كم من تشوهات خلقية في القلب عند الاطفال أدت الى الوفاة، والاسباب متعددة، لكن أهمها التأخر في التشخيص والعلاج، خصوصا بعدما أكدّ أطباء من ذوي الاختصاص في امراض القلب عند الاطفال، بأن التشوه الخلقي في القلب، يعتبر من أكثر التشوهات الخلقية شيوعاً، والمسبب الأول للوفاة في السنة الأولى من الحياة. وفي كل عام تشخص حالة واحدة من مئة، ولا تقل أنواع التشوهات الخلقية في القلب عن 25 نوعا، أما الأسباب فمتعددة، لكن ما هي؟ وما الواجب فعله لحماية حديثي الولادة؟

 

ابي فاضل: الاكتشاف المبكر ضروري

 

في هذا السياق تحدث الاخصائي في طب الاطفال الدكتور انطوان ابي فاضل لـgreenarea.info ، قائلا: “هناك ثلاث حالات من التشوهات القلبية عند الاطفال  لكل 100 حالة، والاسباب متعددة، منها زواج القرب، الاصابة بالالتهابات من دون معالجة، او عند المصابين بالمنغوليا، ولذلك يستحسن عند الولادة اجراء كشف طبي مفصل،  خصوصا عند الاطفال المصابين بأمراض القلب”، وأضاف: “رغم أن العلاج صار أسهل، انما المشكلة في أن دقة الحالة وكون القلب هو المعني، يجعلان التأخير ممنوعاً، وكل لحظة تلعب دوراً في عملية إنقاذ حياة الطفل”.

 

ابو شرف: مطلوب الرقابة

 

بالمقابل، رأى نقيب الاطباء السابق والاخصائي في امراض القلب عند الاطفال الدكتور شرف ابو شرف لـgreenarea.info  أنه “من المتوقع بعد 15 سنة ان ترتفع  التشوهات الخلقية عند الاطفال بفعل تأثير التلوث الذي نعيشه، حيث اثبتت الدراسات العلمية ان الذي يعيش في بيئية موبوءة معرض اكثر للتشوهات الخلقية في القلب”.

وقال: “وزارة الصحة تغطي التكاليف الصحية مجانا لعلاج امراض القلب عند الاطفال، انما  الذي نشدد عليه اليوم اكثر من أي وقت مضى، اهمية الرقابة على نتائج العملية الجراحية التي تجرى للاطفال المصابين بالتشوهات الخلقية في القلب، وتحديد  التداعيات من اجل تجنبها مستقبليا”.

 

يزبك: أهمية الوقاية

 

ورأى الأخصائي في طب الاطفال الدكتور انطوان يزبك، ان “أمراض تشوهات القلب  عند الاطفال لم ترتفع، انما كشفها صار اسهل، وهنا نشدد على اهمية الوقاية لتفاديها بتجنب  الاصابة بالالتهابات خلال فترة الحمل، تحديدا التوكسوبلاسموس Toxoplasmose الذي ينتقل من خلال القطط”.

وأضاف: “ان المشاكل التي يمكن أن يتعرضّ لها الطفل، هي عبارة عن تشوّهات خلقية بحيث لا يتكوّن القلب والأوعية الدموية المجاورة بشكل طبيعي قبل الولادة. وان الأطفال الذين يعانون قصور القلب الاحتقاني يشعرون بالتعب، ويعانون سرعة في التنفس، وقد يعانون أعراضاً عدة في الوقت نفسه”.

 

ضو: العملية الجراحية على نفقتنا

 

لا يجوز بعد اليوم ان يبقى طفل مصاب بتشوه قلبي من دون معالجة”، هذا ما أكدت عليه الاخصائية في امراض القلب لدى الاطفال  الدكتورة ليندا ضو  لـ greenarea.info، وقالت: “ان العلاج  بات  اسهل نظرا للضمانات الصحية التي نقدمها سواء بتأمين العملية  الجراحية ماديا و طبيا من قبل الجمعية  Heartbeatالتي اترأسها، فهي تؤمن العلاج المجاني للأطفال الذين يعانون أمراضاً وتشوهات خلقية في القلب ولا سيما حديثي الولادة”.

