كتيرا ما نسمع هذه الايام عن “البهاق”، وهو مرض جلدي يتصف بكثير من البقع البيضاء على الجلد، خصوصا بعد أن تبين لذوي الاختصاص ان نسبة ازدياد هذا المرض لا تعود لعوامل صحية فحسب، وإنما للتوتر النفسي الذي يضاعفه ويزيد من الخلل في المناعة الذاتية، والتي من المحتمل ان تزيد من التهاب في المفاصل، فهل من علاجات متطورة للحد من تداعيات البهاق؟
لمحة عن المرض وانتشاره في العالم
تصل نسبة الإصابة بالبهاق حول العالم إلى ما بين 1 و 2 بالمئة من سكان الكرة الأرضية، ويبدأ المرض في 50 بالمئة من الحالات قبل سن الـ 20 عاماً، وفي ثلث من إجمالي الحالات توجد إصابة عند أكثر من فرد في العائلة الواحدة، حيث إن المسبب الحقيقي للبهاق لم يعرف بعد، إلا أن اجتماع عناصر هامة مثل العناصر المناعية والوراثية والعصبية، قد يكون وراء معظم الحالات بشكل قوي.
بعض المصابين ربطوا بدء ملاحظتهم للمرض بمشكلة نفسية أو عاطفية مروا بها، كما يحدث المرض بعد موت عزيز أو وقوع طلاق، أو حادث مأسوي وغير ذلك من الفواجع الإنسانية، والجدير ذكره ان مسبب البهاق غير معروف، لكن الأطباء والباحثين لهم عدة نظريات مختلفة، إذ ان إحدى النظريات تقول أن الأفراد المصابين طوروا أضدادا تحطم الخلايا القتامينية في أجسامهم. وتقول نظرية أخرى أن الخلايا القتامينية تدمر نفسها بنفسها. وأخيراً، ذكرت بعض التقارير الطبية أن حالات كحروق الشمس أو الأزمات العاطفية تسبب البهاق، لكن لم تثبت صحة هذه التقارير من ناحية علمية.
يونس: الوقاية تحد من ارتفاعه
في هذا السياق تحدث الاخصائي في الامراض الجلدية الدكتور كارلوس يونس لـ greenarea.info، فقال: “ان البهاق مرض صبغي مكتسب ينتج عن تحطم الخلايا الملونة المسؤولة عن انتاج صبغة الميلانين التي تعطي اللون للجلد، وينتشر المرض في جميع انحاء العالم بنسبة 1 بالمئة، ولا فرق بين الذكور والاناث في الاصابة، واغلب الحالات تصيب الاشخاص الذين يتراوح اعمارهم بين 10 و30 سنة، ويظهر المرض على شكل بقع بيضاء وقد تزداد بفعل تعرّض المصاب للعديد من الضغوطات النفسية، وايضا المشاكل العاطفية والغدة الدرقية، عدا التعرض للحروق الناتجة عن أشعة الشمس القوية”.
وتابع الدكتور يونس: “لا من جديد في البهاق لجهة ازدياد نسبة الاصابة به، وحتى في علاجه لم يحدث اي تطور سوى عن طريق الاشعة البنفسجية والكورتيزون، واستخدام واقيات للشمس وكريمات الكورتيزون الموضعي”.
حلو: علاج متطور يقضي عليه
أما الاخصائية في الامراض الجلدية الدكتور جوزيان حلو فتحدثت لـ greenarea.info عن علاج حديث يقضي سريعا على البهاق، فقالت: “ان الاصابات بالبهاق لا بأس بها في لبنان، ومنذ اربع سنوات عملت طريقة علاجية على الليزر عن طريق اوكسيد الكربون تقضي على البقع البيضاء في الجلد في حال ظهورها، وذلك منذ حوالي السنة، وهذه الطريقة العلاجية المتطورة معترف بها في المجلة العلمية الدولية”.
الجميّل: تجنب اشعة الشمس الحارقة
وأوضح الاخصائي في امراض العظم الدكتور بيار الجميل لـ greenarea.info أنه “اذا كثر الكلام اليوم عن مرض البهاق فلأنه يظهر كتيرا في فصل الصيف نتيجة التعرض للشمس الحارقة بشكل متواصل، ولذلك ننصح بتجنب قدر المستطاع أشعة الشمس القوية، خصوصا عند فترة الظهيرة”. وقال: “أما بالنسبة للعلاجات، فإن علاج البهاق شبيه بعلاج التهاب المفاصل المعتمد في اكثر الاحيان، الى الكورتيزون، ولكن من غير الصحيح ان البهاق يؤدي الى التهاب في المفاصل، انما التعرض للاجهاد النفسي بشكل متواصل قد يزيد من ارتفاع نسبة مرض البهاق”.
حبيس: علاج لتحسين الخلايا المريضة
من جهة اخرى، اعتبر الاخصائي في امراض المفاصل الدكتور انطوان حبيس أن هناك علاقة بين ازدياد البهاق والضغوطات النفسية، وقال لـ greenarea.info: “ان البهاق مرتبط بالتوتر النفسي نظرا للامور الضاغطة التي نعيشها اليوم، الا ان هذا المرض ليس خطيرا بحد ذاته، ولكن معالجتنا كأطباء في امراض المفاصل تقف في حال تطور البهاق ولم تتم معالجته الى حدّ الإصابة بالتهاب المفاصل، وهناك علاجات عدة، منها البيولوجية لتحسين وضعية الخلايا المريضة التي تزيد من انتشار البقع البيضاء في الجلد”.
باسيم: لا علاقة للبهاق بالتهاب المفاصل
من جهة اخرى، شدد الاخصائي في أمراض العظم الدكتور يوسف باسيم لـ greenarea.info على أن “لا علاقة للالتهاب المفاصل بتزايد مرض البهاق، لان العلاج يبدأ عند الاخصائي في الجلد الذي عليه ان يقوم بالتشخيص الدقيق رغم ان له علاقة في الخلل بالمناعة الذاتية التي تزيد من احتمال التهاب المفاصل في الوقت نفسه”. وقال: “لكن اذا اتخذت العلاجات المناسبة مسبقا فلا تؤدي الى التهاب المفاصل، ونعالج كاطباء في امراض العظم التداعيات الصحية للحد من الاثار السلبية على صحة العظام، كتغيير مفصل الركبة أو غيره، من هنا نشدد على اهمية الوقاية ومعرفة اختيار الطبيب المناسب، اي من ذوي الاختصاص لكي يحصل المريض على العلاج المناسب الفعال”.
