يقظان التقي – المستقبل

إنه أول معرض في لبنان عن الفن والايكولوجيا… ويعكس اهتمام اللبنانيين البيئية والإيكولوجيّة وهي مسؤولية الانسان قبل أي شيء آخر. وما يحصل من تغيير مناخي يعود الى عدة انتهاكات وعدم التزام الانسان المعنوي والأخلاقي والوعي المتكامل لأهمية الحفاظ على العقد الطبيعي وتبديل الكثير من سلوكياته وطرائق تعاطيه وعدم وتحمّل مسؤولياته ازاء ما يحصل من عقد استهلاكي كامل لعناصر الطبيعة المادية والمعنوية والأخلاقية.

«النشرة الجوية الآن، الفن والايكولوجيا في وقت متأزم»، عنوان المعرض الذي يقام في «متحف سرسق»، الاشرفية بيروت بمشاركة 17 فناناً لبنانياً وعربياً ودولياً، يحاول ان يضيء عبر الرسم والتجهيز والصورة والفيديو الرقمي والطوابع على المسؤولية المشتركة والحاجة الى تلك الارادة للحفاظ على الايكولوجيا والثروات الطبيعية كمتطلبات انسانية مشتركة.

معرض استثنائي يؤدي الى مقاربة فنية أخرى، الى القانون الطبيعي بدل القانون الجامد او الرخو الذي يستهلل منه الانسان ثروات الارض من دون اي معيارية اخلاقية والنتيجة عدم الربط بين «الأنا» و»النحن»، التضحية بالمصلحة العامة لصالح المصلحة الخاصة.

«الأعمال المعروضة تخدم رسالة تصب في خدمة المضمون الجديد الذي يلتقي في اطار المسؤولية والمعيارية، وربما العودة الى الطرح ما قبل الكلاسيكي اي الى العقد الطبيعي الاجتماعي مع هوسبس، ولا يمكن تحت عنوان حب الذات والصراع على الثروة والسلطة تخاض هكذا حرب، حرب الكل على الكل، وتلك الابادة الايكولوجية لخدمة افراد وشركات، بل خدمة الانسان والضحية هي معاناة المواطن العالمي اليوم من التصحّر والاحتباس الحراري والنشرة الجوية المأزومة والعالم البيئي في مأزق.

[ التغيّرات المناخية

الأعمال المعروضة مرتبطة بالمضامين التي تعالج مواضيع تتعلق بالمتغيرات المناخية وغياب الادارية العالمية لمسائل تهدد بانقراض سلالات حيوانية ونباتية ويتسبب بعالم من «الدموع» في تجهيز فني وآخر/وبفراغ ايكولوجي في مناطق عديدة تتعرض لاستنزاف موادها النفطية والمعدنية والترابية والمائية لا يطرح تحديات كبيرة. لأن كل ما يجري في العصر الاستهلاكي، أو الغضب الفوري والثقافة الصناعية من أجل الثروة والسلطة كل ما يجري يخترق حقوق الطبيعة وحقوق الانسان والملكيات والمشتركات الانسانية وبمعايير استهلاكية يتم تطورها.

معرض يحمل الكثير من الصمت التأملي ازاء رأسمالية مادية تأكل نفسها وهذيانات تدمر الطبيعة لتحقيق مداخيل ولصناعة الربح في حين صناعة الربح تكمن في خلق القيم الانسانية وليس تدميرها.

[ الفن والإيكولوجيا

المعرض يطرح اشكالية الفن والايكولوجيا في اطار تلك المسؤولية في اطار احترام التوازن من الطبيعة والترابط بين الأزمات والسرديات الفنية في أعمال تظهر عمليات تخريب في صناعة النفط، وتدمير التراث الاثري، وتبديل تكنولوجيات وأساليب بحث وسحب فني نقدي لمفهوم السيادة في اطار المسؤولية والمعيارية ازاء المضامين التي تعالجها الأعمال وتلك الفجوات بين الانفتاح في العلاقات الدولية والمالية والصناعية والرسامين والانتحار الذي يحصل بحق الطبيعة والفراغ الكبير الذي لا يعبّئه احد الى الآن، ما عدا دور الفن في الاضاءة على كل التحولات وكجزء من تخريب فني لاضفاء شرعية فنية وضاغطة مناهضة سلوكيات لا تحترم الحق الدولي الاقتصادي في بنية نظيفة وبفصول الفنون في مقاربة هذه المسألة لعواقب خطرة للتغير المناخي ومسبباته واثاره التي بات من الصعب التعامل معها مستقبلاً.