وأضافت: “أنا الطبيبة الوحيدة في لبنان ارى قلب الجنين قبل الولادة، وذلك من خلال التصوير الصوتي الدقيق، وعندما نحدد المشكلة الصحية، نطلب من المرأة الحامل ان تأتي الى المستشفى، لكي تتم الولادة بشكل آمن، وتتلقى عندها العلاج من فريق طبي كامل متكامل تجنبا لاي تداعيات صحية قد تطرأ”. وتابعت: “تبين لنا من خلال الدراسات العلمية الاخيرة  ان اكثرية المصابين بتشوهات خلقية في القلب من حديثي الولادة، يعود اما لزواج القربى، من هنا يجب التشديد على اهمية الشهادة الصحية قبل الزواج، وإما من تناول المرأة ادوية أعصاب أو ادوية للالتهابات أو لـ “هزة حيط”.

الجدير ذكره، بحسب الدكتورة ضو انه في “معظم الحالات تبقى أسباب العيوب الخلقية في قلب الطفل مجهولة. ويجب ألا تشعر الأم بالذنب لأنها ليست مذنبة في ذلك. في حالات نادرة تسبب إصابة الأم بفيروس معيّن كالحصبة الألمانية مشكلات خطيرة، منها الخلل في وضع القلب في فترة نموّه. كما أن فيروسات أخرى قد تسبب عيوباً كهذه عند الولادة، إضافةً إلى أن إصابة الأم بالسكري قد يلعب دوراً. وان الوراثة أحياناً تلعب دوراً في الإصابة بأمراض القلب الخلقية. فقد يصاب أكثر من طفل في العائلة بعيب خلقي، وتعتبر بعض العائلات أكثر عرضة لظهور هذه التشوهات فيها. إلا أن هذا يحصل في حالات لا تعتبر شائعة. لكن تبقى معظم أسباب العيوب الخلقية في القلب مجهولة”.

 

الدكتور فرام: التشخيص الدقيق

 

بالمقابل، اعتبر الاخصائي في الامراض الداخلية  الدكتور عبدو فرام لـgreenarea.info  أن العيب الخلقي في القلب، قد يكون بسيطاً بحيث لا تظهر أعراضه بوضوح، لكن عندما يكون التشوّه مهماً يبدو الطفل متعباً من الولادة. لكن هناك حالات معينة لا تظهر فيها أعراض التشوّه إلا في مرحلة متأخرة من الطفولة، وتجدر الإشارة إلى أن احتمال ولادة طفل مصاب يرتفع لدى الأمهات اللواتي يعانين عيباً خلقياً في القلب، كما وانه على المرأة أن تتبع نظاماً غذائياً صحياً، وأن تمتنع عن التدخين كأي حامل. ويجب أن تستشير الطبيب حول أي دواء تضطر لتناوله”.

وتابع: “يشخص الطبيب عيوب القلب الخلقية الخطيرة في مراحل الطفولة الأولى. لكن بعض العيوب الخطيرة والمهمة قد تظهر في مراحل لاحقة، وفي حالات قليلة لا يكتشف العيب إلا عندما يصبح الطفل مراهقاً أو بالغاً. وتجدر الإشارة إلى أنه عندما تكون مشكلة القلب مهمة، قد يحيل الطبيب الحالة على اخصائي في التشخيص، وفي معالجة مشكلات القلب. ويحدد ما إذا كانت هناك مشكلات مهمة تتطلب مراقبة دقيقة أو حتى جراحة. ولتشخيص الحالة يسجّل الطبيب في المرحلة الأولى المعلومات الطبية المتعلّقة بالطفل ويجري له الفحص السريري”.

وشدد فرام على أن “نسبة 75 بالمئة من الأطفال الذين يولدون مع تشوهات في القلب لا يعيشون أكثر من سنة، فيما يؤمن العلاج لنسبة 95 بالمئة من الأطفال المرضى حياة طبيعية. لذلك يعتبر العلاج المبكر أساسياً، وإن كانت الجراحة غير ضرورية في كل الحالات”.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This