انسجاما مع سياسة دولة الإمارات العربية المتحدة، باتباع نهج عمراني مستدام، أطلقت بلدية إمارة دبي الخطوات الأولى لبناء مدينة متكاملة، تتسم بانها صديقة للبيئة من جهة، وعلى شكل زهرة وسط الصحراء كم جهة ثانية،
وفي هذا المجال، أكد مدير عام بلدية دبي المهندس حسين ناصر لوتاه أن الإمارة “تتبوأ مركزاً رائداً في المحافظة على البيئة وستسهم بشكل رئيسي في تطوير اقتصاد منخفض الكربون في المنطقة، عن طريق نشر وتطبيق الحلول الافتراضية التي تسهم في رفع كفاءة استهلاك الطاقة، وستخدم المدينة شريحة كبيرة من المواطنين، إذ توجد 3 أنواع من المساكن (مساكن مواطنين، فلل، قطع أراض) تستخدم فيها الطاقة المتجددة ومتطلبات البيئة النظيفة.
وبحسب لوتاه أيضا، فإن المدينة تعد نموذجاً لما وصلت إليه دبي من مراحل متقدمة في تبني معايير الاستدامة، وتعزز دورها المحوري مركزاً عالمياً للمال والأعمال بما يضعها في مقدمة المدن التي تدعم وتسهل تطبيق وانتشار التقنيات الخضراء والنظيفة بشكل واسع، وسيتم بناء مدينة متكاملة تضم مدارس ومراكز تسوق وعيادات ومستشفيات ومركز شرطة ومساجد، وغيرها من الخدمات، ويتبنى التقليل من الازدحامات المرورية والنقل وزيادة الرقعة الخضراء، كما ستعتمد المدينة على الطاقة المتجددة ومتطلبات البيئة وتدوير النفايات الذاتية، وستكون المباني متوافقة بما يحقق تخفيض درجة الحرارة، وتقليل استهلاك الكهرباء.
مدينة مستدامة بالكامل
وأكد أن “المدينة تتميز صروحها بروعة متناهية وطراز استثنائي لجهة فرادة التصميم مع مساحة حياة هادئة مثالية مفعمة بالراحة المطلقة، وسيتم العمل على سرعة إنجازها، وستكون نموذجاً عالمياً تحافظ على البيئة ومقللة بدرجة كبيرة من انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون، وتحافظ على الموارد الطبيعية ومستوحاة من التصاميم المعمارية المتميزة، غير أنه يستخدم في إنشائها أحدث التكنولوجيا العصرية والتقنيات المحافظة على البيئة والموارد الطبيعية.
أما المدير التنفيذي لإدارة التخطيط في بلدية دبي المهندس داود الهاجري، فأشار إلى أن “المدينة الذكية ستكون مدينة مستدامة بالكامل، وستعمل على توفير نحو 200 ميغاواط من الكهرباء، إذ ستستخدم فيها الخلايا الشمسية التي ستغطي أسطح منازلها ومبانيها ومرافقها كافة، كما سيتم استخدام الألواح الشمسية لتوليد الطاقة الكهربائية النظيفة والمتجددة موزعة على 65 ألف هكتار”.
وتجدر الإشارة إلى أن المدينة الواعدة ستكون عبارة عن شقق سكنية، بما يعادل 75 بالمئة منها، وستوفر 40 بالمئة من الكهرباء الذاتية إجمالياً، مع 200 ميغاواط، وبلغ عدد الأراضي بالمنطقة نحو عشرين ألف قطعة سكنية لإسكان المواطنين وسط بيئة ذكية ومستدامة ونظيفة، ومن المتوقع أن تستوعب في المرحلة الأولى قرابة 160 ألف نسمة، وتبلغ مساحة الأرض المخصصة أكثر من 14 ألف هكتار، ويحيط بها حزام أخضر وستعتمد على مواردها الذاتية من توفير وسائل النقل والمواصلات، وتوفير الطاقة وتدوير المياه الصحية التي ستوفر أكثر من 40 ألف متر مكعب من المياه الصالحة.
تكنولوجيا الطاقة المتجددة
وتم اختيار النباتات الصحراوية المحلية المناسبة للمشروع للتقليل من صرف المياه، وسيتم استخدام الفائض من مياه الصرف الصحي للري من خلال شبكة مصممة خصيصاً ومزودة بخزانات مياه.
كما سيتم توطين تكنولوجيا الطاقة المتجددة، وذلك عن طريق التطبيق العملي لمشاريع على أرض الواقع منها مشاريع لإنشاء حدائق وساحات عامة، باستخدام أساليب تزيد من كفاءة استخدام الطاقة والمياه والموارد الطبيعية، بدءاً باختيار أفضل المواقع لهذه المشاريع، مروراً بتصميمها وإنشائها وتشغيلها وصيانتها الدورية ووصولاً إلى إعادة تدوير عناصرها.
ويضم المشروع شبكة نقل متكاملة ومستدامة وفق أعلى المعايير العالمية، وتماشياً مع المواصفات الحديثة، بما يعد نموذجاً للطرق المستقبلية كافة في الإمارة، حيث تم اعتماد معايير عالمية في تنفيذ المشاريع المستدامة، عبر استخدام تقنيات وحلول متطورة تسهم في خفض الانبعاثات الحرارية، وانبعاثات ثاني أوكسيد الكربون وتقليل استخدام الإسفلت لأدنى مستوى، وكذلك استخدام الطاقة المتجددة للإنارة.
نظام تقييم المباني الخضراء
وفي سياق متصل، نظمت إدارة المباني في بلدية دبي مجموعة من الندوات التعريفية والمحاضرات التثقيفية لتدريب الاستشاريين والمقاولين وتوعيتهم بمتطلبات المباني الخضراء ونظام تقييم المباني الخضراء (السعفات)، وأهمية النظام وتوضيح فوائده الفنية والمادية على أصحاب ومشغلي المباني والاستعداد للتطبيق، حيث سيتم التطبيق الفعلي للنظام في الأول من أيلول (سبتمبر) المقبل.