عرضت دراسة علمية حديثة للمخاطر الصحية والبيئية الناجمة عن التعامل اليومي بالعملة الورقية، وهي دراسة حديثة تخطت سابقاتها لجهة تسليط الضوء على ما يعتبر سلوكا يوميا في عادات الناس ومعيشتهم، وتعاملهم في ما بينهم من خلال تبادل العملة الورقية لا سيما أثناء التسوق وتأمين حاجياتهم الضرورية.
أجرى هذه الدراسة الفريدة من نوعها “البنك المركزي الكندي”، وتأكد من خلالها أن العملة الورقية ملوثة للبيئة بدرجة كبيرة، ومن أبلغ النتائج التي خلصت إليها الدراسة هو ان التلوث الناجم عن دورة حياة عملات ورقية بقيمة ثلاثمئة مليار يورو يعادل التلوث الناجم عن سيارة تلف العالم تسعمئة الف ومئتين وخمس وثلاثين مرة.
يعتبر التبادل التجاري والتداول بالعملات الورقية من جميع الفئات والاعمار بمختلف مجالات العمل وفي كافة الظروف، من أهم مسببات الامراض البكتيرية والفيروسية، بحيث تنتقل العملة الورقية من أيدي الأشخاص المرضى إلى الأيدي السليمة فتنقل لها العدوى، وثبت – كما هو معروف – أن ثمة الكثير من الامراض والاوبئة انتشرت من خلال العملات الورقية.
تجدر الإشارة إلى أن العملة الورقية لها عمر افتراضي، ولذلك تتهالك سريعا، فضلا عن الكثير من العملات المندثرة والتي لا تحتسب أو تستخدم في العمليات التجارية نتيجة تهالكها، بالاضافة إلى ارتفاع تكلفة الورق المستخدم في صناعة العملة الورقية، إضافة إلى تكلفة التقنيات التي تستخدم لمنع التزوير والتقليد.

العملة المعدنية والبلاستيكية

وثمة اتجاه الآن لتعميم استخدام العملات المعدنية، بالرغم من أنها ذات تكلفة باهظة، ولكن هناك ابحاثا تؤكد أن العملات المعدنية قد تتسبب في ازدياد ظاهرة الاحتباس الحراري من خلال دورة تصنيعها.
أما في ما خلص إليه “البنك المركزي الكندي” فإن العملات البلاستيكية هي الحل الأمثل، وهي “عملة المستقبل، وذلك لانخفاض تكلفة إنتاجها ولأنها لا تلوث البيئة ولطول عمرها الافتراضي”.
والمعروف أنه العملات النقدية البلاستيكية استخدمت في نيوزيلاند وغينيا ورومانيا وفيتنام وكندا وموريشيوس، فضلا عن أستراليا وفيجي، وأثبتت نجاحها في كافة الدول، كما أن مميزاتها أهم بكثير من أوراق البنكنوت.
وهذا ما نقلته “جريدة التمويل والتنمية” الصادرة عن صندوق النقد الدولي، وتصريحات بينغ وانغ المسؤول عن معظم تعاملات الصندوق، والذي أكد مرارا أن العملة البلاستيكية هي الحل.

الحفاظ على البيئة

أما عن انتهاء صلاحية العملة أو انتهاء دورة عمرها المفترض أو اذا اصبحت بالية، فيتم إتلافها عن طريق دفنها بمطامر خاصة للنفايات، ذلك بالنسبة للورقية اما عن البلاستيكية فيتم طحنها واعادرة تدويرها مرة جديدة لتعود صالحة للاستخدام.
كما أن كثيرا من البلدان التي الموقعة على اتفاقيات الحفاظ على البيئة وإنقاذها من ظاهرة الاحتباس الحراري، تؤيد استخدام العملات البلاستيكية لقلة الملوثات الناجمة عنها ومردورها الأقل ضررا على البيئة.
وكانت أستراليا اول دولة استخدمت العملة البلاستيكية عام 1988، ومن ثم تم تطبيق التداول بالعملات البلاستيكية في مطلع عام 2011 بدولة كندا، وأجرت هذه الأخيرة تجربة كاملة فريدة من نوعها للعملات البلاستيكية بدءا من صناعتها للتداول حتى إتلافها.
وبحسب وانغ، فإن “استخدام العملة البلاستيكية قلل من الاحتباس الحراري بنسبة 38 بالمئة، فضلا عن توفير لمصادر الطاقة بنسبة 22 بالمئة خلافا للعملة الورقية، كما أن عمر العملة البلاستيكية يزيد الضعف عن العملة الورقية”.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This