فيما تواجه السلاحف البحرية في لبنان إهمالا من قبل السلطات المعنية، ولا سيما وزارة البيئة، نجد أن دول العالم كافة تولي هذه الكائنات كل أشكال الاهتمام والعناية، وفي متابعة لواقع السلاحف البحرية في بعض الدول، نتبين كم أن لبنان غافل عن بديهيات العمل الحمائي، ونستحضر لامبالاة الوزارة المعنية بمتابعة وضع الكائنات البحرية المعرضة للانقراض في لبنان، فوزارة البيئة اقتصر دورها على إطلاق اليوم الوطني للسلاحف البحرية، ونأت بنفسها عن واقع البيئة البحرية في لبنان، على الأقل في رفع الصوت، ولم تصدر بيان شجب واستنكار حيال عشرات السلاحف النافقة على امتداد الشاطىء اللبناني من طرابلس شمالا إلى الناقورة جنوبا، وثقها بالصور ناشط فرنسي، فضلا عما رصدته جمعيتنا “Green Area الدولية”، لسلاحف نافقة وأخرى مصابة.
ونستغرب أن يعمل ناشطون بيئيون من دول عدة لإنقاذ السلاحف البحرية في لبنان (المدير التنفيذي في جمعية Animals Lebanon جايسن ماير Jason Mier والناشط الفرنسي تييري ماغنييز Thierry Magniez)، فيما لبنان الرسمي غير معني بما يتهدد بيئته البحرية، ولا نعرف ما هي الاعتبارات التي تحول دون تأمين مراكز متخصصة لمعالجة السلاحف وتأهيلها، وثمة أسئلة كثيرة تؤكد أن الدولة لم ترتقِ بعد إلى ما سبقتنا إليه دول كثيرة.
جمعية حماية السلاحف البحرية في بالي
في هذا المجال، استوقفتنا مبادرة أمس تمثلت في إطلاق سياح ونشطاء في مجال حماية السلاحف ما لا يقل عن 200 سلحفاة بحرية صغيرة على شاطئ كوتا Kuta Beach في مقاطعة باليBali الإندونيسية، وفق ما ذكرت وسائل الإعلام المحلية أمس السبت.
وذكرت وكالة أنباء “انتارا” ANTARA News الإندونيسية الرسمية نقلا عن “جمعية حماية السلاحف البحرية في بالي”، التي قادت وأشرفت على عملية الإطلاق، أن السلاحف البحرية الصغيرة فقست من مئات البيوض التي جمعت من على طول شاطئ كوتا و”شاطئ ليجيان” Legian Beach في منطقة بادونغ Bandung بإقليم بالي، والتي هي الموائل الطبيعية للأنواع المهددة بالانقراض.
على شفا الانقراض
وعادة ما يستغرق بيض السلاحف البحرية من 45 إلى 60 يوماً، وذلك كفترة حضانة ثم يفقس بعدها وتخرج السلاحف الصغيرة، لتبدأ دورة حياة جديدة. وقد تم وضعها في حضانة مركزية لزيادة نسبة الفقس، كما تخضع السلاحف البحرية، التي هي على شفا الانقراض فى إندونيسيا للحماية، بمقتضى قانون حماية الأنواع المهددة بالانقراض.
ويعاقب على الاتجار غير المشروع فيها أو حيازتها أو اصطياد هذه الأنواع بالسجن، وفي نيسان (أبريل) الماضي، أحبطت السلطات في إقليم “سولاويزي” Sulawes جنوب شرقي البلاد محاولة لتهريب 70 من السلاحف البحرية الخضراء المحمية إلى بالي، حيث يرتفع الطلب على لحومها ويعتبر وفق التقاليد السائدة أنه مثير للشهوة الجنسية، في حين يعتقد أن بيضها علاج للأمراض بما في ذلك الربو.
كما يعاقب على الاتجار غير المشروع بالسلاحف البحرية أو حيازتها أو اصطياد هذه الأنواع بالسجن لمدة تصل إلى خمس سنوات، وغرامة أقصاها 100 مليون روبية (7640 دولاراً أميركياً).