تسعى المملكة المغربية لتتصدر دول العالم في مجال الطاقة المتجددة، فارضة حضورا ودورا يتنامي بسرعة وقوة في مجال الطاقة الشمسية، خصوصا بعد تدشين “محطة نور1” أوائل العام الجاري، وهي تعتبر الأكبر في العالم لإنتاج الطاقة الشمسية، وتمثل المرحلة الأولى من “مشروع نور ورزازات” الواعد، والهادف إلى إنتاج 580 ميغاوات من الكهرباء، مع الإشارة إلى أن موقع المغرب يؤهله لاستغلال طاقة الرياح أيضا، ولا سيما عند السواحل الأطلسية.
وقد تمكن المغرب من استشراف المستقبل، واللحاق بركب الدول المتطورة، فحول مساحات شاسعة من الصحراء في شمال أفريقيا لحقول من الألواح الشمسية، بدت وكأنها “واحة للطاقة المتجددة”، دون أن ننسى الجهود التي تبذلها هذه الدولة العربية في شمال أفريقيا، في مجال الجهود الدولية لمواجهة تغير المناخ، وهي تنتظر حدثا دوليا من خلال استضافتها الدورة الثانية العشرين لمؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ COP22 في مراكش ما بين 7 و18 تشرين الثاني (نوفمبر) 2016.
محطة نور 1
تجدر الإشارة إلى أن ما يميز مشروع “محطة نور1” يتعدى مساحته، فهو أكبر مصنع للطاقة الشمسية في العالم، وقد استثمر فيه المغرب ما يقرب من 2.6 مليار دولار في مدينة ورزازات Ouarzazate في جنوب شرق المغرب، ضمن خطة تقدّر بـ 9 مليارات دولار لأخذ الكم الأكبر من المصدر الطبيعي الأول للطاقة، أي أشعة الشمس، واستغرق بناؤها نحو ثلاث سنوات.
وأهم ما يميز المشروع هو اختلاف ألواحه الشمسية، مقارنة بتلك التي الموجودة في مصانع توليد الطاقة الشمسية في مناطق أخرى من العالم، والتي تتضمن خلايا ضوئية يمكنها أن تحول ضوء الشمس مباشرة إلى كهرباء.
أما الألواح في المشروع الجديد، فتتكون من مرايا منحنية ضخمة، وهي تتسم بالقدرة على تجميع أشعة الشمس مثل بتلات الأزهار، وتركز أشعة الشمس على شبكة من أنابيب المياه، لتتبخر الأخيرة، ويتوجه البخار نحو محرك مركزي يعمل على توليد الكهرباء التي تضاف إلى الناتج المحلي المستخدم في المنازل والمكاتب والمصانع.
توليد 2 بالمئة من الطاقة الإجمالية بالمغرب
وثمة ميزة أخرى لهذا المشروع، تتمثل في قابلية إنتاج الطاقة حتى بعد غروب الشمس، إذ يتم تخزين الحرارة لساعات في خزانات مليئة بالأملاح الذائبة، ما يسمح بتوليد البخار وتشغيل المحركات خلال ساعات الليل الأولى.
وتعمل هذه المحطة على توليد 2 بالمئة من الطاقة الإجمالية بالمغرب، ومع أهداف معلنة، لجهة توليد أكثر من نصف حاجة الدولة للطاقة الكهربائية، باستخدام الطاقة المتجددة بحلول العام 2030.
وبحسب الجهات المعنية، من المتوقع مع نهاية عام 2017 أن ينتج المصنع طاقة كهربائية تكفي مليون منزل، المرحلة الأولى من المشروع تمت في شباط (فبراير الماضي)، أما المراحل الثلاث الأخرى ستكتمل حتى نهاية العام المقبل.
وتعد المحطة المرحلة الأولى من “مشروع نور ورزازات” خطوة تمهيدية قبل البدء ببناء نور 2 ونور 3 ونور 4، وما تم إنجازه حتى الآن، هو عبارة عن المرحلة الأولى من خمس مراحل في مشروع طموح بقيمة استثمارية تبلغ تسعة مليارات دولار في عدد من مناطق المملكة التي تستورد 94 بالمئة من احتياجاتها من الطاقة، وتطمح إلى تغطية 42 بالمئة من هذه الاحتياجات عبر إنتاج الطاقة الشمسية بحلول العام 2020.
