للمرة الأولى منذ تفاقم أزمة التلوث التي طاولت نهر الليطاني، نتلمس اليوم جدية في التعاطي مع هذه الملف، بالاستناد إلى العلم، والاستعانة بأصحاب الكفاءة من الخبراء القادرين وحدهم على تحديد نوعية ونسب التلوث، ومدى مخاطرها على المواطنين والنظم الإيكولوجية المائية والبرية القريبة، ما يساعد في وضع رؤى وتصورات للمعالجة.
فعلى مدى الأيام الماضية، كانت الأزمة تراوح بين الادعاء على جهات معينة، واستحضارها كمنصة لإطلاق الخطب، كلٌّ بحسب ما تمليه مصالحه، أو دون مقاربة علمية للمشكلة، بمعنى النزول إلى الأرض، ومعاينة الواقع، وصولا إلى تحديد معطيات علمية يمكن البناء عليها في تحديد الأسباب وسبل معالجتها.
وما استجد اليوم، تمثل في تكليف الخبير البيئي المكلف من قبل المدعي العام البيئي القاضي نديم الناشف الدكتور ناجي قديح متابعة قضية التلوث، وما أشاع في نفوسنا الاطمئنان، ما يتمتع به الدكتور قديح من كفاءة وخبرات علمية ترقى لنحو أربعين عاما، فضلا عن موقعه كمستشار لـ greenarea.info، دون أن ننسى الجهود التي بذلها رئيس بلدية زوطر الغربية حسن عزالدين، ومتابعته الحثيثة لهذه القضية منذ اليوم الأول.
قديح: دراسة مفصلة لثلاثة انواع من المؤشرات
وعن خطة عمل جديدة بدأت اليوم، قال الدكتور قديح: “قمنا بجولة اليوم تعتبر الأولى للكشف على مصادر التلوث من القرعون إلى القاسمية، أي الجزء الجنوبي لنهر الليطاني، بتكليف من المدعي العام البيئي وبمؤازرة القوى الامنية في المنطقة”.
وأضاف: “زرنا دير ميماس ومحطة المعالجة، وأخذنا عينة من مخرج المياه المعالجة لفحصها، وعينات من مناطق مختلفة، وزرنا منطقة دبين وبلاط والخردلي، ومن ثم زوطر الشرقية، وأخذنا عينات من مصب مجاري الصرف الصحي في القليعة القريبة من النهر، وعينات من مياه النهر والترسبات فيه، وسنرسل هذه العينات للمختبر، وسأقوم بإعداد تقرير على ضوء النتائج”، ولفت الدكتور قديح إلى أنه سيجري “دراسة مفصلة لثلاثة انواع من المؤشرات، هي المؤشرات الفيزيائية المرتبطة بالعكرة والمواد الصلبة العالقة، والمؤشرات المرتبطة بالتلوث الكيميائي، ودراسة ايضا لمؤشرات تتعلق بالتلوث الميكروبيولوجي”، ورأى أن “هذه الدراسات ستحدد درجة التلوث في النهر، والمصادر المحتملة التي تسببت في تلوثه”.
وتابع قديح لافتا إلى أنه سيكمل “الجولة الميدانية للاطلاع على كل مصادر التلوث المحتملة، لاستكمال أخذ العينات على طول مسار النهر باتجاه المصب، على ضوء ذلك وبعد صدور النتائج سنقدم تقريرا تفصيليا يشخص ويقيم ويحدد الوضع البيئي لنهر الليطاني، ومقترحات لخطة معالجة على مختلف المستويات (مستوى محلي قرى ومؤسسات، مستوى اعلى يحتاج لتدخل الدولة).
عزالدين: كشف مصادر التلوث
من جهته، رئيس بلدية زوطر الغربية حسن عز الدين، ومنسق “الحملة الوطنية لانقاذ الليطاني” أكد بعد الجولة الميدانية وأخذ العينات لـ greenarea.info على ما ذكره الدكتور ناجي قديح، وتوجه بالشكر الى “القاضي الناشف على الثقة التي منحها له وعلى كل التعاون الذي أبداه اليوم بتكليف دكتور قديح للعمل على كشف مصادر التلوث في الليطاني”.
وخص عزالدين بالشكر ايضا “آمر فصيلة مرجعيون الرائد شربل حبيب، ورؤساء المخافر من برج الملوك والقليعة ومرجعيون لتعاونهم معنا ومؤزاراتهم لنا خلال جولتنا”.