هندسة عرض حقبة تجريبية تجمع ما بين المنهجية والجمالية والخيال والتمرد من أعمال ذات معنى تشكل في مجموعها فعلا ثقافياً وبني على تجهيز افكار لرواية القص الايكولوجي وفي فترة تستحضر ورشاً فنية متواصلة وأحيانا غير متواصلة ومقاربات مفتوحة لادراك طبيعة الفضاء الهندسي الذي نفقده من خلال الأعمال وتنوع اشكالها وحالاتها وترميزها الفني والصوري وتصاميمها وتصوراتها.

كل ذلك لايقاظ الرغبة لمنظور نقدي مديني واثارة احاسيس مركبة من خلال مواد عرض مختلفة وبطريقة وسينوغرافيا عرض لتلك المشاريع وحالتها الحاضرة من حالات العرض المفتوحة على تفاصيل متجاورة، لا تلبث ان تقترب من خلال دلالاتها لبيئة من صراعها مع البقاء.

نشرة جوية تعالج مسائل ملحة على ارتباط بتغيير المناخ ووقوع كارثة إيكولوجية في المستقبل، وتأثير ذلك على اللحظة الراهنة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وأخلاقياً فيما يتحول البشر من عملاء بيولوجيين إلى عملاء يولدون في بيتهم المباشرة إلى عملاء جيولوجيين يؤثرون في أنماط الأرصاد الجوية والتنوّع البيولوجي في الكرة الأرضية.

لذلك ثمة حاجة إلى أسلوب جديد لفهم بصمة الإنسان على الكرة الأرضية بما يشمله مصطلح «إيكولوجيا»، أي القوى الاقتصادية والاجتماعية والتاريخية والبشرية التي تطبع علاقات الإنسان مع الكرة الأرضية.

[ 17 فناناً

المعرض يتضمن أعمالاً من توقيع 17 فناناً محلياً ودولياً تقدم نماذج عن التحديات والفرص التي تترافق مع تنظيم المعارض بطريقة مستدامة وشفافة.

نشرة جوية عبر عشرات الأعمال والمحركة لتوازنات الطبيعة والكوكب الأرضي المستهلك، هذا المكان الذي تحول إلى جمال غريب، متوحش، نهباً لإنسان صناعي معاصر في استغلاله الوحشي لكرة أرضية وفرت له مكاناً يعيش فيه صحيًّا، طبيعيًّا وآمنًا، له وللحيوان والنبات على اليابسة، وفي البحار، وفي الجو. والنتيجة تحولات سلبية مناخية منزلقة أكثر وأكثر إلى صنع كوارث كبرى وأخطار تحاصر الإنسان بركائزه البيولوجية.

والأعمال تحمل هذا الكلام عن الزمن المأزوم في أعمال تحمل الكثير من الأناقة والذوق والحرفة المضيئة وروح المغامرة في عالم يميل إلى منطق القوى الملوثة على حساب القوى الحية من بشرية وحيوانية ونباتية ومن حجارة أثرية ولؤلؤ بحري، ومكعبات تجمعات معمارية كأنها تبغي التعبير عن واقعية وثائقية، حالة الضيق القصوى في واقع سكني من تراكمات غير صحية بالنسبة إلى توازن الناس المادي.

القيمتان على المعرض ناتاشا تيريسين ياشليه ونورا رازيان.

والفنانون المشاركون: مروه أرسانيوس بالتعاون مع سامر فرنجية، سامي بلوجي، أوسولا بيجان وباولو تافاريس، ديزان اريث، جوانا حاجي توما وخليل جريج، إمري هونير، جيسكا خرزيك، أدريان لحود، إيمريك لوسي، نيكولاس مانغان، صافية المرية، بيدرو نينفيس ماركيز، كلير ميتيكوست، منيرة القديري، مروان رشماوي وناتاشا صورهاغيغيان.

