“يُقتل فيل واحد كل 15 دقيقة للحصول على عاجه”، هذا ما أكدته جمعية “آفاز”Avaaz الدولية، خلال إطلاقها حملة عالمية واسعة للحفاظ على الفيلة، ودعم فرض حظر تام على تجارة العاج عالمياً لمساهمتها في تعزيز أزمة الصيد غير الشرعي.
وبهذا المعدل، فإن الفيلة مهددة بالانقراض خلال السنوات القليلة القادمة، خصوصا إذا علمنا كم تنامى دور العصابات المسلحة التي تقتل الفيلة وحيوان وحيد القرن، طمعا بأنيابها، ولتمويل الحروب وبعض قوى الإرهاب، ما يضع العالم أمام مسؤولياته الأخلاقية، والتحرك سريعا لحظر تجارة العاج، ومواجهة بعض الموروثات الشعبية، ولا سيما في بعض الدول الآسيوية، حيث ما تزال تسود اعتقادات بأن أنياب الفيلة ووحيد القرن تشفي من أمراض مستعصية وتزيد من القدرة الجنسية!
أوروبا تصدر حكما بإعدام الفيلة!
كما أن هناك توجهاً عالمياً متنامياً من أجل فرض حظر عالمي تام على تجارة العاج، إلا أن “المفوضية الأوروبية أظهرت مؤخرا معارضتها لهذه الخطوة، بحسب “آفاز”.
ما تعانيه الفيلة من قسوة بات يؤثر عليها بشكل كبير، فقد تحولت هذه المخلوقات الساحرة والحساسة في بعض المناطق إلى مخلوقات ليلية خوفاً من البشر، في حين ترفض صغارها أن تفارق جثث أمهاتها التي قتلها الصيادون، فيما تؤكد 29 حكومة أفريقية اليوم بأن عرقلة أوروبا لفرض حظر على تجارة العاج، هو بمثابة إصدار حكم إعدام بحق الفيلة والقضاء عليها نهائياً، وأكدت “آفاز” أن الفيلة “بحاجة إلى مساعدتنا”.
تجارة دموية
وفي سياق متصل، سيعقد قريباً مؤتمر عالمي هام، قد تتمكن خلاله “آفاز” وهيئات ومؤسسات دولية معنية من النجاح في فرض حظر تام ونهائي لهذه التجارة الدموية. وهناك إشارات توحي بأن بعض الدول المهمة مثل فرنسا وألمانيا ستوافقان على الحظر، وقد تعمل على تغيير رأي باقي الدول الأوروبية حيال هذه القضية.
من جهة ثانية، ستعمل الحكومات الأفريقية على تسليم عريضة “آفاز” أثناء الاجتماعات الرئيسية في هذا المؤتمر إلى سائر الجهات المعنية، من أجل حثها على دعم فرض الحظر على هذه التجارة.
ودعت “آفاز” إلى التوقيع على العريضة، من أجل حماية الفيلة من الانقراض، ومشاركتها حملتها على أوسع نطاق.
انهيار الكوكب
يتم الدفع بالمخلوقات المميزة نحو حافة الانقراض في كافة أنحاء العالم، بسبب الصيد الجائر غير الشرعي وتدمير بيئتها، ما يؤدي إلى خلق أزمة ستهدد الكوكب بأكمله، وقد حذر العلماء من أن انقراض أي من أنواع المخلوقات سيكون بمثابة قطع شريان رئيسي عن الكوكب ودورة الحياة فيه، كما أن انقراض أنواع عدة سيؤدي في النهاية إلى تدمير النظم البيئية وانهيار الكوكب في النهاية.
وتعتبر أوروبا أكبر مستورد للعاج المباع بطريقة نظامية في العالم، وتجادل الدول الأوروبية بأن الطريقة المثلى لإنقاذ الفيلة تتمثل بالقضاء على التجارة غير الشرعية، والإبقاء على تجارة العاج بطريقة قانونية. لكن عصابات الصيد تعمد إلى تهريب ما تملكه من عاج وبيعه على أنه قانوني.
بمعنى آخر هم يستعملون تجارة العاج القانونية كستار للتغطية على جرائمهم. ويؤكد الخبراء بأن إضفاء الصفة القانونية على هذه التجارة سيساهم في إزدهار تجارة عصابات الصيد غير الشرعي ونموها.
حماية الحياة البرية
ودعت “آفاز” للعمل على بناء عريضة ضخمة لحماية الحياة البرية، ولدفع الدول الأوروبية على تغيير موقفها، والمساعدة في وقف قتل الفيلة قبل أن تنقرض نهائياً.
وأشارت إلى أن “حراكنا العالمي هذا هو الفرصة الأفضل لإنقاذ الحياة البرية وضمان ازدهارها مجدداً”، وقالت: “لقد ساهمنا سابقاً في القضاء على تجارة العاج نهائياً في هونغ كونغ، كما تمكنا من حظر استخدام مبيد الأعشاب الذي يتسبب في قتل النحل في أوروبا، فضلاً عن إطلاقنا عشرات الحملات من أجل حماية البيئة البحرية وإنشاء المحميات الطبيعية في كافة أنحاء العالم”، وختمت: “فلنعمل الآن مجدداً من أجل إنقاذ الفيلة وتحقيق إنجاز جديد يضاف إلى ما حققناه سابقاً على صعيد حماية الحياة البرية”.