محمد صالح – السفير
تعتبر «صيدون» القديمة من المدن التاريخية القليلة على البحر الابيض المتوسط التي لا تزال مأهولة صيفاً شتاءً. هذه المدينة على رغم عمرها الذي تجاوز عقوداً طويلة من الزمن، فانها تمتاز عن غيرها من المدن المتوسطية بحلتها العمرانية الجيدة قياسا الى المدن التاريخية التي تشبهها، وهي من المدن الجاذبة للاستثمار السياحي والاقتصادي…
وتعتبر «صيدون» كنزا سياحيا وتراثيا طبيعيا وتحتوي على معالم تاريخية لا حصر لها ولا عد، عدا عن جمالياتها الهندسية، وطريقة بنائها القديمة، والرونق الهندسي القائم على الحجر الرملي وطريقة «العقد» و «القناطر»… إضافة إلى شاطئها وواجهتها البحرية. ناهيك بالقلعتين البرية والبحرية، وهي من المناطق القليلة التي تحدثت عنها كتب التاريخ في العالم. ومع كل ذلك فهي تفتقر الى «مواقف» للسيارات في محطيها القريب والبعيد مما يؤثر سلبا في حركة السياحة في ازقتها الضيقة.
خلال الايام القليلة الماضية قام وفد مشترك من بلدية واتحاد بلديات برشلونة الأسبانية وشبكة المدن المتوسـطية medcities بجــولة في صيدا، بدعوة من بلدية المدينة، ضم الأمين العام لـ «شبكة المدن المتوسطية» كزافييه تيانا ونائب رئيس اتحاد بلديات برشلونة الفرد باسكال ومساعده كارلوس غارسيا هيرنانديز، والمدير التقني للشبكة اوريول باربا سونول. والتقى الوفد النائب بهية الحريري في دارتها في مجدليون ومن ثم رئيس البلدية محمد السعودي في مبنى البلدية .
السعودي اكد ان الجولة تاتي في اطار التعاون القائم مع بلدية صيدا بما يتعلق بوضع الدراسات لمشروعي تأهيل ميناء الصيادين وتأهيل الواجهة البحرية للمدينة، التي تدعمها بلدية برشلونة كتطوير مرفأ الصيادين وتأهيل الواجهة البحرية للشاطئ الممتد من قلعة صيدا البحرية ولغاية مدينة الرئيس الشهيد رفيق الحريري عند مدخل صيدا الشمالي.
في المقابل يشير «الناشط الصيداوي» عضو «بلدية الظل» فؤاد الصلح الى «انه طالما ان الواجهة البحرية لصيدا القديمة تتحضر لمشاريع انمائية وحيوية فان صيدا القديمه تستحق موقفا للسيارات يواكب عملية تنفيذ مشروع الواجهة البحرية الموعودة حرصا على دورها السياحي والتاريخي والتراثي.
ويلفت الصلح الى «ان العدد الكبير من الزوار العرب والاجانب يمتنعون من الدخول الى المدينة القديمة بسبب عدم وجود «مواقف» في محيطها ان في محلة رجال الاربعين وصولا الى «ساحة ضهر المير» (الامير) المقفلة وفي مدخل القلعة البرية، وخان الافرنج، وقرب نقابة الصياديين.
ويتمنى الصلح «لو ان بلدية صيدا خصصت جزءا صغيرا من «حديقة بن زايد» كموقف للسيارات، علما انها تقع على حدود المسجد العمري على الواجهة البحرية قبالة مرفا التجار المستحدث، او اعتمدت «وقف» أرض ملاصقة للحديقة تابعة «لاوقاف الشام»، او عملت على تبني فكرة مشروع انشاء درج و «مصعد» من جهة البحر يؤدي الى المسجد العمري الكبير وعبره الى المدينة القديمة، وذلك بالتنسيق مع جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية كونها الشريك المجاور للمشروع.
ويعلن الصلح ان المطلوب حل قصة «الدرج» و «المصعد» و «موقف السيارات»، وعندها من المؤكد ان حركة السياحة والزوار والوفود التي تزور صور وجزين والجنوب ستعود الى مدينه «صيدون» القديمة.
يذكر ان «الجامع العمري الكبير يقع على تلة مرتفعة ويطل على البحر من الجهة الغربية، والى جنوبه مبنى ثانوية المقاصد وله مدخلان من الجهة الشرقية وممر يصله بساحة ضهر المير وآخر من الرواق الشمالي يصل إلى ساحة تسمّى «حارة الجامع». وقد تم بناء المسجد عام ١٢٦٠ م وفي ٦ حزيران ١٩٨٢ تعرض للتدمير من العدو الاسرائيلي واعاد الراحل الشهيد رفيق الحريري تشييده وتبلغ مساحته مع الممرات بحدود ٢٠١٨ م٢.