طائر بحري يعشش في لبنان، فقط على صخور محمية جزر النخل حيث وصل العدد إلى نحو 100 زوج مع بداية القرن الحالي، بينما كان العدد لا يتخطى الـ 60 زوجاً في أواسط القرن الماضي. يتغذى على كل شيء حتى النفايات التي ترمى في البحر عن طريق المكبات الملاصقة للبحر، أو من خلال مجارير الصرف الصحي التي بدأت تقل في بلدان البحر المتوسط ما عدا في لبنان حيث هي في ازدياد.
هذه النفايات المنزلية تلفظها التيارات البحرية على شواطئ جزر محمية جزر النخل الطبيعية، حيث تقع الأخيرة على خط مسارات التيارات البحرية. وتشكل هذه النفايات غذاء جيدا للنورس الأصفر الأرجل الذي يتناولها بنهم فتكون النتيجة بحبوحة عيش للنوارس التي تعشش في فصل الربيع على صخور المحمية.
هذه البحبوحة تترجم بتكاثر مفرط للنوارس التي زاد عددها حديثاً ليصل إلى 150 زوجاً في الخمس سنوات الأخيرة.
كنا نتوقع ألا تتسع الصخور للمزيد من الأعشاش، ولكن ما حصل كان مفاجأة للعلم، فلقد تأقلمت هذه الطيور مع طبيعة الحال فوضع الفائض منها بيضه في أماكن لم يكن يعشش فيها سابقاً، أي على الرمال بين النباتات بعد ان استنفدت مساحات الصخور.
طبعاً هذا الوضع يعتبر إخلالاً بالتوازن الإيكولوجي لما له من تأثير على البيئة البحرية والطيور الأخرى، حيث غادر “النورس الأودويني” صاحب البنية الضعيفة مقارنة بالنورس الأصفر الأرجل ولم يعد يعشش على الجزر نتيجة التنافس على مواقع التعشيش.
ويبقى الحل واضحاً، وهو تخفيف النفايات فيقل عدد النوارس ويعود النورس الأودويني المهدد بخطر الانقراض العالمي.
]تصوير: د. غسان رمضان الجرادي[