فرضت البيئة حضورها في الأوساط الشبابية، كمهمة دائمة، ما يعني أن ثمة وعيا يتنامى لدى جمهور الشباب، ويؤكد تاليا أن الأجيال الصاعدة باتت في قلب معادلة أزماتنا الماثلة في ما نواجه من كوارث ومشكلات على مستوى البيئة والصحة، فضلا عن ملفات الفساد من تلوث الليطاني، إلى قضية عين دارة وما تواجه من مشاريع لاستباحة جبالها، وصولا إلى أزمة النفايات.
ولا يقتصر دور الشباب على إعلاء الصوت وإصدار بيانات الشجب والادانة فحسب، وإنما يتعدى ذلك إلى بلورة أفكار لإلقاء الضوء على حلول يمكن اعتمادها للتخفيف من النفايات من جهة، والافادة منها من جهة ثانية.
ومن ضمن نشاطات التوعية التي يواظب عليها الشباب، بادر اتحاد الشباب الديموقراطي اللبناني في لبنان، إلى تنظيم لقاء فني، ثقافي وبيئي بمناسبة مرور عام على أزمة النفايات، من أجل الحث على فرز النفايات، تحت هاشتاغ بعنوان: #الحل ببيتك.
تحويل النفايات لأدوات مفيدة
وكان اللقاء مع ناشطي الإتحاد والمواطنين في سمبوزيوم عاليه في منطقة “البيسين”، الذي تخلله معرض وورشة بيئية ونشاطات متنوعة، منها صور وأعمال حرفية لإعادة التدوير، ومنشورات توعية بيئية، وأغانٍ تحمل إيقاع اللحظة، واختتم الحفل بسهرة فنية لموسيقى الراب العربي أحياها جعفر الطفار وحنظلة.
Greenarea.me واكب هذا النشاط، والتقى مواطنين وبعض المسؤولين الشباب القيمين على المعرض والورشة، وأشار بدايةً، أمين سر فرع عاليه في “الشباب الديموقراطي” حسان زيتوني إلى أن “النشاط بيئي وفني للتوعية لناحية البيئة، وكيفية تحويل النفايات التي يمكن استعادتها لأدوات مفيدة يمكن استعمالها”.
فيما قالت مسؤولة الفرع بلسم الصايغ إن “هذا النشاط بيئي، عنوانه كيفية نبدأ من أنفسنا للمحافظة على البيئة، لأننا واقعون في هذه المشكلة ونحاول إيجاد بعض الحلول العملية، وكما نشاهد فخلفية الموقع عبارة عن صور تمثل الحراك الشعبي، والموقع قريب من الناس ومن معرض الفن التشكيلي السادس المقام في عاليه، وبذلك يمكن للأشخاص الذين يرتادون نشاطنا أن يذهبوا إلى المهرجان وبالعكس، ونركز في صورنا المعروضة على الحراك الشعبي لأنه شكل بداية مواجهة هذه الأزمة”.
إعادة تدوير الورق والزجاج
وأضافت الصايغ: “توجهنا للناحية الفنية، لأننا أردنا أن نساهم في بلورة وعي جماعي لدى الشباب من خلال أغاني الراب التي تمس قضايانا كشباب من الناحية الإجتماعية، ومنها نطل على أزمة النفايات، فضلا عن الإرشاد والتوجيه حول الفرز بطريقة عملية، إضافة إلى إعادة استعمال الزجاج والورق والكرتون”، وأكدت “اننا سنقوم دائما بهذه النشاطات والتفاعل أكثر مع الناس، ونتوقع في هذا النشاط أن يحضر شباب الإتحاد وحتى الناس العاديون للمشاركة في النشاطات، ومشاهدة الصور المعروضة والوقوف على عملية إعادة تدوير الورق والزجاج اللتي نقوم بها أمامهم، بالإضافة إلى البرنامج الفني”.
وقال الشاب أحمد ترو greenarea.info: أنا هاوٍ، وأعمل في تحويل الزجاج القديم إلى تحف فنية، وإلى قطع زجاجية يمكن استعمالها للتزيين والإضاءة وغيرها، ويمكن استخدام الإنارة بطريقة LED، وأستعمل الزجاجات وأعالجها بالنار، وأحول زجاجات البيرة مثلا إلى كؤوس مضادة للكسر بعد تنعيمها كونها مقاومة للحرارة، بدلا من أن تكون عبئا بيئيا، وكما نعلم فهذه الزجاجات الخضراء من الصعب تدويرها، وقد أضفت إليها فن الخطوط أو الـ Calligraphy، ولدي صفحة بعنوان Vintage Glass Work، على موقع التواصل الإجتماعي الفيسبوك”.
بطاقات معايدة
وقالت زين يحيى من عاليه لـ greenarea.info: “قمنا بإعادة استعمال الورق، وتحويله إلى بطاقات معايدة لمناسبة عيد الأم، وأنجزنا حتى الآن 400 بطاقة، وقد لاقت استحسانا من الجميع، وقمنا، كما تشاهدون، بقطع الورق ووضعه في جهاز Blender وأضفنا إليه الماء، ثم وضعناه ضمن قطعة خشب ونوع من المنخل، ويمكن استعمال القماش والشاش كإطار ثم ضغطناه بقطعة خشب فوقها وزن، ليتشكل ورقة A4 بشكل وملمس خشن مميز طبقا لنوع المنخل المستعمل، ونتركه ليجف، واستعملنا أوراق شجر يابسة وموادا من الطبيعة لرسم لوحات جميلة على هيئة بطاقات معايدة، كما يمكن استخدامها بطرق أخرى كلوحات للرسم وغيرها”.
وضعت لوحات من الحراك المدني في عدة أماكن من الساحة، وصور تمثل عملية الفرز والتدوير، فضلا عن حاويات تبين كيفية الفرز من المصدر، وعملية إعادة استعمال المواد، وقامت مجموعة من الشباب بتقديم المأكولات الشعبية وعصير طبيعي، واختتم الحفل بوصلة فنية من فن الراب تمثل واقع الشباب وما يعانونه من أزمات.