والمعرض بالشراكة مع الجامعة الأميركية في بيروت والسفارتين الفرنسية والسويسرية في لبنان.

ـ سامي بلوجي (الكونغو) يقدم صوراً أربع لمناظر مناجم مفتوحة تغمرها المياه وعمال بحجم النمل في سلسلة فوتوغرافية لمنطقة المناجم في كوليز كلير بيتيكوست (بالتيمور الولايات المتحدة الأميركية أمورفاتي 2016، إنتاج متحف سرسق، عبارة لاتينية تترجم و»حب القدر» والعيش ملء الحياة في مواجهة تأثرات عالمية لتغير المناخ والصورة السهلة «Cyclobalis» متجرة كان تستوطن البحر الدافئ المسمى حالياً لبنان.

ـ ماركو سيلمان (يوغوسلافيا)، منظومة 67، تركيب صوتي مكاني عن التصدعات التكتونية الايكولوجية.

ـ مروان رشماوي (لبنان)، أربع منحوتات مكعبات متجانسة مؤلّفة من مواد فضلات يومية أعيد تدويرها، والعمل يحمل عنوان «هدر» بالإشارة إلى ثقافة الاستهلاك المعاصرة.

ـ صافية المرية (الولايات المتحدة): الحوت، تحية مؤثرة إلى الحوت الأحدب العربي.

ـ رانية غصن (لبنان): ترسم رقعة الشطرنج الكبرى لمضيق هرمز ما بعد النفط.

ـ نيكولاس مانغان (أستراليا): أضواء قديمة، تركيب فيديو من قناتين ويكتشف علاقة البشرية التاريخية والثقافية والاقتصادية مع الشمس كمصدر للطاقة الفيزيائية.

ـ أدريان لحود (لبنان): شكل الكسوف 2016، إنتاج مشترك مع متحف سرسق، حركة الهياء الجوي الانتروبوجيني.

ـ منيرة القديري (داكار): للؤلؤ والنفط لون واحد.

ـ مروة أرسانيوس مع سامر سعادة: غرفة القراءة 2016، يجمع العمل مصنفات تاريخية مدخلاً للتفكير في اللحظة العالمية الراهنة وجذورها التاريخية والسياسية ويطرح أسئلة الإرث العالمي المعاصر لمشاريع الماضي السياسية.

ـ جسيكا خزريك أوناري شهود الزور (بغداد): تطرح مسألة الاتجار بالنفايات السامة التي أدخلت إلى لبنان من إيطاليا بطريقة غير مشروعة العام 1987 وحيث طمر بعضها جزئياً وعنونت عملها بـ»النفايات تأكل تاريخهم».

ـ أورسولا بيمان وباولو تافاريس (سويسرا زيوريخ): قانون الغاب 2014، وحدود النماذج المالية للقانون الدولي عند النظر في التأثيرات المتصادمة لتغير المناخ.

ـ أمري هونير: اسطنبول تركيا، حمراء 2005، مطبوعتان صغيرتان، موجودتان في مكان مجهول، إنما مألوف، رواية عن مستقبل محتمل.

معرض كبير لأول مرة في لبنان بحجم المشاركة اللبنانية والعربية والدولية، ويدور حول تيمية واحدة وهنا وجه الخطورة، الموضوع يطغى في صالات العرض الجديدة المفتوحة في متحف سرسق اعتباراً من مساء اليوم وإلى 24 تشرين الأول المقبل. ووجه الخطورة أن الموضوع يقدم على تلك التيمية الواحدة الالتزام، معارضة انتهاكات البيئة، التمرد على السلوكيات السائدة، الثورة، الرفض، الأعمال واللوحات والتجهيز والطوابع والأبحاث أعمال مهمة تعكس صورة فانتازية عن موضوع التصحر والاحتباس الحراري ووجه الخطورة أن لا يطغى الموضوع على الفن ويحتاج المعرض إلى تأمل في سياق فني صعب على التجريب، ويحتاج إلى رهافة بالغة لتخيل تلك الصورة الملحمية التي تهدد مستقبل البيئة والإنسان

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This