تنتظر السلحفاة “لاكي” معاملات تسفيرها، فضلا عن تأمين مستلزمات رحلتها إلى اليونان، ولا سيما منها حوض خاص يحضنها في خلال الرحلة، إلا أن هذه الخطوة أثارت وما تزال الكثير من الجدل، مع بروز آراء رافضة لتسفيرها، ولا سيما من قبل جهات بيئية وعلمية، رأت أن مثل “هذه الخطوة تدخل ضمن حملة إعلامية وإعلانية لأغراض باتت معروفة“.
وأشارت جهات معنية بالحياة البحرية إلى أنه “كان من المفروض اعتماد آليات مختلفة في مجال العلاج“، لافتة إلى أن “مثل هذا الأمر قمنا باعتماده مع الكثير من السلاحف المصابة“، الجهات التي تحفظت عن ذكر اسمها “كي لا ندخل في سجال مع أحد“، أكدت لـ greenarea.info أنه بات من الضروري وضع حد نهائي لهذه “المهزلة“، قائلة ان “ما هو أقسى مما تتعرض له الكائنات البحرية والبرية من اعتداءات، هو استخدامها للترويج والاعلان واتخاذها ذريعة لمضاعفة المساعدات الدولية لها“.
أيا تكن موجبات ومبررات التسفير، يبقى الضروري في المرحلة اللاحقة توجيه الاهتمام نحو المطالبة بإقامة مجمع طبي يمكنه معالجة السلاحف والأحياء المائية، خصوصا وأن هناك الكثيرين من اصحاب الخبرة في هذا المجال.
جمعية Green Area الدولية
وفي هذا السياق، أشار مصدر مسؤول في “جمعية Green Area الدولية” لموقعنا إلى “اننا نفضل عدم الدخول في هذا السجال“، مؤكدا “ما يهمنا هو أن نؤمن فرص علاج السلحفاة التي كنا أول من علم بما تعرضت له في أحد المسابح، وأول من أبلغ الدفاع المدني – الانقاذ البحري الذي يتابع منذ شهرين علاجها يوميا وساعة بساعة“.
واعتبر المصدر أنه “لا بد من تشديد الرقابة على الشواطىء وتعميم ثقافة بيئية للمحافظة على الكائنات البحرية المعرضة للانقراض“، لافتا إلى “اننا سنقوم قريبا بحملة توعية سنعلن عنها في حينه“، مؤكدا أن “هذه الحملة توائم بين الاستدامة وارتياد البحر وبين السبل الأنجع لحماية البيئة والكائنات البحرية، ولا سيما منها السلاحف، فضلا عن الحفاظ على نظافة الشاطىء“.
وإذ نوه المصدر “بما تم إنجازه في مجال معالجة السلحفاة (لاكي) من خلال وزارة الزراعة وجمعية Animals Libanon“، أكد أن “هناك جنودا مجهولين هم عناصر الانقاذ البحري في الدفاع المدني، العين الساهرة على الشاطىء اللبناني، واليد الراعية للكائنات البحرية التي تتعرض لاعتداءات بالقصد أو بالعرض“.
أولى محاولات التأهيل
ما تجدر الإشارة إليه، أن السلحفاة “لاكي” خضعت لأولى عمليات التأهيل، في محاولة لمعرفة مدى قدرتها على الاندماج من جديد في بيئتها البحرية، وعلم موقعنا من وحدة الانقاذ البحري في الدفاع المدني أن عملية الدمج شكلت خطوة أولى ضرورية، على طريق تأهيلها واعادتها الى حياتها الطبيعية.
وأشار مصدر مسؤول في وحدة الانقاذ التي قامت بعملية التأهيل لـ greenarea.info إلى “اننا لم نسجل تحسنا كبيرا، لان تجاوبها ما يزال بطيئا بسبب ما تعرضت له“، وكان مركب قد انطلق إلى عرض البحر، حيث تم وضع “لاكي” على عمق عشرة أمتار يرافقها غواصون من وحدة الانقاد البحري، حاولوا حثها على السباحة إلا انها كانت تتحرك على نحو بطيء، وما تلبث أن تعود إلى السطح للتزود بالاوكسيجين.
وأشار المصدر إلى أن “هذه المحاولة جرت بهدوء دون تحميل السلحفاة متاعب كبيرة، ولم تستمر لوقت طويل، أخذا في الاعتبار أنها المرة التي تعود فيها الى بيئتها الطبيعية منذ إصابتها“.
أول وجبة سردين
وما تزال “لاكي” تحظى برعاية في حوض مائي قرب مرفأ الجية، وتتواصل التغطية الاعلامية لما آل إليه وضعها من قبل وسائل إعلام محلية وعالمية، ومن بينها “سكاي نيوز” و“ديسكوفري“، ويقوم عناصر الانقاذ البحري بإحضار الغذاء لها، من السمك، فضلا عن صيد قناديل البحر وجبتها المفضلة، وإطعامها ثلاث مرات يوميا، إضافة إلى تغيير مياه الحوض المائي بواسطة مضخة أحضرتهما جمعية Animals Libanon.
تجدر الإشارة إلى أنه تم وقف حقنها بمضاد حيوي، بحيث أن ما تحتاجه الآن هو الراحة، والبدء بمحاولات تأهيلها ودمجها من جديد في بيئتها البحرية.
