ادهم جابر – السفير
شكلت حملة «بيروت مدينتي» ربيع الانتخابات البلدية اللبنانية في أيار الماضي. مجموعة من الناشطين والناشطات يمتلكون كفاءات وخبرات ومهارات، حاولوا إيجاد ثغرة في جدار الاصطفافات السياسية والطائفية، وأن يقدموا تجربة مميزة في عاصمة يفترض أن تكون أكثر ازدهارا وصلاحية للعيش الكريم وللحد الأدنى من الخدمات.
فشلت «بيروت مدينتي» فقط بلغة الأرقام واستنادا إلى القانون الانتخابي الأكثري، لكنها حفرت لنفسها مكانا كبيرا في وجدان اللبنانيين عموما وأهل بيروت خصوصا. أخذت «الحملة» على عاتقها أن تتحول مستقبلا «بلدية ظل» وهذا نموذج متبع في معظم بلدان العالم، لذلك لا مانع من التقاء الرابحين والخاسرين في الانتخابات البلدية.
الموعد المؤجل منذ أسبوع، حصل بالأمس. المجلس البلدي للمدينة الذي يمثل ائتلافا سياسيا عريضا، يجلس وجها لوجه مع «بلدية الظل» أو «بيروت مدينتي» التي تمثل وجوها مدنية بامتياز.
على طاولة واحدة، جلس عشرة أعضاء من المجلس البلدي الجديد للعاصمة يترأسهم رئيس البلدية جمال عيتاني، مقابل «بيروت مدينتي» التي ضمت ثمانية أعضاء هم: ابراهيم منيمنة (رئيس اللائحة)، طارق عمار (نائبه)، يورغي تيروز، منى حلاق، منى فواز، آندريه سليمان، رنا خوري، ناهدة خليل، أما الهدف فكان التقاء الطرفين على خدمة عاصمتهم.
ووفق المعلومات التي توافرت لـ «السفير»، كان اللقاء إيجابيا، من وجهة نظر الطرفين، فقد كانت مطالب وفد «بيروت مدينتي» واضحة، في الدعوة إلى تأسيس نهج جديد من العمل البلدي يقوم على احترام القانون، الشفافية في اتخاذ القرارات، المشاركة في تنفيذ قرارات المجلس البلدي، بناء مناخ من الثقة بين الطرفين، من خلال نشر القرارات التي تتخذها البلدية ومن ضمنها الموازنة والحسابات القطعية، وتأمين سهولة الاطلاع عليها من قبل جميع المواطنين، والطلب بصيغة «التمني» نشر جدول أعمال جلسات المجلس البلدي، ونشر المناقصات التي تتم بشكل علني ودفتر الشروط الذي على أساسه تستدرج العروض كي يعلم المواطن كيف تصرف الأموال العامة.
اتفق الجانبان على أن اللقاء يشكل بداية مرحلة جديدة من الانفتاح والتواصل على أن تستكمل بلقاءات إضافية تشمل محافظ بيروت القاضي زياد شبيب، وباقي المعنيين بأمور العاصمة من وزراء ونواب وادارات ومؤسسات عامة.
وعدت «بيروت مدينتي» بأنها لن تلبس رداء بلدية الظل منذ الآن، فالمجلس الجديد لا يزال يافعا وبالتالي لا بد من فرصة ثم يبنى على الشيء مقتضاه اذ أن الأمور تقاس بخواتيمها، ولا يمنع ذلك من المراقبة والمحاسبة وتقييم المسار البلدي الجديد.
انفتاح «بيروت مدينتي» على المجلس الجديد، قوبل بترحيب من رئيس البلدية والحاضرين، فأبدوا تجاوبا مع المطالب والأفكار، وانتهى اللقاء الأول من نوعه، إلى اتفاق الجانبين على تعيين أربعة أشخاص، اثنان عن كل منهما، لتسهيل التواصل بين الطرفين.
وقد عينت «بيروت مدينتي» أندريه سليمان وديالا حيدر، في انتظار أن يبادر المجلس البلدي إلى ذلك لاحقا.
خصوم الأمس، حلفاء اليوم. لا تجد حملة «بيروت مدينتي» ولا المجلس البلدي الجديد حرجا في ذلك. ربما يشكل ذلك بارقة أمل على صعيد العمل المحلي والبلدي في لبنان.