تواجه منطقتنا العربية والجمهورية الإسلامية الإيرانية    ظواهر مناخية متطرفة غير معهودة من قبل، وأهمها “العواصف الترابية” dust storms، مع يترتب عليها من مشكلات صحية تطاول السكان، عدا تبعاتها البيئية مع تراجع الغطاء النباتي وتفاقم ظاهرة التصحر.

وما أثاره علماء المناخ في هذا المجال في الآونة الأخيرة، ليس ناجما عن التلوث والاحتباس الحراري فحسب، وإنما عن النتائج الكارثية التي تسببت بها السدود، ولا سيما في العراق الذي يعتبر أحد أهم مصادر هذه العواصف، نتيجة انحسار مستويات الأنهار بسبب السباق المحتدم على بناء السدود في بلدان المنابع، مع الإشارة إلى أن دولا عدة بدأت تواجه نتائج تبعات العواصف الترابية على نحو غير مسبوق، ومن بينها لبنان الذي تعرض الصيف الماضي لعاصفة ترابية لم يشهد مثيلا لها من قبل، ما دفع المواطنين طوال ايام ثلاثة إلى استخدام “الكمامات” في أثناء تجولهم.

وهذا مثال واضح، يؤكد أن السدود السطحية لم تكن في يوم من الأيام خيارا مثاليا لتأمين الحاجة المتزايدة إلى المياه، خصوصا في لبنان، ما يفترض من الجهات المعنية إجراء مراجعة شاملة لمشاريع السدود، ما أنجز منها، وما هو قيد الانجاز.

 

سوء استغلال التربة والمياه

 

وفي هذا السياق، حذر علماء في “منظمة الأرصاد العالمية” World Meteorological Organization المعروفة اختصارا بـ  WMO من أن منطقة الشرق الأوسط هي الأكثر تأثرا بالازدياد الكبير في العواصف الترابية التي يشهدها العالم، ولذلك تأثير سلبي كبير على صحة سكان المنطقة.

وأشاروا إلى أن البلدين الأكثر تضررا هما إيران والكويت، نتيجة الأتربة والرمال الآتية من سوريا والعراق، مضيفين أن سوء استغلال التربة والمياه بفعل الحروب التي تشهدها المنطقة هو عامل مهم في التصحر وزيادة العواصف الترابية، إلى جانب تغير المناخ.

وقال إنريك تيراديلاس Enric Terradellas، المسؤول في مركز التنبوء بالعواصف الترابية التابع لـ “منظمة الأرصاد العاليمة”: “لقد شهدت منطقة الشرق الأوسط زيادة كبيرة في عدد العواصف الترابية وشدتها خلال السنوات الخمس عشرة الأخيرة. إذ كان العراق أحد أهم مصادر هذه العواصف نتيجة انحسار مستويات الأنهار بسبب السباق المحتدم على بناء السدود في بلدان المنابع”، وأدى ذلك، بحسب تيراديلاس إلى “جفاف الأهوار والبحيرات في العراق وإيران، مخلفة الأتربة التي تذروها الرياح”.

وأدت نشاطات التعدين واستخراج النفط والزراعة غير المستدامة والحروب المستمرة إلى زيادة الوضع سوءا.

 

مشكلات كبيرة في التنفس

 

وفي سياق متصل، قال مسؤولون في وزارة الصحة الايرانية أن14  مقاطعة تتأثر اليوم بالعواصف الترابية، بما في ذلك العاصمة طهران. واضافوا ان “الهواء ملوث نتيجة العواصف الترابية، ما يتسبب بمشكلات كبيرة في التنفس”بين السكان”ـ  وقال جاسم، وهو رجل أعمال من منطقة الاهواز في جنوب غرب ايران لـ “بي بي سي” BBC “السعال هو الشيء المعتاد بالنسبة لي الآن، ونحن بحاجة إلى إبقاء النوافذ مغلقة واستخدام مكيفات الهواء على مدار اليوم”.

وقالت إيمان، وهي أستاذة جامعية في جنوب شرق إيران أن “الخروج من المنزل أصبح صعبا على نحو متزايد، نشعر الرمال القادمة من غرب البلاد، ولا ندع أطفالنا يلعبون خارج المنزل.”

وقال العلماء ان البيانات من سوريا غير متوفرة بسهولة، ولكن هناك ما يكفي من الأسباب للاعتقاد بأن سوريا هي مصدر رئيسي آخر للرمال والغبار.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This