تصدرت قضية تلوث الليطاني اهتمامات المسؤولين في اليومين الماضيين، وتسارعت التطورات على المستوى الشعبي، فيما تحركت النيابة العامة البيئية وادعت على بعض البلديات، وكثف رؤساء البلديات اتصالاتهم، وأطلقت حملات جديدة، فيما أكدت الفحوصات المخبرية لعينات من مياه النهر أن التلوث بلغ ثمانين ضعفا فوق الحد المقبول، ومن نتائج الكارثة البيئية، توقف ضخ المياه من قبل “مصلحة مياه جبل عامل” باتجاه مشروع الطيبة وتوقف تزويد الكثير من قرى بنت جبيل، نتيجة الوحول التي عطلت المضخات.

وأكد ناشطون لـ greenarea.info أن “هناك ضغوطا سياسية تمارس الآن، ذلك أن أصحاب المرامل اشخاص وهميون وثمة قوى نافذة تستثمر المرامل”.

وتم شكيل لجنة وزارية في جلسة مجلس الوزراء اليوم لمتابعة موضوع التلوث في نهر الليطاني، ففي حين اعتبر ناشطون أن هذه الخطوة تشكل خطوة مهمة لمعالجة هذه القضية، رأى آخرون أنها لن تكون أكثر من خطوة الهدف منها امتصاص واحتواء نقمة الأهالي.

الحملة الوطنية لانقاذ الليطاني

وفي سياق متابعتنا لآخر التطورات، أشار منسق “الحملة الوطنية لانقاذ الليطاني” حسن عز الدين لـ greenarea.info  الى اتصال هاتفي جرى بينه وبين المدعي العام البيئي القاضي نديم الناشف، لافتا إلى أن الناشف “أكد أنه يتابع مع البلديات التي يشملها نطاق مسؤولياته ملف الصرف الصحي”، وأشار إلى ان “بلدية دير ميماس اكدت أن لديها محطة تكرير، وسيصار إلى إيفاد خبير من قبل القضاء لفحص المياه المكررة عبر المحطة والتي تتسرب الى النهر، اما بالنسبة لبلدية القليعة فقد تعهدت بإيجاد حل خلال شهر ونصف الشهر”.

وأضاف عزالدين أن “رئيس بلدية دبين رفض الحضور فادعى عليه عند قاضي التحقيق الاول، كما انه سيتم الادعاء على كل من بلديتي سحمر ويحمر في حال لم تقدما على اتخاذ خطوة ايجابية لايجاد حل ووقف التعديات على النهر”.

زوطر الشرقية… نتيجة فحص المياه كارثية

وفي اتصال هاتفي مع المهندس وسيم اسماعيل رئيس بلدية زوطر الشرقية، أكد لـ greenarea.info أن “البلدية ومنذ تسلم مهامها تولي هذا الموضوع اهتماما، وكانت لنا جولة ميدانية على النهر كأولوية ملحة، قمنا بعدها باختبار أولي لعينات من المياه، لكن لم تتمكن ماكينة الفحص قراءة النتيجة لكثرة الشوائب، فتقدمنا بشكوى خطية للمحافظ بعد عدة شكاوى شفهية، وأرسل المحافظ على خلفية الشكوى دورية من قوى الأمن الداخلي قامت بجولة معنا في النهر، واطلقنا صرخة عبر وسائل الاعلام لمعالجة الواقع القائم”.

وأشار اسماعيل إلى “اننا واصلنا تحركنا واخذنا عينة ثانية بعد إقفال المرامل وكانت النتيجة كارثية، إذ تبين أن نسبة التلوث التي من المفترض ان تكون تحت 1 في كل 100 ملل، تبين انها فوق الـ 80، وهذه العينات أخذت من نهر زوطر”، وقال: “بعدها كثفنا جولاتنا وحددنا اماكن الصرف الصحي التي تصب في النهر، وتبين لنا أن التلوث طاول النظم البيولوجية”.

ولفت إلى أن “مصادر التلوث عديدة، بعضها يؤثر على المياه الجوفية والنهر، كبقايا المزارع والمصانع، خصوصا مصانع الالبان والاجبان بعد بحيرة القرعون، فضلا عن المرامل التي ترمي بقايا اتربتها في النهر، كذلك الامر بالنسبة للصرف الصحي والناس ايضا يساهمون بتلويث النهر”.

