كشفت دراسة علمية نشرت نتائجها مؤخرا في العديد من الدوريات العلمية في العالم، أن التهام أنثى حشرة “فرس النبي” mantis (الاسم العلمي Mantodea) لشريكها ليس بسبب فورة غضب أو نتيجة عراك، وإنما بسبب عادة متأصلة في هذا النوع من الحشرات، يعتقد العلماء أنها تطورت لتقديم وتأمين ذرية أفضل وأقوى.
وخلصت الدراسة إلى أنه عندما تلتهم الأنثى الذكر فهي بذلك تضمن “استمراره” في إفادة ذريتها حتى بعد القضاء عليه والتهامه، باعتباره أنه غذاء، وذكر الخبير في علم الحشرات الدكتور وليام براون William Brown من “جامعة ولاية نيويورك في فريدونيا” the State University of New York at Fredonia الذي شارك في إعداد الدراسة المنشورة في مجلة Proceedings of the Royal Society B أن “التهام اللحم جنسيا يزيد من استثمار الذكر في الذرية”.
حالة متطرفة
وقام براون وكاثرين باري Katherine Barry من “جامعة ماكواري الأسترالية” Australia’s Macquarie University بإطعام الصراصير مع جرعة من الأحماض الأمينية المشعة لذكور “فرس النبي” ثم سمحوا للحشرات بالتزاوج، وتم التهام نصف الذكور فيما تم إنقاذ النصف الآخر من خلال معدي الدراسة فورا بعد التزاوج، وتعقب الباحثون تدفق البروتينات المشعة عبر أجساد الإناث آكلات اللحوم وخلال وضع بيوضها، وقال براون أنه “بالنسبة للإناث اللواتي أكلن والتهمن شريكهن كانت هناك زيادة في عدد البيض الذي تم إنتاجه ووضعه”.
ومن جانبها أوضحت باري أنَّه “تم امتصاص نسبة كبيرة من الأحماض الأمينية ليس من قبل الإناث فحسب، وإنما عبر صغار حشرات “فرس النبي” وتعرف أيضا بأسماء عدة، منها: “السرعوف” أو الراهبة …الخ.
التهام اللحم جنسيا
وأفادت الدراسة أيضا، أنه من الطبيعي أن أنثى الــ “مانتيس” تلتهم الذكر في 13 و 28 بالمئة من اللقاءات الجنسية، وخلال موسم التزاوج “فرس النبي” mantis يشكل الذكور ما يصل إلى نحو 63 بالمئة من غذاء الأنثى.
وأوضح الباحثون في هذا المجال، أن مثل هذا السلوك “يعتبر حالة متطرفة من استثمار الوالد الذكر”.
ويعرف “التهام اللحم جنسيا” Sexual cannibalism بأنه الحالة التي تلتهم فيها الأنثى الذكر قبل أو أثناء أو بعد التزاوج، ومن المعروف بحدوث هذه العملية في بعض العناكب أيضا والعقارب، وعلى عكس ذكر “فرس النبي” الذي يمكنه التزاوج أكثر من مرة ومع إناث مختلفين قبل الوقوع في براثن الأنثى الخاطئة، فإن العناكب تتزاوج مرة واحدة في طوال دورة حياتها، وتتضرر أجهزتها الجنسية خلال الجماع، إلى الحد الذي لا يمكنها لاحقا من إعادة استخدامها.
