشرق الأوسط وشمال أفريقيا” Leo Burnett H & C ، فريد شهاب لـ greenarea.info عن كتابه الصادر حديثاً بعنوان Of happiness and Ideas بنسختيه الفرنسية والإنجليزية، وهو أكثر من مجرد كتاب، كونه يطل على أفكار خلاقة من شأن تطبيقها أن ينعكس إيجابا على حياتنا كلبنانيين، فهذا الرجل الحالم وأفكاره القابلة للتبرعم والإزهار، يقدم لنا فسحةً من أمل لنلاقي الحاضر والمستقل بثقة، عبر مشاريع أكثر ما نحتاجها الآن، ولا سيما في موضوع المياه، من خلال مشروع اسهم في بلورته، وأُطلِقَ عليه “الذهب الأزرق” BLUE GOLD، بعد كتابه “رهان على ضمير وطن”.
وسيتم الإعلان عن كتابه الجديد ومناقشته في نسخته الإنكليزية في 13 تموز (يوليو) المقبل في الجامعة الأميركية في بيروت على طاولة مستديرة، يشارك فيها: فريد شهاب (المؤلف)، فضلو خوري (رئيس الجامعة الاميركية في بيروت AUB)، رجا طراد (الرئيس التنفيذي لـ “ليو بورنيت مينا (Leoburnett MENA، فؤاد مخزومي (رجل أعمال)، ندى زعرور (رئيسة حزب الخضر اللبناني)، طارق متري (وزير سابق)، ماريان الحويك (مدير تنفيذي في مصرف لبنان) وأليسار كركلا ( مصممة رقصات ومديرة فنية).

المنتدى الوطني المدني

بدايةً، وردا على سؤال حول تأثير كتابه على الناس، أجاب شهاب: “من أنا لأغيّر أو أؤثّر على الناس؟ تأليف هذا الكتاب كان أمرا عظيما إذا لم يغير مضمونه الناس فالأكيد أنه غيرني بطريقة إيجابية. من يؤلف كتابا لا يجب أن يتظاهر بأنه شخص قادر على توجيه الناس أو يمكنه ان يقول لهم ما يجب القيام به، بل على العكس، هو شخص يتقاسم تجربة معينة مع الأفراد الذين يقرأون هذا الكتاب، وإذا اكتسب كل شخص ما يجب اكتسابه من الكتب فيمكن بذلك ان يغير العالم للافضل.”
وأضاف: “إن السبب الذي دفعني إلى تأليف هذا الكتاب متصل بالطبيعة، فقبل سنتين، ألفت كتابا بعنوان “رهان على ضمير وطن” نشر باللغات الثلاث (العربية، الفرنسية والإنكليزية)، وصل هذا الكتاب الى 14،000 قارئ، وكان الغرض الوحيد منه جعل لبنان مكانا أفضل، ونتيجة لذلك أسس 40 رجل اعمال “المنتدى الوطني المدني”، واراد هذا الفريق من الناس العمل على مشروع يتعلق بالمياه أطلقوا عليه اسم BLUE GOLD “الذهب الأزرق”.
وأشار إلى أن “الكتاب تلقى العديد من التعليقات الجيدة، وشجع الناس على إيجاد طرق جديدة تساعد في الحفاظ على مياهنا وتسمح لنا باستخدام هذه الثروة كمصدر أساسي لأنه متوفر بكثرة في لبنان”، ولفت الى أن “150،000 لبناني صوتوا لصالح المشروع (الذهب الأزرق)، ولكن للأسف بدأت الحرب في البلاد، ولم يكن هناك إمكانية للتعامل مع المشروع بشكل جيد”.

مساعدة الاقتصاد اللبناني

وأضاف ردا على سؤال: “على الرغم من أن العديد من الناس توقفوا عن التفكير في مشروع “الذهب الأزرق”، لم أستطع التوقف، واصلت التفكير في طرق جديدة من شأنها أن تسمح لنا بالاستفادة من غنى المياه لدينا في لبنان، ونِصْف كتاب Of happiness and Ideas هو حول هذا المشروع كي يوقظ وينبه الناس المعنيين وتشجيعهم على اتخاذ خطوات للحفاظ على بيئة لبنان، والبدء من جديد من رماد مشروع مثمر وطويل.”
وعن إمكانية إطلاق هذا المشروع الكبير، أشار شهاب إلى أن “العمل على شيء يتطلب المثابرة، و 10 بالمئة من أي مشروع هو الاتيان بفكرة و 90 بالمئة منه هو كيفية تطبيق هذه الفكرة، والناس في حاجة الى دعم كي يتمكنوا من فعل شيء من هذا القبيل، لأنه في هذا البلد يميل الناس دائما إلى ترك أفكارهم عندما يواجهون عقبات، ونحن نهدف إلى زيادة الوعي لدى الناس كي يعرفوا أن المياه التي غالبا ما تضيع هدرا يمكن أن تستخدم لأغراض كبيرة، كما يمكن لهذه المشاريع ان تساعد الاقتصاد اللبناني”.

أفكار مبدعة سعادة أكثر

وفي ما يخص العلاقة التي تربط السعادة والحزن بالأفكار، قال شهاب: “دماغنا هو مفتاح كل شيء، عندما كنا في العصر الحجري أردنا فقط الحصول على الماء والغذاء من أجل البقاء على قيد الحياة، وكنا نعثر على طرق تسمح لنا بمطاردة الحيوانات الضخمة وهي أقوى منا  بـ 10 مرات، وهذا يعني أن أدمغتنا كانت تقوم بالحركات الإبداعية التي تسمح لنا بالشعور بالارتياح والوصول إلى السعادة. أدمغتنا هي السبب وراء سعادتنا كلما كانت لدينا أفكار مبدعة كلما كنا سعداء أكثر، بمعنى أفكار مبدعة سعادة أكثر”.
وأضاف: “بعض الناس الذين يكسبون مبالغ ضخمة من المال، يميلون إلى وقف إنتاج الأفكار والنجاح، ما سيؤدي الى حزن ونقص عندهم. أما البعض الآخر فيكسبون الكثير من المال ولكنهم لا ينفكون يفكرون في طرق مبتكرة للبقاء سعداء. على سبيل المثال، بيل غيتس Bill Gates، فهذا الرجل لم يتوقف يوما عن ادهاش العالم بإبداعه، الأمر نفسه ينطبق على ستيف جوبز Steve Jobs الذي توفي وهو يحاول ابتكار إبداعات جديدة. ومثال آخر تقوم به غوغل Google الشركة التي تسعى لابتكار سيارة ذاتية القيادة وصديقة للبيئة”.
في الختام، قال شهاب “صورة غلاف الكتاب هو رمز الكون، نحن البشر نأتي من النجوم التي تنفجر عندما تتضخم لتخلق جزيئات تسمح ببداية الحياة، الطبيعة ليست ملكا لنا، لذلك من غير المسوح لنا التسبب بالضرر لها، ولا التعامل معها كما نتعامل معها الآن، ونحن نمر على هذه الأرض نعيش نموت ولكن الارض تبقى”.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This