 

 

بدنا نحاسب تطلق الحملة الوطنية من اجل حماية الليطاني

الناشطة في حملة “بدنا نحاسب” و”الحملة الوطنية من اجل حماية الليطاني” نعمت بدر الدين أكدت لـ greenarea.info أن الحملة انطلقت بمبادرة من مجموعة ناشطين بينهم علي رمضان، وجيه شميساني، هاني فياض وغيرهم”، وقالت: “نسعى الآن للتواصل مع البلديات والناشطين البيئيين المهتمين والخبراء والمتضررين والاهالي، بهدف اطلاق صرخة تتخطى النطاق الاعلامي الى الميداني، كما اننا بصدد اعلان لائحة تحدد المسؤوليات بشكل مباشر وتسجل فيها المخالفات كاملة، من منبع النهر الى مصبه، تتضمن اللائحة المرامل والبلديات المخالفة، الدباغات، معامل الألبان والأجبان، المعامل التي ترمي النفايات الصناعية في النهر وكل الملوثات”.

واضافت بدر الدين: “اننا كحملة سنحمل المسؤولية لوزارة البيئة ووزارة الاشغال والقضاء اللبناني، خصوصا وأننا علمنا أن بعض القرارات القضائية صدرت ولم تنفذ تحت وطأة الضغوطات السياسية”، ولفنن إلى “سنتقدم بدعاوى ضد الملوثين جميعا، وسنتواصل مع البلديات لنشكل خط دفاع في تحرك ميداني، وسنعقد اجتماعات أولية مع جميع الاطراف لنوضح ان وقف التلوث ليس بحاجة لـ 880 مليون دولار، انما هو بحاجة بالدرجة الاولى الى قرارات قضائية ووعي وضغط شعبي قبل البدء بالمعالجة”.

بلدية شحور

رئيس بلدية شحور كامل الخليل كشف لـ greenarea.info عن سلسلة رسائل واتصالات كان قد ارسلها الى مسؤولين ومعنيين من نواب ووزراء وشخصيات سياسية، وقال: “لاحظنا ان هناك تجاوبا مبدئيا، ونأمل بتعاون اكبر مع الجهات المعنية، لأن امكانياتنا كبلديات محدودة”، واشار الخليل إلى أنه “يستحسن الآن عدم اللجوء إلى عمل تصعيدي على الارض ولا أجده الخيار الافضل حاليا، كون هناك جهات معنية انتخبناها عليها رفع هذا الظلم والقهر، دون أن نغفل أرزاق الناس وصحتهم وبيئتهم”.

وتساءل: “كيف لا نستطيع حماية مياهنا من الملوثين بينما استطعنا حمايتها من اسرائيل؟”، وقال: “لذلك نحن نعلق آمالنا على المسؤولين”، وأشار الخليل إلى بيان اصدرته البلدية بعد ظهور عوارض صحية عدة على مواطنين سبحوا في النهر، حذرت بموجبه الاهالي  وطلبت منهم منع اولادهم من السباحة في النهر ريثما نبدأ بمعالجة التلوث، كما وعدنا المسؤولون”، وختم موضحا “اهمية الليطاني بالنسبة الى لبنان والاهالي، وضرورة المحافظة عليه والتعاون لرفع هذا الاحتكار الذي كان ضحيته هذا النهر، وبالتالي صحة المواطنين ومصالحهم وأرزاقهم”.

تحرك أصحاب المنتزهات

وأشار أصحاب المتنزهات في طرفلسيه وصير الغربية اجتماعا في بيان، إلى “ما سببته المرامل من تلوث هدد 2500 عامل في 200 متنزه، وشلت الحركة التجارية في مئات المحال المنتشرة في القرى المحاذية لمجرى النهر، وجعلت رواد تلك المتنزهات الذين يعدون بمئات الآلاف قابعين في منازلهم لأنهم لا يملكون القدرة المالية للتوجة إلى المنتجعات السياحية”.

وقال رئيس لجنة المنشآت السياحية الواقعة على مجرى الليطاني في منطقة طرفلسيه حسين عياد: “منذ عشرة أيام، قمنا بحملة اعلامية وأجرينا اتصالات واسعة، وتبين لنا أن اصحاب المرامل لديهم غطاء ودعم ويستمرون في جريمتهم بحق الطبيعة وأرزاق الناس”.

وأكد عياد لـ greenarea.info أنه إزاء “الواقع القائم، قررنا كخطوة اولى التجمع سلميا من دون قطع الطريق على جانبي (جسر 6 شباط)، عند العاشرة من قبل ظهر الاثنين المقبل، في طرفلسيه – الزرارية”.

اتحاد بلديات صور

وطالب رئيس اتحاد بلديات صور عبد المحسن الحسيني “بحل مشكلة تلوث الليطاني”، متمنيا على “المسؤولين الاهتمام بهموم المواطنين”، وقال: “لن نسكت بعد اليوم عن أي اهمال متعمد”.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This