نجلة حمود – السفير
يواصل عدد من بلديات عكار حرق النفايات في المكبّات العشوائية ضاربين عرض الحائط كل القرارات الصادرة عن وزارتي الداخلية والصحة التي حظّرت من ذلك لما لهذه الطريقة من تأثير سلبي على صحة المواطنين.
هذا الواقع يشير إلى أن تحذيرات وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور للبلديات من اللجوء إلى الحرق في التخلص من النفايات، وقراره بإحالة المخالفين إلى النيابة العامة التمييزية، لم ينعكس انفراجا في الحد من انتشار هذه الظاهرة خصوصا خلال فصل الصيف، وما يرافقه من أخطار في حال إشعال النار في المكبات العشوائية.
وبرغم ارتفاع أعداد المكبات العشوائية التي بلغت نحو 60 مكبا في مختلف بلدات محافظة عكار، وتزايد حالات الحرق، إلا أنه لم تسجل ولا إحالة واحدة إلى النيابة العامة التمييزية، لتبقى بذلك قرارات وزارتي الصحة العامة والداخلية مجرد حبر على ورق، علما أن كل تقارير وزارات الصحة والداخلية والبيئة تؤكد أن حرق النفايات يسبب أضرارا صحية كبيرة وأمراضا خطيرة لاسيما المستعصية منها.
ويعد مكب بلدة ببنين ـ الريحانية نموذجا سيئا عن واقع المكبات العشوائية في عكار التي تستبيح الغابات وتلحق أضرارا جسيمة بالثروة البيئية والزراعية والأهالي القاطنين بجوارها.
واللافت للانتباه في الأمر أنه بالرغم من طلب المحافظ لبكي الى القوى الأمنية الكشف على المكبات وتحديد الضرر الناتج عنها، واتخاذ قرارات فورية لإغلاقه متسلحا بقرار وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الذي طالب فيه البلديات بمنع حرق النفايات، لكن لا ترجمة عملية على الأرض إذ تم الاكتفاء في إعداد التقارير التي تحفظ في الأدراج.
ويلف الدخان الأسود الناتج عن المكب الضخم الواقع في خراج بلدة ببنين كامل المنطقة الجبلية في منطقة الريحانية ـ ببنين، جديدة القيطع، بيت الحوش.. باعثا الروائح الكريهة التي تحول دون تمكن الأهالي من النوم ليلا.
ويطالب الأهالي الذين نفذوا اعتصاما رمزيا في البلدة، بايجاد حلول سريعة لأزمة المكبّ المجاور للمنازل، لافتين النظر إلى أن الروائح غير مقبولة ولا نستطيع النوم ليلا كما يعاني أطفالنا من الأمراض والحساسية والربو.
وأشاروا إلى إن البلديات المجاورة وتحديدا بلديتي ببنين وبحنين تتملصان من مسؤوليتهما، بحيث يتم تقاذف التهم بين بعضهم البعض، وكل بلدية تؤكد أننا لسنا ضمن نطاقها الجغرافي، بالرغم من أننا تابعين عقاريا لبلدية ببنين، فأين البلدية مما يجري؟
وهدد المواطنون باعتراض شاحنات نقل النفايات واحتجازها، «لأن أطفالنا يموتون من الأمراض في الوقت الذي ينعم فيه النواب والمسؤولين بالاستجمام في منتجعات بيروت، مؤكدين أن أمام البلديات المسؤولة مهلة 48 ساعة لحل هذه المسألة والا فإن الأمور ستتطور الى ما لا يحمد عقباه».
أين وزارة الصحة مما يجري في عكار؟ ولماذا لا تقوم بارسال فريق للكشف على المكبات في المحافظة؟ ولماذا لا تسعى البلديات واتحادات البلديات لايجاد حلول من شأنها تخفيف الضرر الناتج عن هذه المكبّات؟